الانقراض
الانقراض في علم الأحياء، هو نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من الكائنات الحية (الأنواع). تُعتبر لحظة موت آخر أفراد النّوع هي لحظة الانقراض عمومًا، على الرغم أنّه من الممكن أن يفقد أفراد هذا النوع القدرة على التكاثر والشفاء قبل تلك اللحظة. يُعدّ تحديدُ هذه اللّحظة أمراً صعباً نظرًا لضخامة النطاق المحتمل لأماكن انتشار هذه الأنواع، وعادة ما يتمّ بأثر رجعيّ. تؤدّي هذه الصعوبة إلى ظواهر مثل ظاهرة "تصنيف لازاروس lazarus taxa"، حيث تظهر فصيلة يفترض أنّها انقرضت فجأة (عادةً في السجل الأحفوري) بعد فترة من الغياب الواضح.
أكثر من 99 في المئة من جميع الأنواع التي عاشت على الأرض على الإطلاق -التي تصل إلى أكثر من خمسة مليارات نوع- اختفت من الوجود. تتراوح تقديرات عدد الأنواع الموجودة حاليّاً على كوكب الأرض بين 10 ملايين و 14 مليون نوع، تمّ توثيق 1.2 مليون منها فقط، أي أكثر من 86% من الأنواع الموجودة على الأرض لم يتمّ توثيقها بعد. في عام 2016، نشر مجموعة من العلماء تقريراً أكّدوا فيه أنّ عددَ الأنواعِ التي عاشت على الكرة الأرضيّة منذ بدء الحياة عليها أكثر من تريليون نوع، ولا تتجاوز نسبةِ الموثّق منها الواحد في المئة ألف.
خلال التطور، تنشأ الأنواع الجديدة من خلال عملية (الانتواع أو التَشَكّل التطوريّ لنَوْعٍ جَديد، speciation) -، حيث تنشأ أنواع جديدة من الكائنات الحية وتزدهر عندما تكون قادرة على إيجاد واستثمار بيئة ايكولوجيّة، وتنقرض الأنواع عندما لا تعود قادرةً على البقاء في ظروف متغيّرة، أو على الاستمرار ضدّ منافسةٍ متفوّقة. تمّ توطيد العلاقة بين الحيوانات وبيئاتها الإيكولوجيّة. ينقرض النّوع النمطيّ بشكلٍ عام في غضون 10 ملايين عام من أوّلِ ظهور له، على الرغم من أنّ بعض الأنواع -التي تسمى الأحافير الحية living fossils- تعيش بدون أي تغيير صرفي (موروفولوجي) لمئات الملايين من السنين.
تُعَدّ الانقراضات الجماعية أحداثاً نادرةً نسبيّاً. وبالمقابل، فإنّ الانقراضات المنفردة شائعة جدًا. لم يتمّ البدء بتوثيق حالات الانقراض إلّا مؤخّرًا، وازداد بعدها قلقُ العلماء من المعدّل الحالي للانقراض. لم يتمّ توثيق معظم الأنواع المنقرضة. يقدّر بعض العلماء أن ما يصل إلى نصف الأنواع النباتيّة والحيوانيّة الموجودة حاليًا، قد تنقرض بحلول عام 2100. أشار تقرير نُشرَ عام 2018 إلى أنّ ما يزيد عن 300 نوع ثديي سلاليّ قد مُحي خلال الحقبة البشريّة، وسيتطلّب الأمر من العصر الحديث الأقرب من 5 إلى 7 ملايين سنة ليعود لوضعه.
الانقراض وكيفية تحديده :
وينقرض النوع عند موتِ آخرِ عضوٍ موجودٍ منه. وبالتالي يصبح الانقراض يقينيّاً عند انعدام وجود أفراد باقون قادرون على التكاثر وإنشاء جيلٍ جديد. قد ينقرض النوع من الناحية الوظيفيّة عندما تنجو حفنةٌ من الأفراد فقط، لكنّها غير قادرة على التكاثر بسبب سوء الحالة الصحية والعمر، وانتشارها في مساحات متباعدة أو نقص الأفراد من الجنسين (في الأنواع التي تتكاثر عن طريق الاتصال الجنسي) أو لأسباب أخرى.
يتطلب التحديد الدقيق للانقراض (أو الانقراض غير الكامل الذي يعني انقراض النوع بالكامل مع بقاء أشكال سلالات معدّلة منه) لأحدِ الأنواع تعريفًا واضحًا لتلك الأنواع. في حال تمّ الإعلان عن انقراضها، فيجب أن تكون الأنواع المعنيّة قابلة للتمييز بشكل فريد عن أي نوع من الأنواع السلف، أو الأنواع الفرعيّة وأي نوع آخر ذي صلة وثيقة. يلعب انقراض الأنواع (أو الاستعاضة عنها بنوع فرعي) دورًا رئيسيًا في فرضية التوازن النقطي punctuated equilibrium hypothesis لستيفن جاي جولد ونيلز إلدريدج.
غالبًا ما يتم استخدام مصطلح الانقراض بشكل غير رسميٍّ في علمِ البيئة للإشارةِ إلى الانقراض المحليّ، حيث ينتهي وجود النوع في منطقة الدراسة المختارة، ولكنّه قد يبقى موجودًا في مكان آخر. وتعرف هذه الظاهرة بالاستئصال (extirpation). من الممكن أن يُتبع الانقراض المحلّي بنقل أفراد نفس النوع المنقرض محليّاً من مناطق أخرى إلى المنطقة التي حصل فيها الانقراض، وإعادة استقدام الذئب خيرُ مثالٍ على هذا. يطلق على الأنواع التي لم تنقرض بعد اسم "الأنواع الموجودة extant species". ويشارُ إلى الأنواع الموجودة ولكنّها تواجه خطر الانقراض صفة "أنواع مهددّة أو معرّضة للانقراض".
تعتبر محاولات الإنسان للحفاظِ على الأنواعِ المهدّدة بالانقراض أحد الجوانب المهمّة لظاهرة الانقراض حاليّاً، وتنعكس هذه المحاولات من خلال إنشاء حالة الحفظ "أنواع منقرضة في البرّيّة" (EW). ليس من المعلوم إذا كان للأنواع المدرجة في هذا الوضع من قِبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) أي عيّنات حيّة في البرية، ولا يتمّ الاحتفاظ بها إلا في حدائق الحيوان أو البيئات الاصطناعية الأخرى. بعض هذه الأنواع انقرضت وظيفيّاً، لأنها لم تعد جزءاً من بيئتها الطبيعية، وعودتها إلى البرّيّة أمر غير مرجّح. تحاول مؤسسات علم الحيوان الحديثة -عند الإمكان- الحفاظ على مجموعة قابلة للحياة من أجل الحفاظ على الأنواع وإعادة إدخالها في المستقبل إلى الحياة البرّيّة، من خلال استخدام برامج التربية المخطّط لها بعناية.
بعض أسباب انقراض الحيوانات :
- تدمير مواطن هذه الحيوانات، ويعّد هذا السبب من أهم الأسباب في انقراض الحيوانات، وهذا السبب ناتج عن الأعمال البشرية الجائرة في الأرض، فلكل حيوان بيئته الخاصة التي تكيف معها، والتي لا يستطيع العيش بعيداً عنها، حيث إن هذه البيئة توفر لهذا جميع مقومات حياته من مأكل ومشرب، وعند تدمير الإنسان لهذه البيئة، يفقد هذا الحيوان قدرته على العيش، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تدمير بيئة الحيوانات تجفيف الأراضي الرطبة، تدمير الحواجز المرجانية، وتحويل هذه البيئات لمناطق سكنية ومدن، بناء السدود والطرق.
- تجرئة البيئات الذي ينتج عنها تكسير لروابط التواصل والاتصال ما بين الحيوانات والأنواع النباتية، وهذه التجرئة تؤثر على قدرة الحيوانات في التنوع الوراثي، كما يحد من قدرتها على تقبل التغيرات المناخية.
- إدخال أنواع جديدة من الحيوانات إلى أنظمة بيئية جديدة، وهذه الحيوانات يتم إنتاجها من خلال الهندسة الجينية، و كما أن هذا الإدخال يكون من باب الصدفة أو من باب العمد أي بفعل الإنسان، وهذه الحيونات من الممكن أن تفترس الحيوانات القديمة، وتكون الحيوانات غير قادرة على مواجهتها، وبالتالي تعمل على أنقاص عدد الحيوانات بشكل كبير، كما أنها قد تحد من تكاثرها، ومن الممكن أن تتكيف هذه الحيوانات مع الحيوانات الموجودة أصلاً.
- انتشار نوع من الأمراض وكذلك الأوبئة يؤدي إلى قتل الحيوانات وخاصة الضعيفة، وهذه الأوبئة ناتجة عن التغيرات البيئة مثل الاحتباس الحراري أو ناتجة عن تدخلات الإنسان في الأنظمة البيئة.
- التلوث يعّد من أهم مهددات استمرار حياة أحد أنواع الحيوانات، فالتلوث يعمل على إضعاف البيئات الموجودة فيها الحيوانات، وبالتالي يحد من نمو وتطور هذه الحيوانات، وتجدر الإشارة إلى أنّ التلوث قد طال مختلف البيئات بكميات كبيرة، وخاصة مع تطور الصناعة، وبالتالي فإن انقراض الكائنات الحية يزداد سنة بعد سنة، وخاصة في فصيلة الحشرات.
- ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهذا الارتفاع ناتج عن التغير المناخي الذي تشهده الكرة الأرضية، وهذا التغير يؤدي إلى العديد من التأثيرات السلبية على الحيوانات.
- استغلال الحيوانات بشكل كبير لتحقيق الأرباح المادية دون الاكتراث بالأخطار التي تلحق بالحيوانات، مثل الصيد غير الشرعي للحيوانات البرية والبحرية، أو الصيد الجائر.
المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.
الإبتساماتإخفاء