فرس البحر
فرس البحر أو حصان البحر (Hippocampus) هو جنس من الأسماك يتبع فصيلة زمارات البحر من رتبة زماريات البحر. يوجد أكثر من 32 نوعاً معروفاً من افراس البحر، التي تتواجد غالباً في المياه الاستوائية والمتوسطة الضحلة. تفضل افراس البحر العيش في المناطق المحمية من البحار، كأرياف حشائش البحر، الشعاب المرجانية، وأشجار المنغروف. تكون افراس البحر أقاليم خاصة بها، بحيث يعيش الذكر في متر مربع واحد فقط من منطقته، بينما تتوزع الإناث على مدى أكبر منه بمائة مرة تقريباً. يتلون فرس البحر باللون الرمادي أو البني القاتم، الذي يندمج مع لون الحشائش البحرية، لكنه يتغير في اللون خلال المناسبات الاجتماعية أو أثناء وجود محيط غريب في بيئته إلى ألوان براقة. تعد العديد من أنواع افراس البحر من الحيوانات المهددة بالانقراض من قبل "CITES".و الذكر هو الذي يحمل الصغار وليس الأنثى فالذكر يحمل كيسا بالقرب من بطنه وتلقي الأنثى البيوض داخل الكيس فتتم عملية الإخصاب داخل جسم الذكر
التسمية العلمية لفرس البحر :
استنبطت التسمية العلمية "Hippocampus" من الكلمتين الإغريقيتين "Hippos" والتي تعني حصان، و"Kampos" التي تعني وحش البحر.
مواصفات فرس البحر :
سمي فرس البحر بهذا الاسم نظراً لشكله المميز الشبيه بالحصان. تفتقر أفراس البحر لوجود القشور كما في معظم الأسماك، غير أنها مغطاة بجلد سميك ممتدة على سلسلة من الصفائح العظمية المرتبة على هيئة حلقات في أجسامها، ولكل نوع عدد معين ومميز من الحلقات. يسبح هذا الحيوان بشكل عمودي، على عكس باقي الأسماك التي تنتمي لنفس الفصيلة والتي تسبح بشكل أفقي. لكل فرس بحر تاج مميز على رأسه، يميزه عن غيره، كالبصمات عند الإنسان. يستخدم فرس البحر زعنفته الظهرية للسباحة، حيث يقوم برفرفتها بشكل سريع، بالإضافة إلى الزعنفة الصدرية الموجودة خلف العينين للتوجيه، لكنه، كحيوان سابح، يواجه صعوبة نسبية في السباحة. نظراً لذلك، يقضي فرس البحر معظم أوقاته مستريحاً عند الحشائش البحرية والشعاب المرجانية، متمسكاً بشيء صلب وجامد بواسطة ذيله القابض. لأفراس البحر أيضاً خطم طويل مكون من فكين مطولين، يستخدم في شفط الغذاء، وعينان تتحركان بصورة مستقلة عن بعضهما، كعينا الحرباء؛ بحيث يستطيع تحريك عينيه في اتجاهات متضادة. يتغذى فرس البحر على الروبيان الصغير الحجم، الأسماك الصغيرة والعوالق. يمكن التمييز بين الإناث والذكور عن طريق الشكل، حيث تظهر خاصية ازدواج الشكل. عند الإناث، يجتمع البطن بالذيل بزاوية حادة، وتكون الزعنفة الشرجية أكبر حجماً بشكل طفيف وأعلى من الذكور. للذكور محضنة جيبية تحت الزعنفة الشرجية، تكون مستدقة إن كانت فارغة، ومنتفخة الشكل إن كانت ممتلئة.
التطور والسجل الأحفوري لفرس البحر :
تشير الدلائل التشريحية، المدعمة بالدلائل الجينية والجزيئية، إلى أن افراس البحر هي كائنات شديدة التحور عن الأسماك الأنبوبية، لكن السجل الأحفوري لافراس البحر يعاني من النقص. أكثر الأحافير المدروسة والمعروفة وجدت في تكوين ماريشيا النهري في منطقة ريميني في إيطاليا، والتي تعود إلى أواخر عصر البليوسين، أي منذ حوالي 3 ملايين سنة. أكثر أحافير افراس النهر المعروفة قدماً وجدت في سلوفينيا، وهي تعود لحوالي 13 مليون سنة.
فرس البحر كحيوان أليف :
بالرغم من شيوع اقتناء افراس البحر كحيوان أليف، فإن افراس البحر المأخوذة من البرية عادة ما يصعب الاحتفاظ بها وتتطلب وجود عوامل خاصة، فالكثير منها لا تتغذى إلا بفرائس حية، كأنواع معينة من القشريات، وتكون عرضة للإجهاد والإرهاق، مما يقلل من كفاءة الجهاز المناعي، فتكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
لكن، شاعت عملية التناسل في الأسر لافراس البحر، والتي تنتج كائنات أكثر قدرة على العيش في الأسر، وأقل عرضة للإصابة بالأمراض. كذلك، تتغذى هذه الحيوانات على الأطعمة المعلبة والمغلفة، كالقشريات التي تباع في محلات بيع الأحواض المائية، ولا تعاني من الصدمات والإجهاد الناجم عن نقلها من بيئة طبيعية في البرية إلى بيئة حوض مائي. بالرغم من أن افراس البحر المولودة في الأسر أكثر غلاءً، إلا أنها أكثر قدرة على العيش والاستمرار، ويقل التأثير السلبي على نسبة وجودها في الطبيعة.
يفضل الاحتفاظ بافراس البحر في حوض مائي خاص بهم، أو اختيار "رفقاء" مناسبين، حيث أن فرس البحر حيوان بطيء أثناء التغذية، فإن كان الحوض يحتوي على متغذيات سريعة وعنيفة، تقل فرصه للحصول على كمية مناسبة من الطعام. لهذا السبب، يتطلب الأمر عناية خاصة بحيث يتم التأكد من حصول جميع الكائنات الموجودة في الحوض على كميات مناسبة من الطعام أثناء فترات التغذية.
يمكن لفرس البحر العيش مع حيوانات معينة، كبعض أنواع الروبيان والمتغذيات القاعية، والأسماك المنتمية لفصيلة الغوبي. هناك بعض الحيوانات التي تشكل تهديداً لهذه السابحات البطيئة، كالأخطبوط والحبار وشقائق النعمان والإنقليس.
ذكر فرس البحر هو الذي يحمل الصغار :
بيد أن فقدان الجينات على مر العصور ليس السبب الوحيد وراء حدوث التغييرات البيولوجية لدى فرس البحر. ففي سياق متصل يوضح ماير قائلا: "عندما يتضاعف الجين، فإن الجين الأول يؤدي دوره الأصلي، فيما يسمح الجين الآخر بحدوث طفرات أو بظهور وظائف أخرى". يذكر أن ألواحا عظمية تغطي جسم فرس البحر.
كما يعتقد ماير أن تضاعف الجينات قد يكون وراء حمل الذكر وليس الأنثى هي التي تحمل وتضع الصغار. وخلال التزاوج تضع الإنثى البيض في أكياس الذكر الذي يخصب البيض داخليا ويحمله داخله حتى يفقس ويُطلق النسل الجديد المكتمل في البحر.
ويؤكد ماير أن فرس البحر يسعى بالدرجة الأولى إلى تفادي لفت الأنظار إليه إذ "لا ترى هذا الحيوان يسبح في المياه بحثا عن الغذاء وإنما يلصق ذيله بالأعشاب البحرية أو في أحد الشعاب المرجانية وينتظر مرور أي شيء يمكن أن يقتات منه. فالطعام يأتي إليه ولا يبحث عنه". يذكر أن ذيل فرس البحر يتسم بالقدرة على التشبث بالأعشاب البحرية مما يجنبه الانجراف بقوة تيارات المياه. كما يمكنه تغيير لونه للتخفي من أعدائه.
المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.
الإبتساماتإخفاء