المدافع الكولمبي الذي دفع حياته ثمناً لتسجيله هدفا
بواسطة Taty2007 - عمل شخصي وCC BY 3.0 وhttps://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=9967357 |
لم يكن يتوقع أي شخص في العالم أن يروح لاعب كرة قدم ضحية هدف سجله في الشباك حتى لو كانت تلك الشباك هي شباك فريقه.
ففي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية والتي توجت البرازيل بلقبها، خلال إحدى مباريات الدور الأول سجل المدافع الشهير آنذاك أندريس إسكوبار هدفا في الدقيقة 34 من مباراة فريقه أمام أميركا صاحبة الأرض والجمهور.
هذا الهدف تسبب في وفاة مدافع إنتر ميلان الإيطالي، إذ سجل هذا الهدف في مرماه حيث لعب المهاجم الأميركي جون هاركس كرة عرضية بيسراه داخل منطقة جزاء كولومبيا لتجد إسكوبار الذي حولها بيمناه داخل الشباك بدلا من إخراجها خارج الملعب.
إسكوبار سقط أرضاً بعد تسجيله الهدف لكن زملائه اللاعبين قاموا بمواساته ليكمل المباراة، لكن هذا الهدف كان بمثابة الخروج المر لجيل ذهبي لكولومبيا بقيادة كارلوس فالديراما ذو الشعر الذهبي المميز.
هذا الجيل كان مرشحا آنذاك للفوز بكأس العالم قياسا على النتائج الرائعة في تصفيات أميركا الجنوبية لكنه سقط بهدف إسكوبار.
لم يكن أحد يتوقع أن تكون ردة فعل الجماهير الكولومبية على هذا النحو، فبعد عودته إلى بوغوتا وخلال إحدى الليالي بينما كان اللاعب خارجا من أحد المطاعم في مدينة ميدلين شمال غرب كولومبيا كان هناك ثلاث رجال قاموا بضربه، وبينما كان يهم بالهروب منهم متوجهاً لسيارته قام أحد الأشخاص بتوجيه مسدسه نحوه وقتله عقابا على هذا الهدف.
وجاءت هذه الصدمة الكبيرة لتهز كولومبيا بأسرها، إذ كان السبب في مقتل إسكوبار مراهنة كبار تجار المخدرات التي تشتهر بها البلد الواقعة في أميركا الجنوبية على فوز كولومبيا بهذه المباراة ليأتي إسكوبار ليضيع على المراهنين أرباحهم، وإذا بالمنتخب الكولومبي يودع البطولة من الأدوار الأولى.
وبعد يومين من الحادثة ألقت الشرطة الكولومبية القبض على اثنين من القتلة واعترفا بأنهما كانا مخمورين حينما أطلقا النار على مدافع المنتخب مدعين أنهما لم يتعمدا قتله.
شيع إسكوبار إلى مثواه الأخير في جنازة تقدمها رئيس الجمهورية وسط دموع المشيعين على مقتله ودفع حياته ثمناً لتعصب كروي مجنون.
وحفاظا على ذكراه منع الاتحاد الكولمبي ارتداء القميص رقم 2 عرفانا بتاريخ إسكوبار وتكريما لذكراه حتى قرر إيفان كوردوبا نجم كولومبيا الكبير وإنتر ميلان السابق ارتداء هذا القميص حفاظا على ذكرى إسكوبار ضحية التعصب والمراهنات.
نبذة عن هذا اللاعب :
كارلوس ألبرتو فالديراما بالاسيو، من مواليد 2 سبتمبر 1961 في سانتا مارتا في كولومبيا، وهو لاعب كرة قدم كولومبي، وقد قاد منتخب كولومبيا لكرة القدم للعب في كأس العالم لكرة القدم 1990 وكأس العالم لكرة القدم 1994 وكأس العالم لكرة القدم 1998، وقد شارك مع منتخب كولومبيا لكرة القدم في 111 مباراة وسجل 11 هدف.
بدأ مسيرته في عام 1981 مع نادي يونيون ماجدالينا، ولعب بعدها مع نادي مليوناريوس ونادي ديبورتيفو كالي، قبل أن ينضم إلى نادي مونبيلييه الفرنسي في عام 1988، وبعدها انتقل إلى نادي ريال بلد الوليد في عام 1990، قبل أن يعود إلى كولومبيا في عام 1992 ليلعب مع نادي اندبينديينتي ميديلين وأتلتيكو جونيور بين عام 1993 و1996.
و في عام 1996 لعب مع نادي تامبا باي الأمريكي ولعب مع نادي ميامي فوشيون في موسم 1998/1999، قبل أن يعود لنادي تامبا باي في موسم 2000/2001، وبعدها لعب مع نادي كولورادو رابيدس في موسم 2001/2002.
و قد أختاره بيليه ضمن قائمة أفضل 125 لاعب حي في مارس 2004.
الإبتساماتإخفاء