إعلان

طائر الرخ الأسطوري - أضخم طائر على الإطلاق

طائر الرخ الأسطوري

طائر الرخ الأسطوري - أضخم طائر على الإطلاق

ترد في الأساطير القديمة والحكايات والروايات المتوارثة جيلا بعد جيل، العديد من الشخصيات والكائنات العجيبة والتي تكون قدراتها تفوق الخيال، وأشكالها تفوق الوصف. ومن هذه الكائنات العجيبة طائر الرخ الأسطوري، وتصف الحكايات والرويات ومنها قصص السندباد البحري في الكتاب المشهور ألف ليلة وليلة، إلى جانب الروايات هذا الطائر بأنه ذو حجم كبير وهائل وأن له مخالب قوية يستطيع أن يحمل فيلا كاملا بواسطتها، كما وتصفه الأساطير بأنه طائر لاحم ويتخذ اللون الأبيض في الغالب.

نبذة تعريفية عن طائر الرخ :

الرُخّ  طائر أسطوري هائل الحجم، تذكر بعض الروايات أنه قادر على حمل كركدن، وقد ورد ذكره في رحلات السندباد البحري في كتاب ألف ليلة وليلة

وقد ورد ذكره في رحلة ابن بطوطة عند حديثه في رحلة خروجه من الصين إلى الهند كما يعرف هذا الطير باسم روخ أو رخ (بالإنجليزية: Rukhkh)، ويرجع أصل ذكره للرحالة ماركو بولو، الذي أشار إليه في وصفه لمدغشقر والجزر الأخرى قبالة ساحل أفريقيا الشرقية، كما تمّ ذكره في الحكايات العربية، حيث تمّ وصفه بكونه طائر كبير استطاع حمل الفيلة والحيوانات الأخرى الكبيرة ليتغذى عليها.

حقيقة طائر الرخ العملاق :

طائر الرخ هو طائر كبير يقال إنه انقرض في القرن السابع عشر الميلادي ويذكر أنه من فصيلة العقبان الكبيرة، وتم ايجاد بيضه بالقرب من المحيط الهندي وتحديدا في جزيرة مدغشقر، حيث أن الأشخاص الذين عثروا على بيض الرخ كانوا في حالة ذهول من حجم البيضة الكبير والذي كانت بطول 30سم. تعددت الأقاويل حوله ويقال إنه كان موجودًا في الزمن الذي عاش به العديد من العلماء حيث أن الباحثون توصلوا إلى الطيور العملاقة عاشت مع الإنسان منذ آلاف السنين، وهناك اعتقاد يميل إلى الحقيقة بعض الشيء وهو أن البشر هم من قتلوا الطيور والحيوانات كبيرة الحجم وكانوا سببًا رئيسيًا في انقراضها، وما يؤكد ذلك هو وجود العلماء لمجموعة من الحفريات والعظام الخاصة بطائر الرخ وكانت هذه الحفريات يظهر عليها آثار ذبح وصيد مما يؤكد استهداف البشر لها، حيث أن الحفريات والاثار الموجودة والتي تم العثور عليها أكدت أن البشر كانوا متواجدين في جزيرة مدغشقر منذ أكثر من 1500 سنة.

معلومات عن طائر الرخ :

تم ذكر طائر الرخ من قبل العديد من المؤرخين، حيث يؤكدون أنه تم ذكره من قبل العالم العربي "داوود انطاكي" حيث قال عنه أنه طائر ضخم بحجم الجمل ولكنه أرفع منه كما أنه يتميز بالبياض الشديد والعنق الطويل، وقال أيضًا أنه ليس في الطيور أعظم منه وأكد خلال حديثه عنه أنه هندي الأصل يأوي جبال سر نديب، وتحدث عن طائر الرخ أيضًا بطوطه واستشهد في حديثه عنه بموقف حدث بالفعل حيث قال إنه عندما كان في اليوم الثالث والاربعين ظهر لنا في البحر جبل وكان ذلك عند طلوع الفجر فتعجب البحارة ودهشوا.

وذلك لأنهم كانوا على يقين أن هذا المكان من البحر لا يحتوي على جبال وأنهم أيضًا على بعد كبير من البر فما هذا الجبل الذي ظهر فاجأه، ولكن عند طلوع الشمس استطاعوا أن يروا الطائر الرخ والذي كانوا يظنون بأنه جبل قد ارتفع عن البحر، وبهذا أيضًا نكون قد تأكدنا من حقيقة وجود طائر الرخ الذي يظن الكثيرون بأنه طائر أسطوري لا وجود له ولكن بالاستناد إلى أقوال العلماء والحفريات التي وجدت يمكننا أن نقول إن طائر الرخ كان موجود بالفعل وانقرض في القرن السابع عشر الميلادي بفعل البشر والذين فضلوا القضاء عليه عن بقاءه.

حكاية عبد الرحمن المغربي مع فرخ الرخ :

حكي أن رجلا من أهل المغرب كان جال الأقطار، وجاب القفار والبحار، فألقته المقادير في جزيرة وأقام فيها مدة طويلة، ثم رجع إلى بلده ومعه قصبة ريشة من جناح فرخ الرخ، وهو في البيضة ولم يخرج منها إلى الوجود، وكانت تلك القصبة تسع قربة الماء، وقيل : إن طول جناح فرخ الرخ حين خروجه من البيضة ألف باع، وكان الناس يتعجبون من تلك القصبة حين رأوها، وكان هذا الرجل اسمه عبد الرحمن المغربي، واشتهر بالصيني لكثرة إقامته هناك، وكان يحدث بالعجائب، منها ما ذكره من أنه سافر بحر الصين مع جماعة فرأوا جزيرة على بعد، فأرسى بهم المركب على تلك الجزيرة، قرأوها عظيمة واسعة، فخرج إليها أهل تلك السفينة ليأخذوا ماء وحطبا ومعهم الفؤوس والحبال والقرب وذلك الرجل معهم فرأوا في الجزيرة قبة عظيمة بيضاء، لماعة طولها مائة ذراع، فقصدوها.فنتفوا ريشه من جناحه، ولم يقدروا على نتفها منه إلا بتعاونهم مع أنه لم يتكامل خلق الريش في ذلك الفرخ، ثم أخذوا ما قدروا عليه من 
فلما دنوا منها وجدوها بيضة الرخ، فجعلوا يضربونها بالفؤوس والحجارة والخشب حتى انشقت عن فرخ الرخ فوجدوه كالجبل الراسخ لحم الفرخ وحملوه معهم، وقطعوا أصل الريشة من حد القصبة وحلوا قلوع المركب وسافروا طوال الليل إلى طلوع الشمس ، وكانت الريح مسعفة لتلك السفينة وهي سائرة بهم.
فبينما هم كذلك إذ أقبل الرخ كالسحابة العظيمة وفي رجليه صخرة كالجبل العظيم أكبر من السفينة، فلما حاذى السفينة وهو في الجو ألقى الصخرة منها عليها وعلى من بها من الناس وكانت السفينة مسرعة في الجري فسبقت فوقعت الصخرة في البحر، وكان لوقعها هول عظيم فكتب الله لهم السلامة ونجاهم من الهلاك، وطبخوا ذلك اللحم وأكلوه (ألف ليلة وليلة ، 2/290).

والغريب أن المؤرخ الإغريقي هيرودوتس الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد تكلم عن هذا الطائر في كتابه، وأشار إلى نفس الأسطورة التي وردت في رحلة السندباد مع بعض المعطيات الجديدة، حيث ذكر أن هذا الطائر كان يسكن في جزيرة تدعى " سقطري" متاخمة للجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، والتي كانت تتميز بكثرة نباتات اللبان المستعمل في تحضير البخور والذي كان يعد أثمن المنتجات في العالم القديم، وقد كان العرب في ذلك الوقت يتخذون بعض الحيل في تحصيل تلك الأعشاب التي كانت تبيعها لدول المجاورة لها كمصر واليونان والفرس والروم.

طائر الرخ والرحالة ابن بطوطة:

يقول الرحالة ابن بطوطة في كتاب"الرحلة ، ابن بطوطة : 520" :
ولما كان اليوم الثالث والأربعين، ظهر لنا بعد طلوع الفجر في البحر، بيننا وبينه نحو عشرين ميلا ، والريح تحملنا إلى صوبه ، فعجب البحرية وقالوا : لسنا بقرب من البر، ولا يعهد في البحر جبل، وإن اضطررتنا الريح إليه هلكنا فلجأ الناس إلى التضرع والإخلاص، وجددوا التوبة، وابتهلنا إلى الله بالدعاء، وتوسلنا بنبيه صلى الله عليه وسلم، ونذر التجار الصدقات الكثيرة، وكتبتها لهم في زمام بخطي وسكنت الريح بعض السكون، ثم رأينا ذلك الجبل عند طلوع الشمس قد اترفع في الهواء، وظهر الضوء فيما بينه وبين البحر، فعجبنا من ذلك، ورأيت البحرية يبكون ويودعون بعضهم بعضا، فقلت ما شأنكم ؟ قالوا : إن الذي تخيلناه جبلاً هو الرخ، وإن رآنا هلكنا، وبيننا وبينه إذ ذاك أقل من عشرة أميال، ثم إن الله تعالى من علينا بريح طيبة، صرفتنا عن صوبه، فلم نره، ولا عرفنا حقيقة صورته، وبعد شهرين من ذلك وصلنا جاوة، ونزلنا إلى سمطرة، فوجدنا سلطانها الملك الظاهر قد قدم من غزوة له


الإبتساماتإخفاء