8 أطفال مجرمين اختاروا طريقاً مختلفاً لعمرهم
من النادر أن تشاهد جريمة ارتكبت من قبل طفل صغير، لذلك، عندما ظهرت هذه القضايا في حالات الأخبار، أُصيب القراء بالذهول، كما ظلت حاضرة في أذهانهم حتى بعد انتهاء المحاكمات بوقت طويل.
القتل هو جريمة كبرى، بل ربما تظل الدوافع التي تقود البالغين لارتكابها أمراً غامضاً. نتناول حالياً عدة جرائم ارتكبها أطفال بحق أطفال آخرين أصغر منهم سناً، وفي أغلب الأحيان مع فارق في السن يتراوح من 6 إلى 8 سنوات.
نعرض لكم في هذا المقال نظرة قريبة على بعض قضايا جرائم الأطفال :
1- إيريك سميث، 13 عاماً (1993) :
في سن 13 عاماً كان "سميث" يتعرض للمضايقة بسبب نظارته السميكة وشعره الأحمر الطويل ونمش وجهه بالإضافة إلى جحوظ عينيه وأذنيه الطويلة والتي يتوقع أن السبب فيها دواء للصرع كانت أمه تأخذه أثناء الحمل، قتل "سميث"، الطفل البالغ من العمر 4 سنوات "ديريك روبي" حيث خنقه وكسر رأسه بحجر كبير، وعند سؤاله عن سبب فعله ذلك، لم يعط إجابة واضحة، شخصه الأطباء النفسيين بمرض يسمى "الخلل الانفعالي المتقطع" حيث لا يستطيع المريض فيه السيطرة على انفعالاته، وظل في السجن 6 سنوات وتم رفض 5 التماسات لإطلاق السراح المشروط.
2- ليونيل تاني، 12 عاماً (1999) :
يعد ليونيل تاتي هو أصغر أميركي يدان بعقوبة السجن مدى الحياة دون إمكانية للإفراج المشروط. وكان تاتي قد تُرِك وحيداً مع تيفاني إيونيك (6 سنوات)، وهي طفلة كان يُفترض أن ترعاها والدته –كاثلين جروسيت تاتي- حتى تعود والدتها.
وبعد 45 دقيقة من اللعب مع الطفلة الصغيرة، أخبر تاني والدته بأن الطفلة لا تتنفس لأنه قام بخنقها وضرب رأسها بالطاولة بقوة.
في الواقع، تنوعت إصابات الطفلة بين تهتك في الكبد وكسر في الجمجمة، وكسر في أحد الضلوع، وتورم في الدماغ، وذكرت النيابة العامة أن إصابتها تعادل السقوط من ارتفاع ثلاثة طوابق.
كانت عقوبة تاتي مسار جدل شديد لأنه كان صغيراً للغاية ليواجه مثل هذه العقوبة الطويلة، حتى أن النيابة نفسها طالبت بالرفق في الحكم، وتقدمت باستئناف للطفل.
وأُلغِيت الإدانة عام 2004 على أساس أن كفاءته العقلية لم تُقيم بشكل كافي قبل المحاكمة، ليتم إطلاق سراحه ويظل تحت الإقامة الجبرية لمدة سنة، وتحت المراقبة لـ 10 أعوام. وارتكب تاني عدة جرائم بعد ذلك، ويقضي حالياً حكماً بالسجن لـ 10 سنوات، ومن المنتظر الإفراج عنه في 2018.
3- جوشوا فيليبس، 14 عاماً (1998) :
كان جوشوا فيليبس يلعب بمضرب "بيسبول" في المنزل بمدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا، قبل أن يضرب مادي كليفتون (8 سنوات) في العين مباشرة، ليتسبب ذلك في حدوث نزيف.
وقال فيليبس أنه شعر بالذعر والخوف من ردة فعل والده، لذا قام بخنقها بسلك الهاتف، وطعنها 11 مرة. أخفى فيليبس الجثة بعد ذلك تحت فراشه، حيث اكتشفتها والدتها بعد أسبوع من الحادثة. وبينما لم يثبت تشريح الجثة أي اعتداء جنسي، عُثر على جثة مادلين عارية من الخصر إلى أسفل.
ويبدو أن جريمة القتل ارتُكِبت بدافع خوف فيليبس من عنف والده، والذي كان سيغضب بشدة إذا اكتشف أن مادي قد أصيبت في منزلهم.
لا يملك فيليبس أي سجل عنيف من قبل، إلا أنه حصل على عقوبة توازي عقوبات القتل للبالغين، إذ أُدين بالقتل من الدرجة الأولى، وحصل على حكم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية للإفراج المشروط.
4- كريج برايس، 15 عاماً (1989) :
أصبح كريج برايس قاتلاً متسلسلاً قبل سن الـ 16 عاماً، إذ قتل 4 أشخاص في الحي الذي يسكن فيه بولاية رود آيلاند على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
في عمر الـ 13 ، وتحديداً عام 1987، اقتحم برايس منزلاً قريباً من منزله وطعن سيدة تُدعى ريبيكا سبينسر (27 عاماً) 58 طعنة، ما أدى إلى مقتلها. ولم تحم الشكوك حول برايس في هذه القضية حتى اعترف بارتكاب الجريمة بعد ذلك بعامين، وتحديداً بعدما استمر في جرائمه ليقتل3 جيران آخرين بينما كان منتشياً جراء تناول الماريجوانا وعقاقير الهلوسة.
الضحايا الـ3 هم جوان هيتون (39 عاماً) وابنتاه جينيفر (10 سنوات) وميليسا (8 سنوات)، وقد طعن كل منهم أكثر من 30 طعنة. كانت الجراح عميقة لدرجة أنها كسرت مقابض السكاكين، لتترك أجزاء منها داخل أجساد الضحايا.
في المحكمة، تحدث هيتون بلامبالاة عن صرخات الفتاتين، ولم يظهر أية عاطفة بينما يقص تلك التفاصيل المروعة، ومن بينها عض وجه أحد الضحايا أثناء طعنها.
ورفض برايس طلب المحكمة بالخضوع لاختبار نفسي خوفاً من أن تستخدم النتائج في إدانته بحكم بالسجن مدى الحياة، وبدلاً من ذلك، حصل على حكم بـ25 عاماً، إلا أن سلوكه العنيف داخل السجن يجعل من المستحيل إطلاق سراحه على الإطلاق.
5- أليسا بوستمانت، 15 عاماً (2009) :
استدرجت أليسا بوستمانت جارتها إليزابيث أولتن التي تبلغ من العمر 9 سنوات إلى الغابات، حيث قامت بخنقها، ثم شقت رقبتها ومعصميها، ثم دفنتها في جرف عميق.
بوستمانت هي فتاة من ولاية ميسوري، وقد كانت تمر بمراهقة مضطربة ولها تاريخ مع المعاناة من الاكتئاب، وإيذاء الذات، ومحاولات الانتحار.
في مذكراتها، كتبت بوستمانت قائلة "لقد قتلت أحدهم للتو. لقد خنقتها وشققت حلقها وطعنتها وهي الآن ميتة. لا أعرف كيف أشعر بحق الجحيم". وأضافت لاحقاً "لقد كان ذلك رائعاً. مجرد أن تتغلب على خوفك من فعل الشيء، يصبح الأمر ممتعاً. أنا الآن متوترة ومهتزة الآن بالرغم من ذلك. حسناً، علي الذهاب للكنيسة الآن.. تضحك".
والدة الضحية، وتدعى باتي بريس، وصفت بوستمانت بـ"الوحش الشرير"، وقالت أنها كانت تكره ابنتها، وذلك في أول يوم من جلسات الاستماع ضمن المحاكمة. أُدينت أليسا بالقتل من الدرجة الأولى، وجرى معاملتها مثل البالغين، لتحصل على حكم بالسجن مدى الحياة، دون احتمال للإفراج المشروط.
6- جيسي بوميروي، 11 عاماً (1871) :
ولد "جيسي" في "تشارلستون، ماستشوستس"، بدأ أفعاله القاسية تجاه الأطفال الآخرين عندما كان في سن 11 سنة، فقد أحتجز 7 أطفال في مكان منعزل وجردهم من ملابسهم وربطهم وعذبهم بالسكين وبوضع الدبابيس في أجسادهم، تم القبض عليه وكان من المفترض حبسه حتى عمر 21 عاماً، ولكن تم الإفراج عنه بعد عام ونصف بسبب حسن السلوك، ولكن بعد 3 سنوات تحول من السيئ للأسوأ حيث خطف وقتل فتاة في العاشرة من عمرها اسمها "كايتي كوران" وأشتبه في قتله طفل ذو 4 أعوام وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ومات في السجن لأسباب طبيعية في سن 72 عاماً.
7- ويلي بوسكيت، 15 عاماً (1978) :
وُلِد ويلي بوسكيت في هارليم بنيويورك لأب أودى بحياة شخصين بعد فترة قصيرة من ولادة ابنه، ليقضي حياته في السجن نتيجة لذلك.
عاش الطفل حياة مضطربة، وكان طفلاً عنيفاً يفتخر بهذا الأمر، لدرجة أنه أخبر سلطات الأحداث أنه سيصبح قاتلاً تماماً مثل والده.
ارتكب بوسكيت الصغير أول جريمة قتل في الـ 15 من عمره، إذ أطلق النار على رجلين وقتلهما في محاولتي سرقة مختلفتين، كما قتل أيضاً عامل مواصلات قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.
جرت معاملة بوسكيت كصغير تحت السن، وحصل على حكم بخمس سنوات يقضيها في منشأة للشباب، وهو الحكم الذي اعتُبِر مخففاً للغاية. ظهرت احتجاجات عنيفة ضد الحكم الصادر بحقه، مطالبة باستخدام قانون العقوبات في نيويورك والذي يسمح بمعاملته كبالغ في حالة الجرائم الكبرى كالقتل، ويحصل على نفس عقوبات البالغين.
وبعد إطلاق سراحه في العشرين من عمره، واصل بوسكيت حياة الجريمة، ليدخل السجن ويخرج منه أكثر من مرة ويحصل في نهاية المطاف على حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة الاعتداء والحرق أثناء وجوده في السجن عام 1989.
8- ماري بيل، 11 عاماً (1968) :
في اليوم الذي سبق عيد ميلادها الحادي عشر، استدرجت ماري بيل الطفل مارتين براون البالغ من العمر أربع سنوات في منزل مهجور بمدينة نيوكاسل شمال شرق إنجلترا. بعد ذلك بشهرين، خنقت طفلاً آخر يدعى برايان هاو (3 سنوات) حتى الموت.
كانت طفولة بيل وحشية للغاية، إذ كانت والدتها –بيتي- عاهرة حاولت سابقاً قتل ابنتها في أكثر من المناسبات، محاولة جعل الأمر يبدو كحادث. في إحدى تلك المناسبات، رأى أحد الشهود بيتي تعطي ابنتها أقراص دواء باعتبارها حلوى.
أقرت ماري نفسها بأنها تعرضت لاعتداءات جنسية متكررة، إذ أجبرتها والدتها من عمر الرابعة على الانخراط في أفعال جنسية مع رجال بالغين.
أثناء محاكمتها، قال الأطباء النفسيون الذين عينتهم المحكمة أن بيل تُظهر الأعراض العادية الكلاسيكية للمرض العقلي. وصفها القاضي بأنها خطرة، وأنها مازالت تمثل خطراً على الأطفال.
وبعدما قضت عقوبة بالسجن لـ12 عاماً، أُطلِق سراح بيل عام 1980، وعاشت تحت سلسلة من الأسماء المستعارة منذ ذلك الحين، وامتدت لتشمل حتى ابنتها التي أنجبتها في عمر السابعة والعشرين.
الإبتساماتإخفاء