إعلان

توماس إديسون - مخترع المصباح

توماس إديسون

توماس إديسون - مخترع المصباح

توماس ألفا إديسون (Thomas Alva Edison)‏ ‏(11 فبراير 1847 – 18 أكتوبر 1931)، هو مخترع ورجل أعمال أمريكي. أثناء إدارته لشركته إديسون جنيرال اليكترك قبل اندماجها مع تومسون هيوستن إليكتريك اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير على البشرية حول العالم مثل: تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلًا. كما قد طور عدة أجهزة مثل مولد الطاقة الكهربائية والاتصال الجماهيري وتسجيل الصوت والصور المتحركة ونفذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعي علي نطاق واسع لعملية الاختراع، وإنشاء مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعية في عام 1876.

يمتلك إديسون 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا. كان عمله في هذه المجالات المتقدمة ثمرة عمله في وقت مبكر من مسيرته المهنية كمشغل للتلغراف. وضع إديسون نظام توليد القوة الكهربائية وتوزيعها علي المنازل والشركات والمصانع مما أدى إلى تطور جوهري في عالم الصناعات الحديثة. تقع محطة توليد الطاقة الكهربائية الأولي التي أنشأها في شارع بيريل، مانهاتن، نيويورك وهي محطة بيريل ستريت. أنشأ إديسون أول معمل له في مينلو بارك (نيوجيرسي)، وأنشأ فيما بعد معمل نباتي في فورت مايرز (فلوريدا) بالتعاون مع رجال الأعمال هنري فورد وهارفي إس. فايرستون، كما أنشأ معمل في ويست أورنج (نيوجيرسي)، وأنشأ أيضا أول استوديو أفلام بالعالم بلاك ماريا في نفس المكان. تزوج إديسون مرتين وأنجب 6 أبناء. توفي في عام 1931 أثر مضاعفات مرض السكري.

نشأة توماس إديسون :

وُلد إديسون في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وترعرع بمدينة بورت هورون بولاية ميشيغان وهو من أصول هولندية. كان الابن السابع والأخير لـصمويل إديسون (1804-1896) ونانسي ماثيوز إليوت (1810-1871). اضطر والده إلى الهرب من كندا بسبب مشاركته في ثورة ماكنزي الفاشلة سنة 1837.

كان إديسون الشاب شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، حيث وصفه أستاذه بأنه "فاسد". أنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية. يذكر إديسون في وقت لاحق: "والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه." كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل. وأسهمت قراءته لكتب باركر العلمية مدرسة في الفلسفة الطبيعية كثيرًا في تعليمه.

عانى إديسون من مشاكل في السمع في سن مبكرة، وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى. خلال منتصف حياته المهنية، قيل أن ضعف سمع إديسون كان بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائي في عربة نقل وألقي به إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية من القطار في بلدة كيمبل بولاية ميشيغان. في السنوات الأخيرة من حياته، عدَل إديسون القصة فقال أن الحادثة وقعت عندما قام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه.

انتقلت عائلة إديسون لبورت هورون بولاية ميشيغان في عام 1854 بعد تدني مستوى العمل، وحياته هناك كانت حلوة ومرة. باع الحلوى والصحف في قطارات تعمل من بورت هورون إلى ديترويت، كما باع الخضار لتعزيز دخله. يذكر أيضًا أنه درس التحليل النوعي وقام بإجراء التجارب الكيميائية في القطار إلى أن وقعت حادثة حظرت القيام بمزيد من تلك الأعمال.

حصل إديسون على الحق الحصري لبيع الصحف على الطريق بالتعاون مع أربعة مساعدين حيث أطلق نشرة أسبوعية أسماها (Grand Trunk Herald). انطلق إديسون من هذا العمل إلى العديد من المشاريع الريادية، كما اكتشف مواهبه كرجل أعمال. أدت هذه المواهب في نهاية المطاف إلى إنشاء 14 شركة، بما في ذلك جنرال إلكتريك والتي لا تزال إحدى أكبر الشركات المساهمة العامة في العالم.

بداية المسيرة المهنية لتوماس إديسون :

بدأ توماس إديسون مسيرته في نيوآرك بولاية نيو جيرسي حيث اخترع المُكَرِّر الآلي وغيره من الأجهزة التلغرافية المتطورة، ولكن الاختراع الذي أكسبه الشهرة لأول مرة كان في سنة 1877 حيث اخترع الفونوغراف. وكان هذا الإنجاز غير متوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الجمهور لاعتباره سحريًا. أصبح إديسون يُعرف باسم "ساحر مينلو بارك" في نيو جيرسي.

سجل الفونوغراف الأول على اسطوانة من القصدير، ولكنه كان ذو جودة صوت سيئة ويمكنه القيام بالتسجيلات لمرات قليلة فقط. فيما بعد تمت إعادة تصميم النموذج باستخدام اسطوانات الكرتون المغلفة بالشمع بواسطة ألكسندر غراهام بيل، وتشيتشيستر بيل، وتشارلز سومنر تاينر. وكان ذلك أحد الأسباب التي شجعت توماس إديسون على الاستمرار بالعمل على "الفونوغراف الكامل".

إنجازات توماس إديسون :

في أوائل القرن التاسع عشر، ابتكر المخترع الإنجليزي همفري ديفي Humphry Davy أول مصباح كهربائي قوسي. وعلى مدار العقود التالية، دأب عدد من العلماء أمثال جوزيف ويلسون سوان، وهنري وودوارد، وماثيو إيفانز، على تصميم مصابيح كهربائية تحقق درجة عالية من الفراغ داخلها، ولكن لم يحالفهم التوفيق في ذلك. وقد حاول إديسون فعل هذا الأمر أيضًا، فاشترى براءات الاختراع العائدة لكل من إيفانز وودوارد، وحاز براءة اختراع لمصباحه الضوئي المتوهج سنة 1879، وباشر بعدها في تسويقه وتصنيعه ليغدو قابلًا للاستخدام على نطاق واسع.

وفي سنة 1880، أسس إديسون شركة "إديسون للإضاءة الكهربائية"، التي تعد أول منشأة كهربائية استثمارية. وفي عام 1887، بنى مختبرًا للبحوث الصناعية في ويست أورانج بولاية نيو جيرسي، وكان يهدف من وراء ذلك إلى جعله مختبر أبحاث أولي خاص بشركات إديسون للإضاءة الكهربائية. وقد أمضى إديسون جُلّ وقته في ذلك المختبر لكي يشرف على تطوير تقنيات الإضاءة وأنظمة الطاقة، بالإضافة إلى قيامه بتطوير كاميرا الصور المتحركة، والبطارية القلوية.

على مدار العقود التالية، انتقل إديسون من كونه مخترعًا إلى تولي عملية الإشراف على مصانعه ومنشآته. وكان مختبره في ويست أورانج كبيرًا للغاية ومعقدًا بحيث لم يقدر على إدارته وحيدًا. بالإضافة إلى ذلك، وجد إديسون أن معظم عمليات التطوير تجري بوساطة علماء جامعيين، أما هو فكان يعمل بشكل أفضل مع مساعديه، خصوصًا أن ازدراءه للأوساط الأكاديمية كان علنيًا.

دخل إديسون لاحقًا في منافسةٍ محتدمة مع نيكولا تيسلا Nikola Tesla، الذي عمل لفترةٍ من الزمن في شركته. كان الصراع العلني بينهما يتمحور حول استخدام التيار الكهربائي المستمر، الذي يفضله إديسون، في مقابل استخدام التيار المتناوب الذي يؤيده تسلا. وقد لاحت بوادر المنافسة بينهما على الطاقة الكهربائية عندما تعاون تسلا مع جورج وستنغهاوس، أحد منافسي إديسون. وسعى هذا الأخير إلى إثبات وجهة نظره بوساطة عروض لم تلق استحسان الكثيرين، نظرًا لأنها تُعرّض الحيوانات إلى الصعق بالكهرباء.

استمر إديسون في مسيرته الناجحة، فاستغل انتشار صناعة السيّارات في تلك الحقبة، ليصمم بطارية تخزين قادرة على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية. وخلال الحرب العالمية الأولى، طلبت منه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تولي رئاسة مجلس الاستشارات البحرية، الذي تكمن مهمته في فحص الاختراعات المخصصة للاستخدام العسكرية، فساهم إديسون في العديد من المشاريع العسكرية مثل أجهزة الكشف عن الغواصات البحرية.

لكنه في المقابل، أكّد أنه لن يعمل سوى على الأسلحة الدفاعية، بسبب رفضه وكرهه الشديدين للعنف. وبعدما بلغ إديسون الثمانينات من عمره، تباطأت وتيرة عمله ولكنه لم يتوقف إلا بعد حصوله على آخر براءة اختراع في حياته، وقد كان عدد اختراعاته آنذاك 1093.

الحياة الشخصية لتوماس إديسون :

تزوج من ماري ستيلويل Mary Stilwell التي كان يبلغ عمرها 16 سنة. دام زواجهما نحو 13 عامًا، أنجبا خلالها ثلاثة أطفال هم ماريون، وتوماس وويليام. أما من حيث ديانة توماس إديسون ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسيحية

السنوات الأخيرة من حياة توماس إديسون :

كان إديسون رجل أعمال نَشِط حتى سنواته الأخيرة. قبل وفاته ببضعة أشهر فقط افتتح خدمة القطار الكهربائي والسكك الحديدية بين مدن هوبوكين ومونتكلير ودوفر وجلادستون في ولاية نيو جيرسي. وكانت نظم نقل الطاقة الكهربائية لهذه الخدمة باستخدام التيار المستمر الذي دافع عنه إديسون.

وفر أسطول السيارات خدمة نقل الركاب في شمال ولاية نيو جيرسي مدة 54 سنة حتى العام 1984.

قيل أن إديسون تأثر باتباع نظام غذائي شعبي في سنواته الأخيرة؛ "السائل الوحيد الذي كان يشربه هو نصف لتر من الحليب كل ثلاث ساعات" كما قيل أنه كان يعتقد أن هذا النظام الغذائي يسيتعيد صحته، إلا أن هذه رواية مشكوك فيها. في عام 1930 قبل سنة واحدة من وفاة إديسون، قالت مينا في مقابلة عنه "تناول الأطعمة الصحيحة هو أحد أهم هواياته." كما قالت أنه في إحدى "مغامراته العلمية الكبيرة" المرحلية، كان يستيقظ في الساعة 7:00، ويتناول وجبة الإفطار في الساعة 8:00، ونادرا ما يكون المنزل لتناول طعام الغداء أو العشاء.

امتلك إديسون مكان مسقط رأسه في مدينة ميلان، أوهايو سنة 1906. في زيارته الأخيرة سنة 1923 صُدِم للعثور على بيته القديم منارا بالقناديل والشموع.

توفي توماس إديسون من مضاعفات مرض السكري في 18 أكتوبر 1931، في منزله (Glenmont) في حديقة لويلين في ويست أورنج، نيو جيرسي، وهو المنزل الذي اشتراه سنة 1886 كهدية زفاف لمينا، وتم دفنه خلف المنزل. توفيت مينا في عام 1947.

بعض الحقائق عن توماس إديسون :

- كان توماس إديسون أول من قام بعرض صور متحركة سنة 1896.
- كان يجري تحارب كيميائية على متن القطار أثناء عمله هناك.
- كان يمتلك مختبرًا صغيرًا في قبو منزله عندما كان طفلًا.
- أنقذ حياة أحد الأطفال أثناء عمله في القطارات.
- أول من اخترع الفونوغراف.
المصدر : ويكيبيديا + أراجيك + مواقع إلكترونية.

الموت الأبيض - نوع من القروش الضخمة

القرش الأبيض الكبير

بواسطة Terry Goss - عمل شخصي وCC BY 2.5 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=1816336
القرش الأبيض الكبير، المعروف أيضًا بأسماء عديدة أخرى، منها: الأبيض الكبير ومستدق الخطم الأبيض والقرش الأبيض والموت الأبيض، هو نوع ضخم من أسماك القرش مغزلية الشكل، يتواجد في جميع المياه السطحيّة لمحيطات العالم الرئيسيّة. تشتهر هذه الأسماك بأحجامها الهائلة، فقد عُثر عبر السنين على أفراد وصل طولها إلى 6 أمتار أو أكثر (حوالي 20 قدمًا)، وبلغت زنتها 2,268 كيلوغرامًا (5,000 رطل). تصل هذه القروش إلى مرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ من العمر حوالي 15 سنة، ويصل أمد حياتها إلى حوالي 30 عامًا.

يعتبر بعض العلماء أن القرش الأبيض الكبير هو أضخم الأسماك اللاحمة البحرية، وأحد أبرز مفترسات الثدييات البحرية المعروفة قديمًا وحديثًا. تقتات هذه القروش على طائفة واسعة من الحيوانات البحرية غير الثدييات اللابريّة، من شاكلة: الأسماك وزعنفيات الأقدام والطيور البحرية، وهي الممثل الوحيد الباقي لجنسها، ألا وهو جنس القروش المسننة (باللاتينية: Carcharodon)، ودائمًا ما تحتل المرتبة الأولى في قائمة الحيوانات مُهاجمة البشر، حيث تسببت عدّة لقاءات لأفراد من البشر معها بتعرضهم لإصابات عنيفة، بعضها قاتلة. من أبرز الحوادث التي وقعت واتُهمت فيها قروش بيضاء كبيرة: هجومات شاطئ نيو جيرسي عام 1916، التي أسفر عنها سقوط عدّة ضحايا، إلا أن عددًا من الخبراء يقول باستبعاد هذه الحيوانات، وأن المتهم الأصلي هو القرش الثور. يُصنّف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة هذه الحيوانات على أنها مهددة بدرجة دنيا، وقد أدرجت في الملحق الثاني من اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة (CITES)، أي ضمن قائمة الحيوانات غير المهددة بالانقراض حاليًا، ولكن يُحتمل تعرضها له مستقبلاً إن لم يتم إخضاع التجارة بها وبأعضائها لقواعد صارمة.

ذاع صيت هذه الأسماك بعد أن ظهرت في رواية الكاتب الأمريكي پيتر بینتشلي، والفيلم السينمائي المقتبس عنها من إخراج ستيڤن سپيلبيرغ، حامل عنوان "الفك المفترس" (Jaws)، حيث صُوّرت على أنها آكلة بشر مفترسة، على الرغم من أن الإنسان لا يُعتبر فريسة طبيعية أو مفضلة لهذه الحيوانات في واقع الأمر.

أصل التسمية :

كان عالم الحيوان السويدي كارلوس لينيوس، أوّل من وصف هذه الحيوانات بشكل علمي في العصر الحديث، وأعطاها الاسم الاتيني Squalus carcharias، عام 1758. وفي عام 1833، عاد عالم الحيوان الإسكتلندي، السير أندرو سميث، وأطلق عليها اسم الجنس Carcharodon (نقحرة: كاركاردون)، وفي سنة 1873 اتفق العلماء على دمج اسم الجنس لسميث مع اسم النوع للينيوس حتى أصبح ما هو عليه اليوم Carcharodon carcharias (نقحرة: كاركاردون كاركاريَس). تُشتق كلمة كاركاردون من الكلمة الإغريقية كاركاروس، بمعنى "حادّ" أو "مسنن"، وأودوس، بمعنى "سن".

الانتشار والموطن :

تعيش القروش البيضاء الكبيرة في جميع السواحل والمناطق المُجاورة للشواطئ حول العالم تقريباً، وعادة ما تبلغ حرارة المياه في هذه المناطق ما يَتراوح من 12 إلى 14 درجة مئوية، لكن كثافتها السكانية أعلى من بقية أنحاء العالم في مياه دول الولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي وجنوب أفريقيا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وعُموم البحر الأبيض المتوسط. ومن أكبر الكثافات السكانية المعروفة في العالم لهذه الحيوانات منطقة تقع في جزيرة ديير التابعة لجنوب أفريقيا، حيث تُجرى العديد من البحاث العلمية عليها.

يُعد القرش الأبيض سمكة مياه مفتوحة، إذ عادة ما يُشاهد في هذه المياه عند وُجود طرائد مناسبة مثل فقمات الفراء وأسود البحر والحيتانيات بالإضافة إلى أنواع من الأسماك العظمية الكبيرة وبعض القروش الأخرى. وقد وُثق في البحار المفتوحة وصول القرش الأبيض حتى عُمق 1,220م تحت الماء، وهذه الحقيقة تتتحدى الفكرة الشائعة بكونه سمكة ساحلية (أي تقطن السواحل).

وفق دراسة حديثة فإن قروش كاليفورنيا البيضاء تُهاجر كل فترة إلى مكان بين منطقتي باخا كاليفورنيا وهاواي يُعرف "بمقهى القرش الأبيض"، حيث تقضي مدة تبلغ حوالي 100 يوم قبل أن تعود من جديد إلى باخا. وخلال رحلة العودة تسبح القروش ببطء وتغوص حتى أعماق تصل إلى 900 متر، ثم بعد أن تصل مرَّة أخرى إلى باخا يتغير سلوكها قليلاً وتأخذ بالغوص تحت الماء إلى عمق حوالي 300 متر ولمدة 10 دقائق. وكمثال آخر على هذا السلوك أجريت دراسة أخرى على سواحل جنوب أفريقيا حيث ربطت شريحة تتبع بأحد القروش المحليِّين، وبعد ربطه بالشريحة سبحَ عبر المُحيط من تلك السواحل إلى جنوب أستراليا، ثم عادَ مجدداً في أقل من سنة.تتبعت أيضاً دراسة مُشابهة قرشاً أبيضاً من جنوب أفريقيا سبحَ حتى ساحل أستراليا الشمالي الغربي ثم عاد مجدداً، وهي رحلة يبلغ طولها 20,000 كم قطعها خلال 9 أشهر. وقد دحضت هذه الدراسات إلى جانب دراسات أخرى النظريات التقليدية التي تُفيد بأن القروش البيضاء هي ضواري ساحلية تتخذ لنفسها مناطق صيد معيَّنة، كما يَفتح احتمالية حدوث تفاعلات اجتماعية بين القروش البيضاء نفسها والتي كان يُعتقد سابقاً أنها كائنات غير اجتماعيَّة. لكن على الرغم من حقيقة أن هذه الحيوانات تُهاجر فمن غير المعروف بعد ما الذي تفعله عندما تهاجر، ومن المحتمل أن ذلك قد يكون للتزاوج أو استغلال موسم غذاء.

الوصف والشكل الخارجي :

  • في سجل الأحافير :

يفيد سجل الأحافير أن القروش البيضاء الكبيرة ظهرت على وجه البسيطة خلال منتصف العصر الثلثي الأوسط، المعروف أيضًا باسم العصر الميوسيني، حيث وُجدت عدّة أحافير قدّر الخبراء عمرها بحوالي 16 مليون سنة. لكن على الرغم من ذلك، فإن تاريخ نشوء وتطوّر هذه الحيوانات ما زال موضع جدل كبير بين العلماء، الذين كانوا يفترضون بأن القرش الأبيض الكبير تطوّر من سلف مشترك مع قرش قبتاريخي هو القرش الأبيض العملاق، أو القرش الأبيض ضخم الأسنان، المعروف لدى العامّة باسم "الميگالودون" (Carcharodon megalodon)، فقد جعل الشبه بين بقايا هذه الحيوانات والبنية العظيّة للقروش البيضاء الكبيرة، بالإضافة للحجم الهائل لكل من النوعين، جعل العلماء يفترضون وجود صلة نسب قريبة بينهما، وبناءً عليه أطلقوا اسم الجنس Carcharodon على العملاق المنقرض. غير أنه في السنوات القليلة الماضية، أظهرت بعض الدراسات أن كلا النوعين بعيدا النسب عن بعضهما البعض، على الرغم من انتمائهما لفصيلة المغزليات، وأن القرش الأبيض الكبير وثيق الصلة بقروش الماكو أكثر من القرش الأبيض العملاق. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الفرضية الجديدة تضع القرش سالف الذكر في جنس جديد "الكاركاروكليز" (Carcharocles) يضم أنواعًا أخرى من القروش المسننة المنقرضة.

  • الهيئة والحجم :

يمتلك القرش الأبيض الكبير خطمًا ضخمًا غليظًا مخروطي الشكل، وذيله مقسوم إلى فصين علوي وسفلي، يبلغان ذات الحجم تقريبًا، مثله في ذلك مثل بعض أنواع القروش المنتمية لرتبة مغزلية الشكل. تُظهر هذه الأسماك نمطًا تمويهيًا معروف عند العديد من الكائنات البحرية، هو نمط التظليل المعاكس، وهو ذاك النمط الذي يكون فيه الصباغ اللوني للجسد قاتمًا على الظهر وباهتًا على القسم السفلي، حيث يُمكن للناظر إلى هذه القروش أن يُلاحظ ظهرها الرمادي (بني أو أزرق مظلل عند بعض الأفراد)، وقسمها السفلي الأبيض، الأمر الذي يُعطيها مظهرًا مبرقشًا. يهدف هذا التأقلم إلى جعل القرش خفيًا عن عيون طريدته، فإن نظرت إليه من الأسفل رأت لونًا أبيضًا يندمج مع أشعة الشمس، وأن نظرت إليه من الأعلى لم ترَ إلا خيال ضئيل، حيث أن اللون الداكن يجعل القرش يندمج مع لون مياه القعر.

تمتلك القروش البيضاء الكبيرة، كمعظم أسماك القرش الأخرى، صفوف من الأسنان الحادة قابعة خلف أسنانها الأساسية، جاهزة لاستبدال تلك الأخيرة بحال انكسر أي منها، وغالبًا ما يفقد القرش أسنانه عند الاقتيات، إذ عندما تقضم هذه الأسماك شيءًا ما، فإنها تقوم بهز رأسها يمينًا ويسارًا بعنف شديد، لتمزق قطعًا كبيرة من اللحم، وغالبًا ما ينجم عن ذلك اقتلاع سن أو أكثر.

يتراوح طول الذكور البالغة من هذه القروش ما بين 3.5 و 4.0 أمتار (ما بين 11 و 13 قدمًا)، والإناث بين 4.5 و 5.0 أمتار (ما بين 15 و 16 قدمًا). يصل معدّل الطول عند الأفراد البالغة إلى ما بين 4 و 5.2 متر (ما بين 13 و 17.1 قدم)، وتتراوح زنتها بين 680 و 1,100 كيلوغرام (ما بين 1,500 و 2,400 رطل). غالبًا ما تكون إناث هذا النوع أعظم قدًا من الذكور، ويتفق العلماء أن بعضها قد يصل طوله إلى 6.1 متر (20 قدمًا)، وزنته إلى 1,900 كيلوغرام (4,200 رطل). أما أقصى حجم يمكن لهذه الحيوانات أن تصله فهو موضع جدل، لأن عددًا من التقارير التي تتناول هذا الموضوع هي عبارة عن تقديرات أو تخمينات لحجم بعض الأفراد التي تمت دراستها في مؤلها الطبيعي بظروف غير مناسبة.

قام كثير من الأشخاص بتوثيق وجود بعض الأفراد شديدة الضخامة من هذا النوع، خلال سنوات عدّة. يُفيد علماء الأسماك وموسوعة غينيس للأرقام القياسية بوجود قرشين أبيضين لم يظهر لهما مثيل حتى الآن، حيث وصل طول الأول إلى 10.9 أمتار (36 قدمًا) وعُثر عليه في مياه بلدة مرفأ فيري في ولاية ڤيكتوريا بجنوب أستراليا، خلال عقد السبعينيات من القرن التاسع عشر. أما القرش الثاني فوصل طوله إلى 11.3 أمتار (37 قدمًا)، وقد وقع في شباك صيادي الرنجة في محافظة برانزويك الجديدة بكندا، خلال عقد الثلاثينبات من القرن العشرين. يقول بعض الخبراء أن حجم هذه الحيوانات سالفة الذكر قد لا يكون مأخوذًا بدقة، لا سيما وأنه يفوق حجم جميع الأسماك الضخمة المزعوم رؤيتها في الزمن الحالي، وأن قرش برانزويك الجديدة قد لا يكون سوى قرش متشمس (Cetorhinus maximus) أعتُقد خطأً بأنه قرش أبيض كبير بما أن جسد كلا النوعان ذو شكل وبنية متشابهة. أما قرش مرفأ فيري، فقد حُسم الجدال بشأنه خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين، عندما قام العالم جـ. د. راندل بفحص فك الكائن، ليكتشف بأن طوله الحقيقي بلغ 5 أمتار (17 قدمًا) ليس أكثر.

يُفيد العالم سالف الذكر أن أضخم قرش أبيض كبير عُثر عليه يومًا ويمكن القول بأن مقيايسه تحقق الملحوظية، كان فردًا سقط في شباك الصيادين قبالة إحدى شواطئ أستراليا الغربية عام 1987، وقد بلغ طوله 6.0 أمتار (19.7 أقدام). من القروش البيضاء الكبيرة شديدة الضخامة أيضًا، قرش أثنى وثّق وجودها وحجمها المركز الكندي لبحوث أسماك القرش (Canadian Shark Research Center)، وقد اصطادها شخص يُدعى ديڤيد ماكندريك من بلدة ألبترون في جزيرة الأمير إدوارد، في خليج القديس لورنس خلال شهر أغسطس من عام 1988، وقد بلغ طولها 6.1 متر (20 قدمًا). وفي سنة 1984 أفاد عالمان هما: ت. س. تريكاس وجـ. إ. مكوسكر، أفادا بوجود قرش أكبر حجمًا من سابقيه، وصل طوله إلى 6.4 أمتار (21 قدمًا)، وزنته إلى 3,324 كيلوغرام (7,330 رطلاً).

يُقدّر بعض الباحثين طول بعض القروش البيضاء الكبيرة التي اصطيدت خلال المرحلة المعاصرة بأكثر من 7 أمتار (23 قدمًا)، لكن هذه التقديرات والمزاعم تعرضت لبعض الانتقاد من قبل باحثين آخرين، في حين صدّق عليها غيرهم مثل جـ. د. راندل الذي أفاد بأن بعض الأفراد من هذه الحيوانات قد يفوق طولها 6.1 متر (20 قدمًا). من أبرز القروش الضخمة التي اصطيدت في المرحلة المعاصرة، قرشًا قُبض عليه في مياه جزيرة الكنغر الأسترالية بتاريخ 1 أبريل سنة 1987، وقُدّر طوله بأكثر من سبعة أمتار (23 قدمًا)، وخُلع عليه لقب "عينة كانگا" (KANGA)، تيمنًا بالجزيرة. وفي السادس عشر من أبريل من نفس السنة، قُبض على قرش آخر قبالة سواحل جزيرة مالطة، قُدّر طوله بحوالي 7.13 مترًا (23.4 أقدام)، وخُلع عليه لقب "عينة مالطة" (MALTA) تيمنًا بالجزيرة كذلك الأمر. قام بعض الباحثين بفحص جيف أسماك القرش هذه باستخدام الأساليب التي اقترحها جـ. د. راندل للتأكد مما إذا كانت تلك الحيوانات فائقة الضخامة كما قيل أو أن في ذلك مبالغة، فتبيّن أن عينة كانگا تراوح طولها بين 5.8 و 6.4 أمتار (ما بين 19 و 21 قدمًا)، وأن عينة مالطة تراوح طولها بين 5.3 و 5.7 أمتار (ما بين 17 و 19 قدمًا)، لكن على الرغم من ذلك، أظهر التدقيق بالصور الفوتوغرافية الخاصة بهذه الأفراد، أنها كانت أضخم قدًا عمّا أظهرته الفحوصات بواسطة أساليب راندل. بناءً على هذا، قام فريق من العلماء بدراسة بقايا تلك الأسماك دراسة دقيقة لتحديد حجمها المُفترض عندما كانت لا تزال حية، كما أعادوا التدقيق بالصور مرة أخرى، وخلصوا إلى أن المقاييس التي قيل بها في بادئ الأمر مقاييس معقولة يُرجح صحتها.

يقول بعض الخبراء أنه يُحتمل أن يكون بعض الصيّادين قد أخطأوا بين القرش الأبيض الكبير وأنواع أخرى من القروش التي صادوها، فمن أنواع القرش الأخرى التي تقع في شباك الصيادين بين الحين والآخر، وتُقارب في ضخامتها ضخامة القرش الأبيض الكبير: القرش الببري (Galeocerdo cuvier)، الذي وصل طول أكبر عينة منه إلى 7.4 أمتار (24 قدمًا)، وزنته إلى 3,110 كيلوغرام (6,900 رطل). كذلك هناك قرش غرينلاند (Somniosus microcephalus)، وقرش الهادئ الراقد (Somniosus pacificus)، اللذان يُنافسا القرش الأبيض الكبير من حيث الفد والضخامة. تُشكل مسألة الوزن الأقصى الذي يمكن أن يصله القرش الأبيض الكبير موضع جدل بين العلماء، إذ أنهم لم يقرروا ما إذا كان يجب احتساب وزن محتوى المعدة إلى جانب وزن كامل الجسد، أم طرحه وعدم أخذه بعين الاعتبار. أما أضخم قرش تعترف به الجمعية العالمية لأسماك الصيد (International Game Fish Association؛ اختصارًا: IGFA)، كان فردًا سقط في شباك رجل يُدعى "ألف دين" في مياه أستراليا الجنوبية سنة 1959، وقد وصل وزنه إلى 1,208 كيلوغرام (2,660 رطلاً).

  • التأقلمات الجسدية :

تمتلك القروش البيضاء الكبيرة، كغيرها من أسماك القرش، حاسةً سادسة إضافية، فهي تستطيع تحديد الحقل الكهرومغناطيسي الناجم عن حراك الكائنات الحية في المياه، وذلك عبر مستشعرات خاصة تقع على مقدمة خطمها، تُعرف باسم "أمپولات ورينزيني". فكلما سبح كائن ولّد حقلاً كهربائيًا في المياه المحيطة، والقروش البيضاء الكبيرة حساسة جدّا لهذا التغيّر فهي تشعر به وإن تغيّر بنسبة جزء من نصف مليار من ڤولت فقط، أي أنه يمكنها رصد حتى الكائنات الساكنة عن طريق الموجات المتولدة من نبضات قلوبها.

دائمًا ما تكون درجة حرارة أجساد القروش البيضاء الكبيرة أعلى من تلك الخاصة بمحيطها، وقد تطوّرت لديها هذه الخاصيّة عبر ملايين السنين كاستجابة على تطوّر وظهور أنواع جديدة من الطرائد الرشيقة سريعة الحركة، مثل أسود البحر، التي يستحيل على القروش صيدها لولا تمتعها بهذه الخاصية. أمّا عن كيفية تحكم القروش بحرارة جسدها، فإن ذلك يعود لامتلاكها عدد من الأوردة والشرايين المتشابكة مع بعضها البعض على جانبي جسدها، تقوم بتدفئة الدم البارد عابر الشرايين السطحية وذلك عبر خلطه مع الدم عابر الأوردة الذي سبق وأن دفأ بعد أن عبر الأعضاء الحيوية. من شأن هذه العملية أن تجعل حرارة بضعة أقسام من الجسد، وبشكل خاص المعدة، تفوق درجة حرارة المياه المحيطة بحوالي 14 °مئوية (25 °فهرنهايت)، فيما تبقى درجة حرارة كل من القلب والخياشيم مساوية لدرجة حرارة المياه. تستطيع القروش أن تخفّض درجة حرارة جسدها حتى تتساوى مع درجة حرارة المحيط بحال اضطرت إلى تخزين طاقتها بسبب انعدام الطرائد أو انخفاض نسبة مخزونها، وبسبب هذا فإن بعض العلماء يعتبرون أن أفضل تعريف للقروش البيضاء الكبيرة هو ذاك القائل بأنها من ذوات الدم البارد القادرة على الاتيان بتفاعل ماص للحرارة.

  • قوة العض :

قام بعض العلماء في جامعة نيو ساوث ويلز عام 2007 في مدينة سيدني بأستراليا، بإجراء دراسة باستخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب، لاحتساب مقدار القوة الأقصى لعضة القروش البيضاء الكبيرة، التي لم تكن قد احتسبت بدقة علمية كبيرة من قبل، على الرغم من أنها أجريت على بعض الأفراد البريّة، وذلك لإثبات صحة النظريات التي قيلت عن هذا الموضوع حتى ذلك الحين أو ضحضها. وفي عام 2008، قام فريق من العلماء، بقيادة ستيڤن رو بإجراء تجربة على قرش برّي لتحديد مقدار القوة أو الطاقة الكامنة في فكه، وقد أظهرت النتائج أن فردًا يفوق حجمه 6.1 متر (20 قدمًا)، يمكن أن تبلغ قوة عضته 18,000 نيوتن (4,000 رطل).

البيئة والسلوك :

إن سلوك القرش الأبيض وطبيعته الاجتماعية ليسا مفهومين جيداً بعد. في جنوب أفريقيا تملك هذه الحيوانات تسلسلاً هرمياً للهيمنة يَعتمد في مرجعيته على جنس وحجم ومنطقة سيطرة الحيوان: فالإناث تهيمن على الذكور، والقروش الأضخم تهيمن على الأصغر، والمُقيمون فعلاً في المنطقة يُهيمنون على القادمين الجدد. وعندما تصطدم القروش مع بعضها خلال الصيد فإنها تحل نزاعاتها عن طريق طقوس واستعراضات القوة، ونادراً ما تلجأ إلى القتال المباشر من أجل ذلك، لكن مع ذلك فقد سجلت بعض الحالات التي عثرَ فيها على قروش بيضاء توجد على أجسادها علامات عضات تطابق علامات عض القروش البيضاء أنفسها. وربما يُشير هذا إلى أنه عندما يَقترب قرش أبيض كثيراً من قرش آخر فإن الثاني يردُّ على الأول بعضة تحذيرية، كما من المحتمل أن هذه القروش تستخدم العض كوسيلة لإظهار هيمنتها.

لوحظ عند جزيرة الفقمة على القروش البيضاء أنها تصل وتُغادر في جماعات منتظمة يبلغ تعدادها قرشين إلى ستة كل فترة يبلغ مقدارها عاماً واحداً. ليس من المعروف ما إذا كان هناك رابط مُعيَّن بين أفراد كل جماعة، لكنهم يكونون مسالمين إلى حد ما مع بعضهم البعض. وفي الواقع فربما أفضل من يُمكن مقارنة البنية الاجتماعية لهذه الجماعات به هي مجموعات الذئاب، حيث أن كل فرد في المجموعة لديه مرتبة اجتماعية معيَّنة وقائد للمجموعة. وعندما يَلتقي أفراد من مجموعات مختلفة فإنهم يُؤسسون لأنفسهم - بدورهم - مراتب اجتماعية معينة، ويَفعلون ذلك بعدة طرق غير عنيفة.

القروش البيضاء الكبيرة هي واحدة من القروش القليلة التي يُعرَف عنها أنها ترفع رأسها خارج الماء كل فترة للنظر إلى ما حولها، كفريسة محتملة مثلاً. لوحظ هذا السلوك أيضاً عند مجموعة واحدة على الأقل من قروش الحيود سوداء الطرف، لكن يُمكن أن تكوش القروش قد تعلمت هذا السلوك من تفاعلها مع البشر (يَفترض البعض أن القرش ربما يكون قادراً على الشم بشكل أفضل بهذه الطريقة، لأن الرائحة تنتقل عبر الهواء أسرع من عبر الماء). القروش البيضاء هي بشكل عام حيوانات فضولية جداً وتُظهر الكثير من الذكاء ويُمكنها أن تصبح نشطة اجتماعياً إذا ما اقتضت ذلك الضرورة.

  • الغذاء :

القروش البيضاء الكبيرة هي لواحم تتغذى على كائنات مختلفة، منها الأسماك (مثل التن والشفنين وحتى القروش الأخرى) والحيتانيات (مثل الحيتان والدلافين وخنازير البحر) وزعنفيات الأقدام (مثل الفقمات وفقمات الفرو وأسود البحر) بالإضافة إلى اللجآت والقضاعات والطيور البحرية. ويُعرَف أيضاً عن القروش البيضاء أنها قد تأكل أشياء هي نفسها غير قادرة على هضمها.

عندما يبلغ طول القرش الأبيض حوالي 4 أمتار يبدأ في استهداف الثدييات البحرية ويضمها إلى قائمة طرائده، حيثُ تصبح المكون الرئيسي لغذائه، إذ أن القروش تفضل الطرائد الدسمة التي تختزن الكثير من الطاقة عندما تبلغ هذه المرحلة من النمو. وقد قام بعض العلماء بإجراء تجاربَ على مدى تقبل القروش البيضاء للأنواع المختلفة من اللحوم، فقدموا لقرش جيف ثلاث حيوانات مختلفة هي فقمة وخنزير وخروف، وكانت النتيجة أن القرش هاجمَ جميع الجيف، لكنه رفض أن يَأكل من جيفة الخروف وحدها.

القروش البيضاء الكبيرة ليست - كما اعتقدَ في وقت من الأوقات - "آلات أكل عمياء"، بل هي صيادات كامنة، إذ تأخذ فريستها على حين غرَّة من الأسفل. فقد سجلَت الغالبية العظمى من حالات هجمات القروش على ساحل جزيرة الفقمة في جنوب أفريقيا في الصباح ضمن مدة يَبلغ طولها ساعتين تقريباً بعد الشروق عندما تكون إمكانية الرؤية محدودة، ونسبة نجاح هذه الهجمات هي 55% في أول ساعتين، ثم تنخفض إلى 40% في باقي النهار عندما تتوقف عملية الصيد عدى عن حالات نادرة.

تختلف آليات الصيد التي يَستعملها القرش الأبيض وفق نوع الفريسة التي يصطادها. فعند جزير الفقمة تنقض القروش على فقمات الفرو البنية من تحت الماء بسرعة كبيرة لدرجة أنها يُمكنها القذف بجسمها كله خارج المياه، فتتمكن من إصابة الفقمة في قلب جسدها. ومن المتفق على نحوب واسع بين العلماء أن سرعة القفز القصوى عند هذه الحيوانات تتجاوز 40 كيلومتراً في الساعة، لكن مع ذلك فإن فلا زال هناك مجال لدقة أكبر في قياس السرعة. لوحظ أيضاً على القروش البيضاء في بعض الحالات أنها تُطارد فرائسها التي فشلت بصيدها، وهي عُموماً تطارد فرائسها قرب السطح عادة.

في كاليفورنيا، تقوم القروش البيضاء الكبيرة بشل حركة الفقمات الفيلية الشمالية بتوجيه عضة قاسية إلى زعانفها الخلفيَّة (وهي الجزء الرئيسي الذي يَمنح الفقمة دفعها عبرَ الماء)، ثم يربض بعدها في مكانها منتظراً موت الفقمات من النزيف المستمر. تستخدم هذه الإستراتيجية بشكل خاص بشكل خاص على ذكور فقمات الفيل البالغة، التي يُمكنها أن تكون بحجم القرش الأبيض نفسه أو حتى أكبر منه، وهوَ ما يجعلها خصوماً خطيرة إلى حد ما حتى على القرش نفسه. أما الفقمة المألوفة فيُمكن للقرش ببساطة أن يَجرها من سطح الماء نحوَ الأسفل حتى تتوقف عن المُقاومة، ثم ياكلها في أعماق المياه. ونفس الشيء بالنسبة لأسود بحر كاليفورنيا التي يجرها من الأسفل ويعضها في وسط جسدها قبل أن يلتهمها.

تُهاجم القروش البيضاء الدلافين وخنازير البحر من الأعلى والأسفل والخلف، للتجنب أن تكتشفها طريدتها بنظام مُراقبتها الدقيق. ومن أنواع الحيتانيات التي تفترسها القروش البيضاء بالتحديد دلافين رسو والدلافين القاتمة وأنبوبية الخطم والسنامية  وخنازير بحر المرافئ ودول. كثيراً ما تؤدي المُواجهات القريبة بين الدلافين والقروش المُفترس إلى مُراوغة الدلافين وهروبها من مُفترسها، لكن مع ذلك ففي بعض الحالات النادرة يُمكن أن تتعاون مجموعة من الدلافين على قرش واحد وتُطارده بعيداً في رد فعل دفاعيّ. لوحظ أيضاً أن القروش البيضاء قد تصطاد أحياناً بعض أنواع الحيتان، فكثيراً ما تتغذى على حوت العنبر القزم في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى الحيتان المنقارية.

على الرغم أنه من المعروف عن القروش البيضاء الكبيرة تجنبها عُموماً للنزاعات بين بعضها البعض، فإن ظاهرة أكل بني الجنس ليست غريبة عليها. إذ يُمكن أن يَتعامل القروش كبار الحجم بعدوانية مع الصغار، ففي إحدى الحالات المسجلة قام قرش بطول 6 أمتار بعض آخر بطول 3 أمتار قرب جزيرة أسترالية، وهي حادثة تدل على هذا النوع من السلوك بين هذه الحيوانات.

تتغذى القروش البيضاء أيضاً على جيف الحيتان، وهو سلوك تعرف الحيوانات التي تمارسه بـ"الحيوانات القمامة". وفي أحد الحوادث المسجلة شوهدت قروش بيضاء وهي تتغذى على جيفة حوت جنباً إلى جنب مع قروش ببرية.

  • القفز من الماء :

أحياناً تقذف القروش البيضاء الكبيرة بنفسها بسرعة كبيرة خارج الماء بحيث يُصبح جسمها (جزئياً أو كلياً) فوق سطحه، وهذه القفزة هي عبارة عن تقنية صيد تستخدمها القروش البيضاء خلال صيدها الفقمات، وأكثر الأماكن التي تمارس فيها هذه الحيوانات هذا السلوك هي مناطق تواجد فقمات الفرو في جزيرة الفقمة بجنوب أفريقيا، وكان أول من وثقها هو المصور "كريس فالوز". يُسجل على جزيرة الفقمة كل عام بين شهري أبريل وسبتمبر ما يُقارب 600 حالة افتراس طبيعيَّة، حيث تسبح الفقمات على السطح فتُهاجمها القروش البيضاء من الأسفل مفتكة بها بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة، ومعَ هذه السرعة يُمكنها أحياناً القفز حتى ارتفاع 3 أمتار فوق سطح الماء. لكن مع ذلك فإن المعلومات المسجلة تظهر أن القروش تنجح في أقل من 50% من حالات الافتراس هذه في قتل فريستها. سجل في عام 2011 قفز قرش بطول 3 أمتار نحو مركب أبحاث عليه 7 أشخاص بجوار جزيرة الفقمة، لكن اعتبرت تلك الحالة مجرَّد حادث شاذ، إذ أنه لم يُسجل الكثير مثلها من قبل.

  • التهديدات الطبيعية :

مع أن القروش البيضاء الكبيرة تُعتبر نموذجياً مفترسات قابعة على قمة الهرم الغذائي في البرية، ففي أحيان نادرة تفترسها الحيتان السفاحة التي تفوقها حجماً. إن التنافس "البين نوعي" (أي بين حيوانات من أنواع مختلفة) هو أمر مُحتمل بين القروش البيضاء والحيتان السفاحة في بعض المناطق التي يُمكن أن تتداخل بها فرصة النوعين في الحصول على الغذاء. إذ أن حادثاً وثق في عام 1997 قرب كاليفورنيا يُفيد بمُهاجمة أنثى حوت سفاح قدر طولها بين 4.7 إلى 5.3 أمتار قرشاً أبيضاً كبيراً تراوح طوله بين ثلاثة أمتار إلى 4، وقام الحوت السفاح بتثبيت القرش في وضعية مقلوبة ليجعله يتظاهر بالموت لمدة بلغت 15 دقيقة حتى اختنق القرش، ثم شرعَ بالتهام كبده. وقد جرى حادث آخر مُشابه في المنطقة عينها عام 2000. لكن نتيجة الحادثين - مع ذلك - غير واضحة، فبعد كلا الهجومين اختفت القروش البيضاء المحلية البالغ عددها حوالي 100 قرش بالكامل، وبعد الهجوم الثاني وثق أن أحد القروش البيضاء المزودة بشريحة تتبع غاصَ فوراً إلى عُمق 500 متر تحتَ سطح الماء وسبحَ بعيداً عن كاليفورنيا حتى هاواي شمالاً.

  • التناسل :

يعدّ سلوك وعادات التناسل عند القروش البيضاء الكبيرة الأكثر غموضًا بالنسبة للعلماء، إذ لم يحصل أن شاهد عالمًا أي عملية جماع أو ولادة في البرية، إلا أنه تم الإمساك ببعض الإناث الحوامل في أحيان قليلة، وجرى فحصها ودراستها. تتطور بيوض القروش البيضاء الكبيرة وتفقس في رحم الأنثى وتنمو الأجنّة ثم تولد كما الثدييات، بعد فترة حمل تدوم 11 شهرًا، خلال الربيع أو الصيف في العادة. يبدأ فك الفرخ بالتطور خلال الشهر الأول من حياته، وقد أظهرت بعض الصور بالمسح الصوتي أن الفراخ الأقوى تقتات على شقيقتها الأضعف عندما تكون لا تزال قابعة داخل الرحم.

تكاد المعلومات المتعلقة بالتناسل عند القروش البيضاء الكبيرة أن تكون معدومة، إلا أن بعض الأدلّة تشير إلى إصابتها بما يُشبه الغشية عندما تجتمع لتقتات على جيفة كبيرة، مثل حوت نافق، ولعلّ هذا له علاقة بإثارة كلا الجنسين ودفع الذكور إلى ملاحقة الإناث ومجامعتها. تصل القروش البيضاء الكبيرة مرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ من العمر 15 سنة، ويُعتقد أن أقصى أمد لحياتها هو 30 سنة أو أكثر بقليل.

المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.

الحيوان المنوي - كيف يتشكل و ماهي مكوناته ؟

الحيوان المنوي


الحيوان المنوي أو النطفة خلية مشيجية تحتوى على نصف عدد الصبغيات الموجودة في الخلية العادية. الحيوانات المنوية لا تنقسم و لها دورة حياة محدودة.

مراحل تكوين الحيوان المنوي :

  • مرحلة التضاعف :

هي المرحلة التي يحدث فيها انقسام اختزالي متساوي عدة مرات في الخلايا الأم (2ن=46 كروموسوم). وينتج عن هذا الانقسام عدد كبير من الخلايا وتسمى أمهات المنى (2ن).

في جسم كل خلية من خلايا الجسم البشري العادي، هناك 46 كروموسوم، والتي هي المسؤولة عن التركيب المادي العام للفرد. الخلايا المنوية لديها فقط 23 كروموسوماً، أو نصف العدد المعتاد. عندما تتحد الخلية المنوية مع البويضة، التي لديها أيضا 23 كروموسوم، العدد الناتج من 46 كروموسوماً هو الذي تحدد مواصفات الذرية الناتجة. الخلايا المنوية تحمل أيضاً كروموسومات X أو Y الذي يحدد جنس طفل المستقبل.

  • مرحلة النمو :

وفيها تختزن أمهات المنى(2ن) قدرا من الغذاء وتتحول إلى خلايا منوية أولية (2ن).

  • مرحلة النضج :

يحدث في هذه المرحلة انقسام منصف أول للخلايا المنوية الأولية (2ن) فيعطي خلايا منوية ثانوية (ن) التي تنقسم انقسام منصف ثاني فتعطي طلائع منوية (ن). تلاحظ في مرحلة النضج حدوث اختزال في عدد الصبغيات إلى النصف.


  • مرحلة التشكيل :

فيها تتحول الطلائع المنوية الي حيوانات منوية.


تركيب الحيوان المنوي :

مراحل تشكل الحيوانات المنوية
بواسطة Mariana Ruiz Villarreal spermatozoa - I did the diagram myself based on the one found on the book "Gray's anatomy" 36th edition, Williams & Warwick, 1980; and a diagram found of the review "Formation and organization of the mammalian sperm head" from Kiyotaka Toshimori and Chizuro Ito. (Chiba, Japan). وملكية عامة وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=699220


  • الرأس :

ويحتوى على نواة بها 23 صبغيا عند الإنسان، وفي مقدمة الرأس يوجد جسم قمي (Acrosome) يفرز انزيم الهيالويورنيز، يعمل هذا الأنزيم على إذابة جزء من غلاف البويضة مما يسهل عملية اللقاح والدخول في البويضة.

رأس الحيوان المنوي يختلف في الشكل في كل نوع من الحيوانات. في البشر يكون مسطحاً ويشبه حبة اللوز في شكله، طوله حوالي 4-5 ميكرومتر و2 ميكرومتر في العرض. الجزء الرأسي هو في الأساس نواة الخلية؛ ويتكون من مواد وراثية، تدعى الكروموسومات، والتي هي المسؤولة عن نقل خصائص محددة للفرد: مثل لون العينين والشعر والجلد.

يغطي رأس المنوي قلنسوة تعرف باسم الجسيم الطرفي، الذي يحتوي على إنزيمات تساعد المنويات لدخول البويضة. منوي واحد فقط يخصب كل بيضة، على الرغم من وجود 300 مليون - 400 مليون حيوان منوي في القذفة العادية. كل بويضة ومنوي منتج لديه معلومات وراثية مختلفة قليلا في الكروموسومات المحمولة. وهي المسؤولة عن أوجه الشبه والاختلاف بين الأطفال من نفس الوالدين.

  • العنق :

يحتوى جسيمان مريكزان قريب وبعيد(Centriole) يلعبان دوراً في انقسام البويضة المخصبة.

  • القطعة الوسطى :

تحتوى على الميتوكندريا (Mitochondria) التي تكسب الحيوان المنوى الطاقة اللازمة للحركة.

  • الذيل :

جزء متوسط صغير من المنوي يحتوي على الميتوكوندريا (المتقدرات) وهو ذيل المنوي، ويسمى أحيانا السوط، هي حزمة نحيلة، شعرية من الخيوط التي تتصل بالرأس والجزء المتوسط. طول الذيل حوالي 50 ميكرومتر؛ سمكه حوالي ميكرومتر بالقرب من الميتوكوندريا يختفي تدريجيا إلى نصف ميكرومتر في نهاية الذيل. الذيل يعطي الحركة للخلايا المنوية. ومن خلال حركة السياط والتموج تنتقل الخلية إلى البويضة. ويتبع دخول المنوي في الجهاز التناسلي للأنثى، يتم قمع تفعيل حركة الذيل حتى يتم نقل المنوي لمسافة قصيرة نسبيا من البويضة. هذا يعطي المنوي فرصة زائدة للوصول إلى البويضة قبل استنفاد إمدادات الطاقة ويتكون من محور وينتهى بقطعة ذيلية ويساعد على حركة الحيوان المنوى.

تفعيل حركات الذيل هو جزء من عملية القدرة التلقيحية، حيث يخضع المنوي لسلسلة من التغيرات الخلوية التي تمكن مشاركتها في الإخصاب. تغيير حاسم يحدث خلال عملية القدرة التلقيحية هو تقلية السيتوبلازم المنوي، حيث يزيد مستويات الحموضة في الخلايا، وبخاصة في السوط. هذه العملية، التي يقودها حركة سريعة للبروتونات إلى خارج الخلية من خلال القنوات الأيونية على السوط، وهي السبب وراء نشاط الذيل. قنوات البروتون على سياط المنويات مؤسسة للفتح عند وجود مادة تعرف باسم أنانداميد في الجهاز التناسلي للأنثى، والتي يعتقد أنها توجد في تركيزات عالية بالقرب من البويضة. عند الوصول إلى البويضة، يتم تنشيط الانزيمات المنوية الموجودة داخل الجسيم الطرفي، لتمكين المنوي من اجتياز الغلاف السميك المحيط بالبويضة (المنطقة الشفافة)؛ هذه العملية تعرف كتفاعل الجسيم الطرفي. بعد ذلك، يندمج غشاء الخلية المنوية مع غشاء البويضة، ويتم نقل نواة المنوي إلى داخل البويضة.

المنويات المودعة في الجهاز التناسلي للأنثى التي لا تصل إلى البويضة تموت. قد تعيش الخلايا المنوية في جسم الإنسان لمدة يومين أو ثلاثة أيام بعد التزاوج. ويمكن أيضا أن يتم تخزين المنويات في حالة تجمد لأشهر أو سنوات، وتبقى محتفظة بقدرتها على إخصاب البويضات عند إذابتها.

تخليق حيوان منوي :

في يوليو 2009، قام عالم بيولوجيا الخلايا الجذعية كريم نايرنيا باكتشاف رائع يمكنه أن يقدم حلول لمشكلات صحية مثل أمراض القلب، داء باركنسون، وعقم الرجال. حقق فريق باحثي معهد الخلايا الجذعية في جامعة نيوكسل ونورث-ايست انجلاند برئاسة كريم نايرنيا هذا الإنجاز بفضل تطوير تقنية جديدة تتيح إنتاج الحيوانات المنوية في المختبر انطلاقا من خلايا جذعية جنينية ذكورية تحمل الصبغيين (الكروموسومين) "اكس واي". لن تستخدم هذه الحيونات المنوية لتلقيح بويضات، لأن القانون يمنع ذلك. ويأمل العلماء أن يتغير القانون بسرعة حتى يمكن استخدام التقنية المكتشفة كعلاج للعقم عند الرجال.

ويقول البروفسور نايرنيا أنه بفضل تطوير التقنية سيصبح من الممكن استخدامها خلال عشر سنوات لدى الأطفال الذين يخضعون للعلاج الكيميائي الذي يصيبهم بالعقم.

وقال البروفسور نايرنيا "أنه تطور مهم لانه يتيح للباحثين دراسة تكون الحيوانات المنوية في أدق تفاصيله مما يقود إلى فهم أفضل لمشكلات العقم عند الرجال، ومساعدة هؤلاء على إنجاب أطفال يحملون خصائصهم الوراثية".

وبينت التجارب التي أجراها الباحثون أن الصبغي "واي" اساسي في تكوين الحيوانات المنوية. ومن شأن هذا الاكتشاف أن يقدم صورة أفضل حول انتقال الأمراض الوراثية عبر الأجيال.

لكن بعض الخبراء يشكون في قدرة البروفسور نايرنيا على تكوين حيونات منوية حقيقية، ومن بينهم إلن بايسي عالم الأحياء المتخصص منذ عشرين عاما، من جامعة شيفيلد.

ويقول بايسي أنه "وان كانت الخلايا التي تم الحصول عليها تحمل بعض الخصائص الوراثية والجزيئية للحيوانات المنوية، غير أن الحيوانات المنوية البشرية لديها تكوين خليوي خاص، كما تتصرف وتنشط بطريقة لم يرد ذكرها ضمن تقارير البحث".

تشوهات الحيوان المنوي وعلاجها :

تشوهات الحيوان المنوي، تعرف أيضًا بالتيراتوسبيرميا (الامساخ النطفي)؛ هي عبارة عن تشوهات في الحيوانات المنوية تؤدي إلى تغيير في السائل المنوي حيث تقل أعداد الحيوانات المنوية فيه، وقد يؤدي إلى حدوث عقم عند الرجال.

حسب منظمة الصحة العالمية؛ يجب أن تكون نسبة الحيوانات المنوية المُشوهه أكثر من 96% لكي يُشخص المصاب بالإمساخ النطفي أو تشوه الحيوانات المنوية.

  • أسباب تشوهات الحيوان المنوي :

من الصعب تحديد السبب وراء حدوث تشوهات الحيوانات المنوية ولكن غالباً ما تكون:
وراثية حيث يصعب علاجها
خلل في الهرمونات
العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي؛ لذا يُنصح الرجال المُعرضون للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي بحفظ عينة من الحيوانات المنوية المجمدة إذا أرادوا الإنجاب مستقبلاً
التهابات السائل المنوي
دوالي الخصية
السحايا
مرض السكري
ارتفاع درجة الحرارة
تعاطي الكحول والمخدرات

  • الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة :

النظام الغذائي المتوازن وتناول الفواكه والخضروات له أثر كبير في تحسين نوعية الحيوانات المنوية فقد يكون السبب وراء التشوهات نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين E، الزنك، السيلينيوم لاحتوائها على مضادات الاكسدة ولها دور كبير في تشكل الحيوانات المنوية.

  • العسل :

يعتبر العسل مضاد حيوي قوي ضد البكتيريا ومصدر مهم للطاقة لاحتوائه على فيتامين ب1، ب2، ب6، فيتامين C وفيتامين E.

كما يُعرف بدوره الكبير في علاج المشاكل التناسلية والضعف الجنسي.

فوائد العسل للحيوانات المنوية:
العسل له دور مهم في حل مشكلة العجز الجنسي عند الرجال لاحتوائه على فيتامين C وفيتامين E اللذان لهما دور كبير في زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين نوعيته. يتم ذلك من خلال خلط العسل مع الحليب الدافئ وشربه بشكل يومي.
منشط جنسي طبيعي لاحتوائه على فيتامين E والزنك. يتم ذلك :خلط العسل مع الثوم وتناوله قبل النوم.
يعالج مشكلة سرعة القذف أو القذف المبكر.


  • علاج تشوه الحيوانات المنوية بالأعشاب :

- بذور البسيليوم :
لها دور في تحسين نوعية الحيوانات المنوية.
يتم من خلال خلط ملعقة كبيرة من بذور البسيليوم مع كأس من الماء المغلي وتركها لمدة 5 دقائق.
اشربها مرتين إلى ثلاث مرات يومياً لمدة أربعة أسابيع.

- قهوة الشعير :
تشرب قهوة الشعير لفوائدها في علاج ضعف وتشوهات الحيوانات المنوية

- فاكهة Tribulus terrestris :
لها دور مهم في زيادة مستوى هرمون الاستروجين والتستوستيرون، كما تحسن الدورة الدموية في جهاز المسالك البولية.

- الميقونة الشهوانية :
لها تأثير على الجهاز التناسلي حيث تعمل كمقوٍ جنسي، كما لها دور في زيادة هرمون التيستوستيرون والرغبة الجنسية من خلال تحفيز إنتاج الدوبامين.

- الجنسنغ الأمريكي :
يشتهر الجنسنغ بكونه منشط جنسي قوي، كما يعالج ضعف الانتصاب عند الرجال وله دور كبير في تقوية جهاز المناعة.

- الجنكة :
تعمل كمضاد للأكسدة كما يزيد من الدورة الدموية المتدفقة إلى الجهاز التناسلي، لذا يكون له الدور الأكبر علاج ضعف الانتصاب.

- توت الغوجي :
يعتبر بأنه مضاد أكسدة قوي لذا يقوم بحماية الحيوانات المنوية من الحرارة العالية، كما يعمل على زيادة مستوى هرمون التستوستيرون.

- جذور الماكا :
تُعرف بدورها الكبير في زيادة الرغبة الجنسية وتعمل على زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين حركتها.

- فطر الكورديسبس :
يعمل كمضاد حيوي طبيعي، كما له دور كبير في تقوية جهاز المناعة وتقوية القدرة الجنسية عند الرجال، كما ينظم إفرازات الهرمونات الجنسية.


أسباب قلة الحيوانات المنوية :

تُعتبر عملية إنتاج الحيوانات المنوية عملية معقدة، حيث تبدأ من الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز الهرمونات المحفزة لإنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، ثمّ تُضَخ الخلايا المنوية من الخصيتين عبر القناة المنوية إلى غدة البروستاتا التي تُفرز السائل المنوي إلى الخارج. وخلال عملية القذف، يُفرَز السائل المنوي عبر قناة البول الخاصة بالقضيب.

إذا حدث أي خلل في أي عضو أو عملية مذكورة أعلاه، يتأثر إنتاج الحيوانات المنوية بشكل تلقائي.

  • ظهور دوالي الخصيتين :

تتسبب دوالي الخصيتين في انتفاخ الأعضاء التناسلية لدى الرجل، وارتفاع درجة الحرارة داخل الخصيتين
هذا يسبب ضعف إنتاج الحيوانات المنوية

  • الأمراض المنقولة جنسيًا :

أحيانًا، تسبب الأمراض المنقولة عن طريق البكتيريا المعدية، كالزهري أو السيلان، التهاب البروستاتا والأعضاء التناسلية لدى الرجل بشكل عام.
ينتج عنها سدّ مجرى الحيوانات المنوية ومنعها من الخروج.

  • القذف العكسي :

تتسبب بعض الأمراض، كالسكري وإصابات النخاع الشوكي، في إفراز السائل المنوي إلى المثانة البولية، بدلًا من قذفه خارج القضيب.

  • التدخين :

أظهرت بعض الدراسات أنَّ تدخين أكثر من 20 سيجارة في اليوم يُضعف من إنتاج الحيوانات المنوية والخصوبة لدى الرجال.

علاج الحجامة لانعدام الحيوان المنوي :

إزالة السموم المتراكمة في الجسم، الناتجة عن عوادم السيارات والأطعمة والأشربة والمواد الكيماوية الخاصة بأدوات التنظيف في المنزل والأدوية وغيرها.
تنقية الدم المنقول إلى الأجهزة التناسلية لدى الرجال.
نقل الغذاء والأملاح والفيتامينات والأكسجين إلى الخصيتين.
إنتاج حيونات منوية صحية قادرة على تخصيب البويضة وإحداث الحمل.
أمّا إذا تُركت الخلايا والأنسجة من دون علاج، فستضعف قدرتها على أداء وظيفتها بالتدريج، وتصبح معرضة لهجوم البكتيريا والقضاء عليها.
قد ينتج عن ذلك أمراض عدة، منها الزهايمر والجلطة وارتفاع ضغط الدم والعقم.

الحجامة والعقم :

تظهر بعض الأعراض التي تُنبيء بذلك، كالشعور بالصداع والآلام المستمرة في الجسد، إلى جانب الإصابة بالحمّى والسعال وآلام البطن والإمساك والإسهال.
إذا كان الشخص مصابا بالعقم، فربما يكون السبب هو ارتفاع نسبة السموم في الجسد.
إذا ظهرت هذه الأعراض فلا ضرر من الخضوع لتجربة الحجامة.

المصدر : وكيبيديا.

معلومات حول القرش العِفريت

القرش العِفريت

معلومات حول القرش العِفريت

القرش العِفريت واسمه العلمي ميتسوكورينا أوستوني هو نوعٌ نادرٌ من قروش أعماق البحار. يُطلق عليه أحيانًا بأنه أحفورةٌ حيةٌ، فهو النموذج الوحيد المُتاح ضمن فصيلة الميتسوكورينات، وهي سلالةٌ يبلغ عُمرها 125 مليون سنة. يمتلكُ هذا القرش مظهرًا مميزًا من لونه الوردي وخطمه المُسطح الطويل، مع فكين بارزين جدًا تحتويان على أسنانٍ بارزةٍ تُشبه الأظافر. يبلغ طول الأفراد الناضجة عادةً ما بين 3-4 مترًا (10-13 قدم)، ولكنها قد تنمو بشكلٍ أكبر. تتواجد هذه القروش في المنحدرات القارية العليا والأخاديد الغائصة والجبال البحرية في جميع أنحاء العالم على أعماقٍ أكبر من 100 م (330 قدم)، مع تواجد الأفراد البالغة في أعماقٍ أكبر من الصغار.

تُشير الخصائص التشريحية المختلفة للقرش العِفريت بأنه يتسمُ بالخمول وعدم النشاط، وتتضمن جسمه الضعيف وزعانفه الصغيرة. يصطادُ هذا القرش العظميات ورأسيات القدم والقشريات بالقرب من قاع البحر وفي منتصف عمود الماء. تغطي مصابيح لورنزيني الخطم الطويل لهذا القرش، حيث تُمكنه من استشعار الحقول الكهربائية الدقيقة التي تنتجها الفريسة القريبة، حيث يصطادها بمد فكه بشكلٍ سريع. تُصطاد أعدادٌ صغيرةٌ من قروش العفريت عن غير قصدٍ بواسطة مصايد المياه العميقة. حدد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بأنَّ القرش العِفريت غيرُ مهددٍ بالانقراض، وذلك على الرغم من نُدرته، معتمدين على انتشاره الواسع وانخفاض مُعدل صيده.

التصنيف :

كان عالم الأسماك الأمريكي ديفيد جوردان أول من وضع وصفًا علميًا للقرش العفريت، ونُشِرَ هذا الوصف في سنة 1898 بمجلّة تتبع أكاديمية كاليفورنيا العلمية، ولم يكتفِ بأن منح لهذا القرش نوعًا جديدًا بل وخصَّص له جنسًا وفصيلةً جديدَيْن في التصنيف الأحيائي. واعتمد جوردان في وصفه على دراسة ذَكرٍ غير بالغٍ من القرش العفريت طوله 107 سنتيمترًا وكان قد أُمسِكَ في خليج ساغامي قرب شواطئ يوكوهاما باليابان، وقد اشترى القرشَ قبطان سفينةٍ وعالم تاريخ طبيعي اسمه ألان أوستون وسلَّمها إلى الباحث كاكيتشي ميتسوكوري من جامعة طوكيو، وأعطاها هذا الأخير لديفيد جوردان، وهكذا فإنَّ الاسم العلمي للقرش يُخلِّد كليهما.

كان أصل اسم جنس القرش العفريت (ميتسوكورينا) تيمنًا بكيغو ميتسوكوري، وهو عالم حيوان ياباني درس في كلية لندن الجامعية في عقد 1860، أما اسم النوع (أوستوني) فتيمنًا بألان أوستون، وهو باحث بريطاني كان مهتمًا بجمع عيّنات للحياة البرية في شرق آسيا، وأخيرًا فإنَّ الاسم الشائع (القرش العفريت) هو ترجمة "تينغوزامي" الذي كان اسمًا لهذا الكائن باللغة اليابانية القديمة، والمقصود به التينغو لكونه مخلوقًا خرافيًا ذا وجهٍ أحمر وأنفٍ طويل قد يُشبَّهُ بخطم القرش، ويُقَال له أيضًا "قرش الإلف" أي الجنية.

لاحظ عدة علماء بعد فترة قصيرة من اكتشاف هذا القرش أنه يشبهُ نوعًا منقرضًا من القروش عاشَ في حقبة الحياة الوسطى واسمه سكابانورينخوس (الاسم العلمي: Scapanorhynchus)،‏ ومال الباحثون لفترةٍ من الزمن لاعتبار هذين الاسمين مرادفين يقصدُ بهما نوعٌ واحد. ولكن اكتشفت أحافيرٌ فيما بعد أظهرت أن بين القرش العفريت والسكابانورينخوس اختلافاتٍ تشريحية كثيرة، ولهذا صُنِّفا في جنسين مستقلَّين. وقد زعم بعض الباحثين لعدّة مرات بين عامي 1904 و1937 أنهم اكتشفوا أنواعًا جديدةً من القرش العفريت، إلا أنَّ جميع اكتشافاتهم فُنِّدَت، والسبب في هذه الاعتقادات كان أن بعض العينات المحفوظة من هذا القرش لها فك بازرٌ مقارنةً بباقي الجسد، ممَّا يجعلُ مظهرها غريبًا بين بني جنسها.

مسميات أخرى للقرش العفريت :

لهذا النوع عدّة أسماء بديلة (مرادفات) لسلالاتٍ مشكوكٍ فيها، أشهرها ما يلي:
أودونتسفيس ناسوتوس (Odontaspis nasutus) براغانسا، 1904.
سكابانورينكوس دوفليني (Scapanorhynchus dofleini) إنغلهاردت، 1912.
سكابانورينكوس جورداني (Scapanorhynchus jordani) هوساكوف، 1909.
سكابانورينكوس ميتسوكوريي (Scapanorhynchus mitsukurii) وايت، 1937.

نشوء وتطور سلالات القرش العفريت :

يعتبر القرش العفريت النوع الأقدم في رتبة القروش الحديثة بحسب دراسات علم الوراثة العرقي وعلم التشكل، ووفقًا لما تؤكّده اختبارات النسالة الجزيئية. يعود عمر فصيلة هذا القرش (واسمها فصيلة الميتسوكورينات) لما بين 125 إلى 113 مليون سنة، أي للفترة الأبتية في العصر الطباشيري، وأما جنس الميتسكورينا (الذي يضمّ القرش العفريت والأنواع القريبة منه) فلم يظهر في سجل الأحافير إلا قبل 49 إلى 37 مليون سنة، أي في منتصف العصر الإيوسيني، ولم يبقَ من أنواع هذا الجنس إلا القرش العفريت، وأما سلالاته المنقرضة فمنها الميتسوكرينا المخطط (M. lineata) والميتسوكرينا ماسلينسيس (M. maslinensis)،‏ وقد يُضَاف إليها نوع سترياتولاميا ماكروتا (الاسم العلمي: Striatolamia macrota)، وهو قرشٌ عاش في المياه الضحلة قبل 66 إلى 23 مليون سنة خلال العصر الباليوجيني. ولهذا فإن القرش العفريت هو الناجي الأخير من فصيلة عتيقة من القروش، وما زالت لديه عدّة سماتٍ بدائية يوصف بسببها بأنه "أحفورة حية".

وصف القرش العفريت :

يتفرَّد القرش العفريت بخطمٍ طويل مُسطَّح يشبه نصل السيف، ويقلّ طول هذا الخطم (نسبةً لباقي الجسم) مع تقدّم القرش في العمر. وعيون هذا القرش صغيرة وليس لها غشاءٌ حامٍ، وخلف العينين متنفسات (فتحات للتنفس)، وأما الفاه فشكله مثل القطع المكافئ، ويمكنُ للقرش أن يدفع فكيه للأمام حتى يصير طولهما مماثلًا لخطمه إن احتاج لذلك (أثناء الصيد مثلًا)، ولهُ 35-53 سنًا في فكه العلوي و31-62 في السفلي، وهذه الأسنان كبيرة ورقيقة في منتصف الفكّ بينما لها عدة تحدّبات في الأطراف، وحجمها أصغر في مؤخرة الفك وزواياه ورؤوسها مُسطَّحة مثل الطواحن. وتختلفُ أحجام الأسنان كثيرًا بين القروش، كما قد تكونُ لها نتوءات على جانبي شرفة السن أو فجواتٌ بين الأسنان. ولكل قرشٍ عشرة فتحات خياشيم قصيرة، والخيشوم داخلها ليس مغطًّى بالكامل، وتقع اثنتان من الفتحات فوق الزعنفة الصدرية.

جسد القرش العفريت نحيفٌ وهشّ في مظهره العام. له زعنفتان ظهريتان صغيرتان ودائريتان، والمثل لزعنفتيه الصدريتين، وزعانفه الحوضية والشرجية أكبر من الزعنفتين الظهريتين حجمًا وأعرض، وأما الذيلية فهي مُسطَّحة وغير متناظرة، إذ إن نصفها العلوي أطول من السفلي وأوضح شكلًا. وجلد هذا القرش ناعمٌ وشبه شفّاف ومُغطّى بحراشف قاسية مُميَّزة الشكل، وعادةً ما يكون لون الجلد ورديًا أو حنطيًا بسبب الأوعية الدموية المرئية تحته، ويقتم لونه مع تقدّم القرش في السنّ، إذ تولد صغاره ولونها قريبٌ من الأبيض الناصع. ولون الزعانف رماديّ أو أزرق شفاف، والعينان سوداوان تتخلَّلهما خطوط زرقاء في القزحية، ويخبو لون الجسم بعد الموت بسرعةٍ إلى البني أو الرمادي القاتم. عادةً ما يتراوحُ طول القرش العفريت مكتمل النمو بين ثلاثة إلى أربعة أمتار، وعُثِرَ في سنة 2000 على أنثى بطول قياسي قُدِّرَ بما بين 5.4 إلى 6.2 أمتار، وأما الوزن القياسي المُسجَّل فهو 210 كيلوغرامات لقرش طوله 3.8 أمتار.

انتشار وموطن القرش العفريت :

اصطيدَ القرش العِفريت في جميع المُحيطات الرئيسية الثلاثة، مما يُشير إلى انتشاره بشكلٍ عالميٍ واسع. سُجّل تواجده في المحيط الأطلسي من شمال خليج المكسيك وسورينام وغويانا الفرنسية وجنوب البرازيل في الغرب، وفرنسا والبرتغال وماديرا والسنغال في الشرق. كما عُثر عليه في الجبال البحرية على طول أعراف منتصف الأطلسي. أما في منطقة المحيط الهادي الهندي وأوقيانوسيا فقد عُثر عليه بالقرب من جنوب أفريقيا وموزمبيق واليابان وتايوان وأستراليا ونيوزيلندا. سُجّل وجوده أيضًا قُبالة كيب الشرقية حتى شبه جزيرة كايكورا ، ومن هضبة تشالنجر بالقرب من نيوزيلندا. سُجلت عينةٌ واحدةٌ فقط من شرق المحيط الهادئ، حيثُ عُثر عليها بالقرب من جنوب كاليفورنيا. يُمكن العثور على القرش العِفريت غالبًا في المنحدر القاري العلوي على عمق 270–960 م (890–3,150 قدم).‏ عُثر عليه على عمقٍ يصلُ إلى 1,300 م (4,300 قدم)، وقد وجدت سنٌ منغرسةٌ في سلكٍ تحت البحر على عمق 1,370 م (4,490 قدم).‏ يعيشُ الأفراد البالغون في أعماقٍ أكبر من الصغار، حيثُ تتردد الأفراد غير الناضجة على الأخاديد الغائصة بالقرب من جنوب اليابان على أعماقٍ تتراوح ما بين 100–350 م (330–1,150 قدم)، كما تتواجد بعض الأفراد أحيانًا في المياه الشاطئية الضحلة حتى عمق 40 م (130 قدم).‏ أثناء قيام بعض الصيادين من كي ويست بولاية فلوريدا بالصيد في خليج المكسيك في 19 أبريل 2014، استطاعوا الإمساك بقرشٍ عفريت عبر شبكة صيد الأسماك الخاصة بهم، حيث يُعد ثاني قرش عفريت يُصطاد في خليج المكسيك. قام الصيادون بتصويره ثم إعادته إلى الماء.

عُثر على قرشٍ عفريت في شبكةٍ لصيد الأسماك خلال شهر يوليو 2014 بالقرب من الساحل الشرقي لسريلانكا. كان يبلغ طوله 4 قدم (1.2 م) ووزنه حوالي 7.5 كـغ (17 رطل). نُقل القرش إلى الوكالة الوطنية لبحوث وتطوير الموارد المائية (نارا) لإجراءِ مزيدٍ من الأبحاث حوله.

البيئة والسلوك للقرش العفريت :

على الرغم من قلة مراقبة وملاحظة قروش العِفريت الحية، إلا أنَّ تشريحها يُشير إلى أنَّ نمط حياتها يتسمُ بالخمول وعدم النشاط. حيثُ أنَّ هيكلها العظمي مُنْضمر وضعيف التكلس، كما أنَّ الكتل العضلية على طول جوانبها (القسيمات العضلية) ضعيفة النمو، وزعانفها ناعمةٌ صغيرة. تكون زعانفها الذيلية الطويلة مرتبطةٌ بزاويةٍ منخفضة، كما هو الحال في القروش بطيئة السباحة. يُظهر الخطم الطويل وظيفةً حِسّية؛ حيثُ تتواجد عليه العديد من مصابيح لورنزيني التي يُمكنها اكتشاف الحقول الكهربائية الضعيفة التي تُنتجها الحيوانات الأخرى. اقتُرح أنَّ الخطم يستعمل أيضًا لتحريك الفريسة من الأسفل، ولكنَّ هذا الأمر غير محتملٍ بسبب نعومة الخطم.

تُعد حاسة النظر أقل أهميةً من الحواس الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار السقف البصري  الصغير نسبيًا في دماغ القرش. يستطيع القرش العِفريت تغيير حجم الحدقة، وذلك على عكس معظم قروش أعماق البحار، وبالتالي فإنه قد يستخدم حاسة النظر في بعض الحالات. قد تكون قروش العِفريت فريسةً للقروش الزرقاء (الاسم العلمي: Prionace glauca).‏ سُجلت بعض الطفيليات من القرش العِفريت، وتتضمن مجذفية الأرجل ميتسوكورينا إكثروغاليوس (الاسم العلمي: Echthrogaleus mitsukurinae)،‏ والديدان الشريطية ليتوبوثريوم أمسيكانسيس (الاسم العلمي: Litobothrium amsichensis) ومارسوبيوبوثريوم غوبيلنوس (الاسم العلمي: Marsupiobothrium gobelinus) والتي عُثر عليها في الصمام الحلزوني (عضوٌ هضمي) لعينةٍ من القرش العِفريت اصطيدت في نيوساوث ويلز في أستراليا.

تغذية القرش العفريت :

يتغذى القرش العِفريت بشكلٍ رئيسيٍ على الأسماك العظمية مثل أسماك الرتيل وأسماك التنين، كما تتغذى أيضًا على رأسيات القدم والقشريات مثل عشاريات ومتماثلات الأرجل. عُثر على قمامةٍ في معدة بعض العينات. يفترس القرش العِفريت بعض الأنواع المعروفة التي تعيشٍ في قاع البحر، وتتضمن السمكة سوداء البطن  (الاسم العلمي: Helicolenus dactylopterus)، بالإضافة إلى الأنواع التي تعيش في وسط الماء مثل السبيدج الزجاجي الجاحظ (الاسم العلمي: Teuthowenia pellucida) وصدفية ماكروسيبريدينا كاستانيا روتوندا (الاسم العلمي: Macrocypridina castanea rotunda). لذلك يُستنتجُ أنَّ القرش العِفريت يبحث عن الغذاء بالقرب من قاع البحر وأيضًا في مناطق أعلى بكثير من القاع.

نظرًا لأنَّ القرش العِفريت ليس سباحًا سريعًا، فإنه قد يكون مفترسًا بالمباغتة. كما أنهُ يطفو بحياديةٍ بسبب لحمه مُنخفض الكثافة وكبده الدهني الكبير، مما يسمحُ له بالانجراف نحو الفريسة بأقلٍ حركاتٍ ممكنة لتجنب اكتشافه. يتحركُ فكي القرش المُتخصصة إلى الأمام لالتقاط الفريسة بمُجرد اقترابها ضمن نطاقه. يُوجد زوجان من الأربطة المرنة مرتبطةٌ بمفصل الفك السفلي، مما يُساعد على بروز الفكين. تكون الأربطة مشدودة عندما يكون الفكين في وضعهما الطبيعي المُتراجع، وعندما يُهاجم القرش فيرسته ليعضها، فإنَّ الأربطة تقلل من توترها فينطلق الفكان إلى الأمام مثل المنجنيق. يمتلكُ القرش العِفريت هيكلًا لاميًا (الاسم العلمي: Basihyal) يُشبه اللسان في قاعدة الفم، حيثُ يُساعد على توسيع تجويف الفم وامتصاص الماء والفريسة. وُثقت لحظات انقضاض والتقاط الفريسة بالفيديو لأول مرة خلال عامي 2008-2011، وساعدت في تأكيد منهجية واستخدام الفكان البارزان في القرش العِفريت. ولكن على الرغم من تميزُ فكي القرش العِفريت، إلا أنَّ الفيديو يُشير أنه يتغذى جرفًا، وهي نوعٌ من التقاط الفرائس، حيثُ يتحرك المُفتَرس إلى الأمام، ويفتح فمه ويلتقط الفريسة مع الماء المُحيط بها، وتستعمل العديد من قروش الماكريل هذه الطريقة. لذلك يُعتبر القرش العِفريت فريدًا في الحركية المُجردة لفكه عند التغذية. يظهر أنَّ الفك السفلي يمتلكُ حركاتٍ أكثر تعقيدًا وهي مهمةٌ في التقاط الفريسة. يُعتبر فكي القرش العِفريت أكثر بروزًا بمقدار 2.1-9.5 مرةً عن أسماك القرش الأُخرى، وذلك اعتمادًا على قياس بروزات الفك العلوي والسفلي مجتمعةً. يمتلك الفك السفلي سُرعةً أكبر بمقدار مرتين تقريبًا من الفك العلوي؛ وذلك لأنهُ لا يبرز إلى الأمام فقط، بل يتأرجح أيضًا لأعلى لالتقاط الفريسة، كما أنَّ أقصى سرعة للفكين هي 3.14 م/ث. يتميزُ القرش العِفريت بتكرار الفتح والإغلاق عند مهاجمة فريسته، وهذا السلوك لمُ يُسبق له مثيل في أسماك القرش الأخرى، وقد يكون مرتبطًا بمدى بروز فكي القرش العِفريت. قد يكون أسلوب التغذية القذفية للقرش العِفريت أسلوبًا لتكيفه بهدف تعويض ضعف قدرته على السباحة، حيثُ تسمح له بالتقاط الفرائس السريعة المراوغة دون الحاجة لمطاردتها.

تاريخ الحياة للقرش العفريت :

تُعتبر المعلومات المتوافرة حول تكاثر القرش العِفريت قليلةً؛ وذلك لأنه لم يُعثر حتى الآن على أي أُنثى حامل لدراستها. يُحتمل أنَّ القرش العِفريت يشتركُ في الخصائص الإنجابية مع قروش الماكريل الأخرى، حيثُ تكون ولودية (ينشئ الصغار داخل الأم ويولدون أحياء) مع بطنٍ صغير الحجم وأجنةٍ تنمو أثناء الحمل عبر تناول البيض غير المُنتج (أكل البويضات). يُحتمل أنَّ حجم المولود يكون 82 سـم (32 بوصة) تقريبًا، وذلك وفقًا لأصغر عينةٍ معروفة. ينضج الذكور جنسيًا عند طول 2.6 م (8.5 قدم)، أما حجم نضوج الإناث غير معروفٍ حتى الآن. لا تُوجد أي بياناتٍ مُتاحة حول مرحلتي النمو والشيخوخة.

علاقة القرش العفريت مع البشر :

يعيشُ القرش العفريت في المياه العميقة، لذلك نادرًا ما يقابل الإنسان أو يهدّده. جُلِبَ عددٌ قليلٌ من هذه القروش إلى أحواض أكواريوم حول العالم، إلا أنها ماتت بعد إحضارها بفترة قصيرة، فمنها قرشٌ عاشَ لأسبوعٍ واحدٍ فقط في جامعة توكاي، وآخر عاشَ ليومين في حديقة طوكيو البحرية ثُمَّ فارق الحياة. ولا يحملُ هذا الكائن قيمةً اقتصادية كبيرة، إذ إن لحمه يُجفَّف ويُملَّح للبيع بأسعار بخسة، وأما فكّاه فيشتريهما بعض الجامعين بمبالغ لا يستهانُ بها، وفي ما مضى كان كبده مصدرًا للزيت والسماد في اليابان. ولا تُربَّى هذه القروش في مزارع السمك، ولكنها تُصَاد عرضًا في الشباك الخيشومية والخيوط الطويلة وأثناء الترولة، أو قد تقعُ أسيرةً في عتاد الصيد بطرقٍ عديدة. ونادرًا ما يصطاد القرش العفريت بهذه الطرق غير المقصودة، فمن الأماكن القليلة التي يظهر فيها بشباك الصيد السواحل الجنوبية لليابان، ويقعُ هناك نحو 30 قرشًا سنويًا معظمها غيرُ ناضجةٍ، كما يقعُ قرشان أو ثلاثة سنويًا في مصيدةٍ قُبالة شواطئ مدينة ماديرا البرتغالية. وحدث في شهر أبريل 2003 أن اصطيد أكثر من مِئَة قرش عفريتٍ في مياهٍ شمال غرب تايوان، وليس من المعروف كيف اصطيدت كلّ هذه القروش في حادثٍ واحد، لكن بعض الباحثين اعتقدوا أن الأمر قد يكون مرتبطًا بزلزالٍ كبير سبقه، إذ لم يُسجَّل وجود هذا القرش في تلك المنطقة سابقًا ولم يُعثر عليه بأعدادٍ كبير منذئذٍ. صُنِّف القرش العفريت على أنه نوع غير مهدد في قائمة الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، فهو يعيشُ في رقعة جغرافية واسعة ويعتقد أن بيئته معزولة عن صيادي السمك (لأنَّ من النادر أن يُصَطاد قرش بالغ منه). رغم ذلك، صُنِّف هذا القرش على أنه "مُهدَّدٌ بالخطر" و"نادرٌ في الطبيعة" لدى قسم حماية البيئة  بدولة نيوزيلندا في سنة 2018؛ وذلك بسبب نقص البيانات المعروفة عنه اعتمادًا على نظام تصنيف التهديدات في نيوزيلندا.

المصدر : ويكيبيديا.

معلومات عن القرش الحوتي

القرش الحوتي

معلومات عن القرش الحوتي
بواسطة Abe Khao Lak - عمل شخصي وCC BY-SA 4.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=37306146
القرش الحوتي (Rhincodon typus) ) هو قرشٌ سَجّاديٌ بطيءُ الحركةِ يتغذى بالترشيح، ويُعد أكبر أنواع الأسماك الحية المعروفة حاليًا. يبلغُ طول أكبر فردٍ معروفٍ منه حوالي18.8 مترًا (62 قدمًا). يحتلُ القرش الحوتي عديدًا من سجلات الحجم في المملكة الحيوانية، خصوصًا كونه أكبر الفقاريات الحية غير الثديية. يعتبرُ العضو الوحيد ضمن جنس Rhincodon والعضو الوحيد المُتبقي من فصيلة Rhincodontidae، التي تنتمي إلى طويئفة صفيحية الخياشيم الغضروفية ضمن طائفة الأسماك الغضروفية. صُنفت قبل عام 1984 في Rhiniodon ضمن Rhinodontidae.
الأسماك الغضروفية (الاسم العلمي: Chondrichthyes)، هي طائفة من الأسماك التي لا تملك عظاماً حقيقية (باستثناء الأسنان والعمود الفقري)، بل تملك بدلاً من ذلك هياكلاً مكوّنةً من الغضاريف، وتتألف هذه الطائفة من القروش وأسماك السفن والشفنين. ظهرت الأسماك الغضروفية على الأرض للأوّل مرة قبل 450 مليون عام تقريباً، وهي تتضمّن حالياً أسماكاً متنوّعة تتراوح من اللواحم المخيفة إلى آكلات رخويات غير مؤذية. ويُصطاد حالياً عدد من أنواع الأسماك الغضروفية - مثل القروش والشفانين - للرياضة أو الأغراض التجارية.
بسبب أن أجسام الغضروفيّات تتألف من اللحم والغضاريف بالكامل (باستثناء الأسنان والعمود الفقري)، فإنه لا يُمكن حفظ أجساد كاملة لها إلا تحت ظروف خاصة. وهذا يَتسبب بندرة في أحافيرها وصعوبة في الحصول عليها.
يتواجدُ القرش الحوتي عادةً في المياه المفتوحة للمحيطات الاستوائية، ونادرًا ما يتواجد في المياه التي تكون درجة حرارتها أقل من 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت). تقترح دراسات النَمذَجَة أنَّ مُدّة عُمر القرش الحوتي تبلغ حوالي 80 عامًا، وعلى الرغم من صعوبة القياسات، إلا أنَّ التقديرات من البيانات الميدانية تشيرُإلى أنَّه قد يعيشُ لمدةٍ تصل إلى 130 عامًا. تمتلك القروش الحوتية أفواهًا كبيرةً للغاية، وتتغذى بالترشيح، وهو أسلوبُ تغذيةٍ يُوجد في نوعين فقط من القروش الأخرى، وهي القرش عظيم الفم والقرش المتشمس، حيث تتغذى تقريبًا فقط على العَوالق والأسماك الصغيرة، ولا تشكل أي خطرٍ على البشر.

حُدد هذا النوع في أبريل 1828، وذلك بعد صيد عينةٍ بالرمح يبلغ طولها 4.6 مترًا (15 قدمًا) في خليج تيبل  بجنوب أفريقيا. وفي العام التالي، وصفه أندرو سميث، وهو طبيبٌ عسكريٌ مرتبطٌ بالقوات البريطانية المُتمركزة في كيب تاون آنذاك. يُشير اسم "القرش الحوتي" إلى حجمه الكبير، حيثُ يشبه بعض أنواع الحيتان، وأيضًا إلى كونه يتغذى بالترشيح مثل الحيتان البالينية.
كيب تاون (بالأفريكانية: Kaapstad) هي ثالث أكبر مدن جنوب أفريقيا من حيث عدد السكان. كيب تاون هي عاصمة مقاطعة كيب الغربية، والعاصمة التشريعية لجنوب أفريقيا. حسب إحصاء عام 2001 يسكن كيب تاون 2.9 مليون نسمة. مساحتها 2499 كم2. تشتهر كيب تاون بالمرفئ الموجود بها، وبالطبيعة الخلابة، وببعض المناطق المشهورة مثل تيبل ماونتن وكيب بوينت.
كانت كيب تاون في الأصل مرفأ للسفن الهولندية المبحرة إلى شرق أفريقيا والهند، وقارة آسيا. تأسست في عام 1652 وكانت أول استيطان أوروبي دائم في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. تشتهر المدينة حالياً بمطار كيب تاون الدولي، ثاني أنشط مطارات جنوب أفريقيا.
من يعيشون هناك يقولون إن زائرهم يجب عليه ألا يقضي أكثر من ثلاثة أيام في شوارعها، إذا ما كان يريد أن يرحل يوما ما. كيب تاون هي أعرق وأجمل مدن جنوب أفريقيا، بجبال "تيبول ماونتين" في الخلف ورمال الشاطئ البيضاء تحت الأقدام.
ويمثل النبيذ الراقي الذي تنتجه ضواحيها والنشاط الفني الدؤوب في أنحائها عوامل جذب أخرى رئيسية للمدينة البالغ تعدادها السكاني 1.3 مليون نسمة، وتقع في أقصى جنوب غربي البلاد، على سواحل المحيط الأطلنطي.
وتمثل الطاقة التي يتمتع بها "لونج ستريت" البوهيمي، أهم شوارع كيب تاون وأطولها، مغناطيسية دائمة سواء نهارا أو ليلا، عندما تعج شرفات مبانيها الشاهقة المبنية على الطراز الفيكتوري بشباب دائمي الاحتفال.
في عام 2020 كيب تاون أصبحت المدينة الأفريقية الأولى التي تنطلق منها فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز، حيث وقع الاختيار عليها من قبل منظمة اليونسكو لتكون مقرًا لاستضافة فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي لموسيقى الجاز.

الوصف :

قد يحتوي فمُ القرش الحوتي على أكثر من 300 صفٍ من الأسنان الدقيقة و20 وسادةً ترشيحية تُستخدم لترشيح الغذاء. ويُوجد الفم في مُقدمة الرأس، وذلك على عكس العديد من القروش الأُخرى، حيث يُوجد الفم على الجانب السفلي من الرأس. كان قد وُثقَ وُجود قرشٍ حوتيٍ كبير يبلغُ طوله 12.31 مترًا (39.7 قدمًا) ويمتلك فمًا يبلغُ عرضهُ 1.55 مترًا (5.1 قدمًا)، في حين وُثقَ قرشٌ حوتيٌ أصغر بطولِ 8.75 مترًا (28.7 قدمًا) ولكن يبلغ عرض فمه 1.7 مترًا (5.6 قدمًا). يمتلك القرش الحُوتي خمسة أزواجٍ كبيرةٍ من الخياشيم، ويكون رأسها عريضًا ومسطحًا، وتُوجد عينان صغيرتان في الزوايا الأمامية للرأس. يكون لونُ القرش الحوتي رماديًا داكنًا مع بطنٍ أبيض، كما تُوجد بقعٌ وأشرطةٌ بيضاء أو رمادية شاحبة وتكون فريدةً في كل فرد. كما تُوجد ثلاث حوافٍ بارزةٍ على طول جانب القرش الحوتي، حيث تبدأ فوق الرأس وخلفه وتنتهي عند السويقة الذيلية. قد يصلُ سمك جلده إلى 15 سنتيمترًا وعند لمسه يكون قاسيًا وخشنًا جدًا. تُوجد زعنفتان ظهريتان تقعان بعيدًا نسبيًا في المنطقة الظهرية من الجسم، بالإضافة إلى زوجٍ من الزعانف الصدرية، وزوجٍ من الزعانف الحوضية، وزعنفةٍ شرجية وسطية. يحتوي الذيل على فصٍ علويٍ أكبر من الفص السفلي (ذيلٌ غير متساو الفصين). تتواجد الفتحات الخيشومية خلف عيني القرش الحوتي. كما وُجد أنَّ القرش الحوتي يمتلكُ قشورًا شوكية حول عينيه، وتكون مترتبةً بشكلٍ مختلفٍ عن القشور الجسمية، حيث تعملُ هذه القشور على حماية العين من الضرر، بالإضافة إلى قدرة القرش الحوتي على سحب عينه عميقًا داخل التجويف.

نُشرَ الجينوم الكامل والمُفصل للقرش الحوتي في عام 2017.

الحجم :

يُعد القرش الحوتي أكبر حيوانٍ في العالم لا ينتمي إلى الحيتانيات، حيثُ يُقدر متوسط حجم الفرد البالغ بحوالي 9.8 مترًا (32 قدمًا) و9 أطنانٍ (20,000 رطلًا). تُشير أدلةٌ مَحدودةٌ إلى أنَّ النضج الجنسي يحدث غالبًا بعد طول 9 أمتارٍ (30 قدمًا). وُثقت عيناتٌ يبلغُ طولها 18 مترًا (59 قدمًا)، ولكن على الرغم من هذا، إلا أنَّ القروش الحوتية التي يبلغ طولها أكثر من 12 مترًا (39 قدمًا) تعد غير شائعة. يُعد أكبر طولٍ إجماليٍ يُمكن أن تصل إليه الأنواع غيرُ مؤكدٍ بسبب نقص المعلومات حول كيفية أخذ القياسات في العديد من أفراد القرش الحوتي. كما أنهُ يصعُب قياسُ القروش الحوتية الكبيرة بدقةٍ على الأرض وفي الماء، فعند قياسه على الأرض، قد يتأثر الطول الإجمالي بكيفية وضع الذيل، والذي قد يكون إما بزاويةٍ كما هو في الحياة أو يُمدُ إلى أقصى حدٍ مُمكن. استعملت تاريخيًا العديد من التقنيات للقياسات في الماء، وتتضمن القياس بالمُقارنة مع أجسامٍ ذات حجمٍ معروف بالإضافة إلى الحبال المعقودة، ولكنَّ هذه الأساليب تُعد غير دقيقةٍ. اقتُرح في عام 2011 استعمال المسح التصويري بالليزر لتحسين دقة القياس.

المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.

أنواع القروش

أنواع القروش

أنواع القروش

يعد القرش (Shark) من الأسماك الغضروفيّة (Chondrichthyes)، ورتبة الأشلاقيات أو قرشيات الشكل (Selachii)، وهناك أكثر من 400 صنف منه على قيد الحياة، يتم تصنيفها إلى 14-30 عائلة وفق اختلاف المصنّفين، ويتم في كثير من الأحيان صيد القرش لأغراض تجارية، وقد أدى الصيد الجائر له في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين إلى انخفاض أعداد بعض أنواعه.

وللقرش عدة أنواح سنذكرها فيما يأتي :

1- الحوت القرش :

الحوت القرش
بواسطة Abe Khao Lak - عمل شخصي وCC BY-SA 4.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=37306146
القرش الحوتي Rhincodon typus) هو قرشٌ سَجّاديٌ بطيءُ الحركةِ يتغذى بالترشيح، ويُعد أكبر أنواع الأسماك الحية المعروفة حاليًا. يبلغُ طول أكبر فردٍ معروفٍ منه حوالي18.8 مترًا (62 قدمًا). يحتلُ القرش الحوتي عديدًا من سجلات الحجم في المملكة الحيوانية، خصوصًا كونه أكبر الفقاريات الحية غير الثديية. يعتبرُ العضو الوحيد ضمن جنس Rhincodon والعضو الوحيد المُتبقي من فصيلة Rhincodontidae، التي تنتمي إلى طويئفة صفيحية الخياشيم الغضروفية ضمن طائفة الأسماك الغضروفية. صُنفت قبل عام 1984 في Rhiniodon ضمن Rhinodontidae.

يتواجدُ القرش الحوتي عادةً في المياه المفتوحة للمحيطات الاستوائية، ونادرًا ما يتواجد في المياه التي تكون درجة حرارتها أقل من 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت). تقترح دراسات النَمذَجَة أنَّ مُدّة عُمر القرش الحوتي تبلغ حوالي 80 عامًا، وعلى الرغم من صعوبة القياسات، إلا أنَّ التقديرات من البيانات الميدانية تشيرُإلى أنَّه قد يعيشُ لمدةٍ تصل إلى 130 عامًا. تمتلك القروش الحوتية أفواهًا كبيرةً للغاية، وتتغذى بالترشيح، وهو أسلوبُ تغذيةٍ يُوجد في نوعين فقط من القروش الأخرى، وهي القرش عظيم الفم والقرش المتشمس، حيث تتغذى تقريبًا فقط على العَوالق والأسماك الصغيرة، ولا تشكل أي خطرٍ على البشر.

حُدد هذا النوع في أبريل 1828، وذلك بعد صيد عينةٍ بالرمح يبلغ طولها 4.6 مترًا (15 قدمًا) في خليج تيبل بجنوب أفريقيا. وفي العام التالي، وصفه أندرو سميث، وهو طبيبٌ عسكريٌ مرتبطٌ بالقوات البريطانية المُتمركزة في كيب تاون آنذاك. يُشير اسم "القرش الحوتي" إلى حجمه الكبير، حيثُ يشبه بعض أنواع الحيتان، وأيضًا إلى كونه يتغذى بالترشيح مثل الحيتان البالينية.

للمزيد من المعلومات : معلومات حول القرش الحوتي.

2- قرش أزرق :

قرش أزرق

القرش الأزرق (Prionace glauca) هو أحد أنواع القروش، وهو حيوان بحري مفترس يعيش في البحار ويوجد في كل مكان من العالم تقريباً، يقتات بالأسماك والمحار. ويهاجم الإنسان أحياناً ويشاهد دائماً وهو يسبح بكسل قرب سطح الماء وهو يتمتع بحاسة شم قوية تمكنه من اكتشاف البقع الصغيرة من الدم.وتوجد على خطمه أعضاء حس يمكنها الإحساس بالحقول الكهربائية الناتجة عن انقباض وتقلص عضلات الحيوانات التي لا يتمكن من رؤيتها ولهذا القرش جسم انسيابي وله خطم طويل مخروطي الشكل والفم يقع في الأسفل وله فكان قويان، الزعنفة الظهرية مائلة والذيل متشعب، والزعنفة الصدرية طويلة هلالية الشكل، العينان كبيرتان وداكنتان بغشاء ينسدل عليهما ليحميهما من الأسماك، وهو بلون أزرق براق من الأعلى موشح الأبيض من جهة البطن. كما يسمى هذا القرش بـ كلب البحر.

3- قرش الثور :

قرش الثور
بواسطة Pterantula وCC BY 2.5 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=2242657
قرش الثور (Bull shark)‏ ويسمى أيضًا قرش زامبيزي (Zambezi shark)‏ وزامبي (Zambi)‏ وقرش نيكاراغوا (Nicaragua shark)‏ في نيكاراغوا، هو قرش متواجد بكثرة عالميًا، يعيش في الماء الدافئة الضحلة بجانب السواحل وفي الأنهار. يُعرف قرش الثور بسلوكه غير المتوقع، والعنيف أحيانًا. بما أن قروش الثور تتواجد في المياه الضحلة، قد يكونون أخطر نوع من القروش بالنسبة للإنسان. قرش الثور، مع قرش النمر والقرش الأبيض العظيم، هم أكثر أنواع القروش التي تهجم على الإنسان.

الاسم «قرش الثور» (Bull shark)‏ من جسم القرش الممتلئ الشكل والواسع، وأنفه المسطح وسلوكه غير المتوقع وعدوانيته.

يتغذى قرش الثور على الأسماك العظمية والقروش الأصغر، شاملا قروش ثور أخرى. طعام قروش الثور قد يشمل أيضًا سلاحف، طيور، دلافين، قشريات، وشوكيات الجلد. تُعرف قروش الثور باستعمالها لتقنية "الصدم-والعض" للهجوم على فريستهم. أسماك قرش الثور هادئة نسبيا، ولكن بإمكانها أن تصبح فجأة عنيفة وتبدأ في ضرب الغواصين.

تتعرف قروش الثور في أواخر الصيف وأوائل الخريف، وبكثرة في الماء المسوس المتواجد في أفواه الأنهار. بعد الحمل لإثنا عشر شهرًا، يمكن لأنثى قرش الثور ولادة من4 إلى 10 قروش صغيرة. يطول صغار قرش الثور حوالي 80سم (27.6 إنش) عند الولادة، ويأخذهم 10 سنين ليصلوا النضج.

قروش الثور هم من أكبر المفترسين (apex predators)‏، ونادرًا ما يخافون أن يهاجمهم حيوان آخر. الإنسان هو أكبر تهديد لهم. القروش الأكبر منهم، كقرش النمر والقرش الأبيض الكبير، قد يهاجموهم.

4- قرش المطرقة :

قرش المطرقة
بواسطة suneko - Flickr وCC BY 2.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=1032190
قرش المطرقة. أو أبو مِطرقة هو نوع من الاشلاق (واللفظة من أوضاع الأب أنستاس) جنس Sphyrna يشمل الأنواع التسع الموجودة في لائحة قروش أبي مطرقة.

بواسطة suneko - Flickr وCC BY 2.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=1032190

5- القرش الببري :

القرش الببري
بواسطة Albert kok - عمل شخصي وCC BY-SA 3.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=8969258
القِرش البَبرِيّ هو نوع من الاسماك التي تنتمي لنوع بنبكيات والوحيد المتبقي من جنس ال (Galeocerdo) يُعرف عادة باسم (بَبْر البحر : Tiger shark) باللغة الإنجليزية، يتواجد هذا القرش في مياه المناطق الاستوائية والمعتدلة وفي العديد من الاماكن متنوعة الحرارة ويكثر تواجده في الجزر الواقعة في منتصف المحيط الهادئ، وإسمه مشتق من الخطوط الجسدية التي تشبه خطوط الببر وهذه الخطوط تبهت عند النضوج.

يصل طوله إلى أكثر من 5 أمتار، ومن صفاته أنه منفرد ويصطاد في أوقات الليل.

نظام غذائه متنوع ويشمل القشريات والأسماك والفقمات والطيور والحبابير والسلاحف والدلافين والقروش الأصغر حجماً، لدى القرش الببري ميل لبلع أي شيء يلقاه بما في ذلك المواد الغير القابلة للأكل ولذلك يسمى (سلة مهملات البحر)، ويعتبر القرش الأكثر تنوعاً من ناحية الغذاء من بين جميع القروش. يعتبر من الأنواع القريبة من خطر الانقراض وذلك بسبب إصطياده وكذلك بسبب تجارة الزعانف.

أعمق مستوى مسجل لبعض القروش الببرية هو أقل من 900 متر وتقارير أخرى تفيد بأن القرش يدخل المياه الضحلة وفي هاواي يسبح هذا التوع من القرش في مياه عمقها أقل 3.048 م، ولكنه في العادة يوجد على عمق 350 م.

6- قرش الرمل الببري :

قرش الرمل الببري
بواسطة Amada44 - عمل شخصي وCC BY 3.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=16161637
قرش الرمل الببري هو أحد أنواع سمك القرش الذي يعيش في حواف أو رفوف القارات في مياه المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة، تأتي تسمية هذا النوع بسبب أحد البيئات التي يعيش فيها وهي الشواطئ الرملية، وكذلك الحيود البحرية ويتواجد إلى عمق حوالي 191 م، يتواجد هذا القرش في مياه السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية والجنوبية، ومياه اليابان ، وأستراليا ، وجنوب إفريقية وحوض البحر الأبيض المتوسط، ليس لقرش الرمل الببري أي علاقة بالقرش الببري.

على الرغم من منظره المخيف وقدرته القوية على السباحة، إلا أنه عادة ما يكون بطئ الحركة وهادئ . لهذا النوع رأس مدبب الشكل وجسم ممتلئ بطول 3 أمتار ولونه رصاصي وله بقع بنية مائلة إلى الاحمرار على ظهره، يستطيع قرش الرمل الببري بلع الهواء من سطح الماء ليقف في وسط الماء من دون جهد.

يغتذي هذا النوع من القرش في أغلب الأحيان على الأحياء البحرية القاعية حتى الموجودة في الرصيف أو الحافة القارية (continental shelf) ، وتؤلف الأسماك العظمية 60% من غذائه والنسبة الباقية هي القروش والورانك.

7- قرش عظيم الفم :

قرش عظيم الفم
بواسطة OpenCage - http://opencage.info/pics.e/large_13101.asp وCC BY-SA 2.5 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=10113777
القرش عظيم الفم (Megamouth shark) أو أحد الثلاثة أنواع المعروفة بسمك القرش التي تتغذى على الكائنات الحية الصغيرة . اكتشف القرش عظيم الفم في عام 1976 وينتمي إلى عائلة تسمى "القروش عظيمة الفم".

لم يشاهد منه سوى 25 سمكة حتى عام 2004 ولم تدرس منها إلا عدد قليل، حيث يعرف القليل عن شكله ومحيط معيشته وسلوكه. بلغ أطول قرش عظيم الفم 5.60 متر والجنس أنثى، حيث نطرها البحر على شاطئ "إيشيهارا " في بحر اليابان - يوم 19 أبريل 2004 - ميتةً. كما اصطاد صيادون من سومطرة أصغر سمكة عثر عليها من هذا النوع في 13 مارس 2004 وكانت ذكرا يبلغ طوله 1.77 متر.

شوهدت القروش عظيمة الفم في المحيط الأطلسي وفي المحيط الهادئ وفي شرق المحيط الهندي . وشوهد معظمها عند ساحل كاليفورنيا وحول الجزر اليابانية ، مما يرجح انتشار القرش عظيم الفم في المناطق الدافئة من محيطات العالم .

من أهم أوصافه الفم العظيم الذي ينتسب إليه اسمه . رأسه مستديرة وفمه قصير ولكنه واسع عظيم . يميل لون ظهره إلى البني الغامق أما بطنه فبيضاء فاتحة اللون. له زعنفتين على الظهر وذيله ليس متناظر.

يوجد قرش عظيم الفم في المياه الدافئة في معظم محيطات العالم . وقد شوهد بالفعل في بحر اليابان وفي شرق المحيط الهندي وأمام ساحل كاليفورنيا على المحيط الهادئ.

8- قرش الضمدي :

قرش الضمدي
بواسطة Greg Skomal / NOAA Fisheries Service - Basking Shark (in English). NOAA Fisheries Service. National Oceanic and Atmospheric Administration. وملكية عامة وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=11891406
القِرش المُتشَمِّس (Basking shark)‏ هو ثاني أكبر انواع القرش حيث يصل طولة إلى 12 متراً , ويأكل العوالق بالقرب من سطح المحيط.قام بوصفه علميا لأول مرة عالم الطبيعة النرويجي يوهان إرنست جونيروس (1718-1773).

9- قرش قالب الكعيكة :

قرش قالب الكعيكة

قرش قَالَب الكُعَيكَة (وهي ترجمة اسمه الإنكليزي cookiecutter shark) وايضاً يسمى القرش السِيجَاريّ ( ترجمة عن الإنجليزية cigar shark )

هو نوع من Squaliformes (الصغيرة) في عائلة Dalatiidae , اسمه العلمي Isistius brasiliensis. وسمي بهذا الاسم لانه يقضم قطع دائرية، شكلها يُوحي بأنها قُطِعت بقالب الكُعيكَة (قالب ال cookie أو cookie cutter) من الحيوانات الكبيرة، وآثار قضمته وجدت على الكثير من الثدييّات البحرية و الاسماك وكذلك على الغواصات و الاسلاك التَحبَحرِيّة (كابلات تحت البحر) وعلى البشر(الإنسان).

10- القرش العفريت :

القرش العفريت

القرش العِفريت واسمه العلمي ميتسوكورينا أوستوني هو نوعٌ نادرٌ من قروش أعماق البحار. يُطلق عليه أحيانًا بأنه أحفورةٌ حيةٌ، فهو النموذج الوحيد المُتاح ضمن فصيلة الميتسوكورينات، وهي سلالةٌ يبلغ عُمرها 125 مليون سنة. يمتلكُ هذا القرش مظهرًا مميزًا من لونه الوردي وخطمه المُسطح الطويل، مع فكين بارزين جدًا تحتويان على أسنانٍ بارزةٍ تُشبه الأظافر. يبلغ طول الأفراد الناضجة عادةً ما بين 3-4 مترًا (10-13 قدم)، ولكنها قد تنمو بشكلٍ أكبر. تتواجد هذه القروش في المنحدرات القارية العليا والأخاديد الغائصة والجبال البحرية في جميع أنحاء العالم على أعماقٍ أكبر من 100 م (330 قدم)، مع تواجد الأفراد البالغة في أعماقٍ أكبر من الصغار.

تُشير الخصائص التشريحية المختلفة للقرش العِفريت بأنه يتسمُ بالخمول وعدم النشاط، وتتضمن جسمه الضعيف وزعانفه الصغيرة. يصطادُ هذا القرش العظميات ورأسيات القدم والقشريات بالقرب من قاع البحر وفي منتصف عمود الماء. تغطي مصابيح لورنزيني الخطم الطويل لهذا القرش، حيث تُمكنه من استشعار الحقول الكهربائية الدقيقة التي تنتجها الفريسة القريبة، حيث يصطادها بمد فكه بشكلٍ سريع. تُصطاد أعدادٌ صغيرةٌ من قروش العفريت عن غير قصدٍ بواسطة مصايد المياه العميقة. حدد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بأنَّ القرش العِفريت غيرُ مهددٍ بالانقراض، وذلك على الرغم من نُدرته، معتمدين على انتشاره الواسع وانخفاض مُعدل صيده.

11- القرش المزركش :

القرش المزركش
بواسطة © Citron وCC BY-SA 3.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=11142485
القرش المُزركش هو أحد أنواع القروش الذي يعيش في قاع البحار وكذلك في أعماق أقل بكثير، حيث يتواجد غالباً على عمق يتراوح بين 50 متراً إلى 200 متر في (Suruga Bay) باليابان.

لون القرش المزركش بنيّ غامق ويصل طوله إلى مترين ذو جسم أشبه بجسم الأنقليس ، وله 6 غلاصم حيث الأولى متصلة عند منطقة البلعوم ورأسه عريض ذو خطم قصير ودائريّ والمنخاران عبارة عن شقيّن طُوليين وله أسنان في صفوف متباعدة يبلغ تعداد هذه الصفوف من 19 إلى 28 صفاً في الفك العلويّ ومن 21 إلى 29 صفاً في الفك الأسفل، مجموع الأسنان يبلغ 300 سن، كل سن صغير الحجم ذو ثلاث حدبات (cusps) نَحِيلة إبَريّة، تتعاقب في أماكنها مع حُديبَتَين (cusplets).

يغتذي القرش المزركش برأسيات القدم والأسماك العظمية والقروش الأصغر حجماً.

12- القرش الأبيض :

القرش الأبيض
بواسطة Terry Goss - عمل شخصي وCC BY 2.5 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=1816336
القرش الأبيض الكبير، المعروف أيضًا بأسماء عديدة أخرى، منها: الأبيض الكبير ومستدق الخطم الأبيض والقرش الأبيض والموت الأبيض، هو نوع ضخم من أسماك القرش مغزلية الشكل، يتواجد في جميع المياه السطحيّة لمحيطات العالم الرئيسيّة. تشتهر هذه الأسماك بأحجامها الهائلة، فقد عُثر عبر السنين على أفراد وصل طولها إلى 6 أمتار أو أكثر (حوالي 20 قدمًا)، وبلغت زنتها 2,268 كيلوغرامًا (5,000 رطل). تصل هذه القروش إلى مرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ من العمر حوالي 15 سنة، ويصل أمد حياتها إلى حوالي 30 عامًا.

يعتبر بعض العلماء أن القرش الأبيض الكبير هو أضخم الأسماك اللاحمة البحرية، وأحد أبرز مفترسات الثدييات البحرية المعروفة قديمًا وحديثًا. تقتات هذه القروش على طائفة واسعة من الحيوانات البحرية غير الثدييات اللابريّة، من شاكلة: الأسماك وزعنفيات الأقدام والطيور البحرية، وهي الممثل الوحيد الباقي لجنسها، ألا وهو جنس القروش المسننة (باللاتينية: Carcharodon)، ودائمًا ما تحتل المرتبة الأولى في قائمة الحيوانات مُهاجمة البشر، حيث تسببت عدّة لقاءات لأفراد من البشر معها بتعرضهم لإصابات عنيفة، بعضها قاتلة. من أبرز الحوادث التي وقعت واتُهمت فيها قروش بيضاء كبيرة: هجومات شاطئ نيو جيرسي عام 1916، التي أسفر عنها سقوط عدّة ضحايا، إلا أن عددًا من الخبراء يقول باستبعاد هذه الحيوانات، وأن المتهم الأصلي هو القرش الثور. يُصنّف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة هذه الحيوانات على أنها مهددة بدرجة دنيا، وقد أدرجت في الملحق الثاني من اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة (CITES)، أي ضمن قائمة الحيوانات غير المهددة بالانقراض حاليًا، ولكن يُحتمل تعرضها له مستقبلاً إن لم يتم إخضاع التجارة بها وبأعضائها لقواعد صارمة.

ذاع صيت هذه الأسماك بعد أن ظهرت في رواية الكاتب الأمريكي پيتر بینتشلي، والفيلم السينمائي المقتبس عنها من إخراج ستيڤن سپيلبيرغ، حامل عنوان "الفك المفترس" (Jaws)، حيث صُوّرت على أنها آكلة بشر مفترسة، على الرغم من أن الإنسان لا يُعتبر فريسة طبيعية أو مفضلة لهذه الحيوانات في واقع الأمر.

13- قرش القرن :

قرش القرن
بواسطة Ed Bierman from CA, usa - Horn Shark وCC BY 2.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=7059687
القرش القرن (Horn shark)‏ علميا يحمل اسم Heterodontus francisci ،هو نوع من أنواع أسماك القرش التي تنتمي لفصيلة قرش رأس الثور المنحدرة من طائفة الأسماك الغضروفية . يصل طول قرش القرن في بعض الحالات إلى 1,22 متر، بمعدل طول يبلغ 1 متر .يحب هذا النوع من القروش التواجد أساسا في المياه الدافئة، ذات الحرارة المعتدلة وأيضا في المناطق الشبه استوائية، وتحديدا قبالة الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، الممتد من كاليفورنيا إلى خليج كاليفورنيا ،وفي بعض الأحيان على سواحل الاكوادور و بيرو ،حيث تشكل الشعاب الصخرية والحشائش البحرية المكان المفضل لعيشها. قرش القرن واحد من بين المئات من الأسماك المسجلة في القائمة الحمراء للمخلوقات المهددة بالانقراض.عالم الأحياء والحيوانات الفرنسي السيد شارل فريدريك جيرارد كان أول من نشر تصنيفا علميا لأسماك قرش القرن تحت اسم فرانسيسكي سيستراكيون ( francisci Cestracion) في عام 1855 بأروقة أكاديمية العلوم الطبيعية في فيلادلفيا. فيما بعد تم تسجيله تحت جنس ال Gyropleurodus، الذي أصبح أخيرا مرادفا لجنس ال Heterodontus الذي ينحدر منه هذا النوع من القروش.على الرغم من أن نطاق قرش القرن لا يمتد إلى أقصى الشمال فإن الاسم العلمي لقرش القرن francisci هو إشارة إلى سان فرانسيسكو  ،لذلك فإن هذا الاسم تم منحه بالأصل عن طريق الخطأ .

المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.