إعلان

الجاثوم - يخنقك في النوم ويجعلك تصرخ دون جدوى

الجاثوم - شلل النوم

الجاثوم - يخنقك في النوم ويجعلك تصرخ دون جدوى

الجاثوم، أو الجافون، أو شلل النوم (بالإنجليزية: Sleep Paralysis)؛ جميعها مصطلحات تصِف نوعًا من الأرق أو اضطراب النوم الذي قد يحدث أثناء النوم أو عند الاستيقاظ منه، وفي كلتا الحالتين فإنّ الجاثوم يتضمّن حركة العينين السريعة والمتزامنة مع الأحلام المزعجة كجزءٍ من مرحلة حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid Eye Movement) من النوم، المصحوبة بارتخاءٍ تامّ في عضلات الجسم، وعند الاستيقاظ قبل انتهاء هذه المرحلة فإنّ الشخص يُدرك حقيقة عدم قدرته على الحركة أو الكلام، وربّما يهلوس البعض أثناء ذلك، إضافةً إلى الإحساس بمشاعر مضطربة مليئة بالخوف والتخيّلات؛ كرؤية شخص في المكان، أو تصوّر شبحٍ، أو شيطانٍ، أو ساحرة، أو الإحساس بشيء يضغط على الصدر أو يخنق الشخص، أو أيّ شكلٍ آخر من أشكال الخوف والرعب، وتستمر نوبة الجاثوم هذه ما بين بضعِ ثوانٍ إلى دقيقةٍ أو دقيقتين، وخلال هذا الوقت تحدث وظائف الجسم كالتنفس بشكلٍ طبيعي، إلّا أنّ الخوف والإحساس بالشلل هو ما يقلق الشخص، وفي الحقيقة يتمكّن الشخص من التحرّك والتحدّث بشكلٍ طبيعي بعد انتهاء نوبة الجاثوم.

ووفقًا لباحثي النوم، فإنّ الجاثوم ما هو إلّا دليلٌ على عدم قدرة الجسم على التحرّك بسلاسةٍ أثناء النوم، وإنّ ارتباطه بالمشاكل النفسيّة العميقة يُعدّ أمرًا نادر الحدوث، وعلى مرّ القرون لطالما حاولت الثقافات المختلفة وصف الجاثوم بطرق عديدة وربطه بوجود تخيّلاتٍ وشخصيّات شريرة ظهرت في القصص والأفلام الخيّاليّة؛ مثل شخصيّة الجنية العجوز في رواية روميو وجولييت لشكسبير، ومن الأفلام فيلم الرعب الذي يحمل اسم الاختطاف الخارجي (بالإنجليزية: Alien abduction)، وعليه يُمكن القول أنّ كلّ ثقافة قديمة ألّفت القصص التي تعتقد ارتباطها بالجاثوم وما يتضمنه من شلل ورعب شديدين، ومن الجدير ذكره أنّ العديد من الأشخاص يُعانون من نوبات الجاثوم لمرّةٍ أو مرّتين في حياتهم؛ حيث يميل عدد نوبات الجاثوم إلى الانخفاض مع التقدّم في العمر، وعادةً ما يختفي، إلّا أنّه وفي بعض الأحيان قد تعاود النوبات الظهور من جديد على الرغم من أنّ المشكلة قد حُلّت سابقًا، وبشكلٍ عامّ لا يُسبب الجاثوم مشاكلًا على المدى البعيد.

أعراض شلل النوم :

مؤخراً استطاع العلماء اكتشاف أحد أسرار هذا الاضطراب ووصفه بطريقة علمية، وذلك بعد اكتشاف مراحل النوم المختلفة، ومعرفة جميع التغيرات الحيوية التي تصاحب كل مرحلة منها. وتتركز مرحلة النوم الحالم، التي تبدأ عادة بعد 90 دقيقة من بداية النوم، في الثلث الأخير من ساعات النوم قرب وقت الاستيقاظ، وتتميز بارتخاء كامل لعضلات الجسم جميعها، ماعدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العين الخارجية، ويَعرض فيها للنائم من الأحلام المسلسلة الواضحة ما يمكن أن يكون نتيجة لنشاط ذهني غني بالأحداث.

أسباب شلل النوم :

السبب في شلل النوم، هو خروج الإنسان من مرحلة النوم الحالم إلى مراحل النوم غير الحالم ومن ثم الاستيقاظ ووعيه بما حوله، إلا أنه - خلافا للطبيعي – لا يمكنه التخلص من خاصية الارتخاء العضلي الكامل التي تميز النوم الحالم، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والرعب الشديدين، نتيجة لرؤية بعض الأطياف المزعجة، والإحساس بالعجز والاختناق وعدم القدرة على الكلام والحركة. وتستمر نوبة شلل النوم ما بين ثوان قليلة إلى عدة دقائق تنتهي بعودة القدرة على الحركة والكلام، ومن ثم الاستيقاظ في حالة من الرعب والتوتر وحتى البكاء، نظرا لشعور الشخص أنه كان في حالة احتضار.

إن نوبات شلل النوم تصيب حوالي 3 من كل 10 أشخاص، وتبدأ ملاحظتها أولا في سن المراهقة، إلا أنها تصيب كلا من الجنسين في جميع الأعمار. ويمكن لهذا الاضطراب في النوم الحالم أن يصيب عدة أفراد في عائلة واحدة بصورة مكثفة. كما أن هناك أبحاث تؤكد أنه قد يكون له علاقة بالجينات، أي من الممكن أن يكون وراثياً.

وهناك من العوامل ما يساعد على حدوثه، حيث يُعد الحرمان من النوم أهم أسباب الإصابة بشلل النوم نظرا لفرط الارتخاء العضلي وكثافة مرحلة النوم الحالم التي يتميز بها من يعاني من الحرمان المفرط من الساعات الكافية من النوم، كمن يتعمد السهر لساعات طويلة ولا يأخذ ما يكفيه من النوم الجيد نظراً لارتباطاته العملية والاجتماعية. وفي نفس السياق يشير إلى أن القلق المفرط والتوتر الزائد، ووضعية النوم على الظهر، والإصابة ببعض الأمراض النفسية كاضطراب القطب الثنائي، أهم عوامل الخطر المساعدة على الإصابة بشلل النوم. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية المثبطة للنوم الحالم، كعلاجات الاكتئاب، قد يؤدي إلى الظهور المتكرر لهذه الحالة المزعجة.

وربما شلل النوم قد يكون أحد الأعراض الدالة على مرض النوم القهري (Narcolepsy) حيث يُعد أحد الأعراض الرئيسية لهذا المرض والتي منها نوبات النوم الفجائية، والوهن العضلي المُؤقت أثناء الاستيقاظ.

تشخيص الجاثوم :

علمياً هو حالة تتميز بشلل مؤقت للجسم بعد الاستيقاظ من النوم. بالغالب بعد الاستيقاظ من النوم بفترة وجيزة ويسمى [hypnopompic paralysis], ونادرا قبل وقت قصير من النوم ويسمى [hypnagogic paralysis]. من الناحية الفسيولوجية، وهو وثيق الصلة بالشلل الذي يحدث كجزء طبيعي من وضعية النوم REM (حركة العين السريعة)، والذي يعرف باسم REM atonia. يحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من نوم ال-REM، ولكن الشلل الجسدي ما يزال قائما. وهذا يجعل الشخص واعيا تماما، لكنه لا يتمكن من الحركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ان تكون هذه الحالة مصحوبه بالهلوسه. غالبا، يعتقد الشخص الذي يصاب بشلل النوم بأنه يحلم. لأن الشعور مشابه لشعور الشخص الذي يحلم لأنه لا يقدر على الحركة ومتجمد في مكانه، ويزيد من ذلك الشعور عنصر الهلوسة (بالإنجليزية: Hallucinatory)‏ حيث يرى الشخص عناصر خيالية في الغرفة، التي تكون شبيهه بالأحلام. لا يجب النظر إلى شلل النوم على أنه مرض خطير، لأنه لا يعدو في الغالب ظاهرة من ظواهر النوم المعروفة. ولا يوجد دليل على خطره المباشر أو تسببه في الوفاة، نظرا لاستمرار أداء عضلة الحجاب الحاجز واستقرار وظيفة التنفس ونسبة تشبع الدم بالأكسجين. ولذا، لا تحتاج معظم نوبات شلل النوم إلى علاج محدد، فمعظمها يكون نادر الحدوث، وتحتاج فقط إلى طمأنة المصاب، وشرح طبيعة الاضطراب. إلا أن تكرار حدوث النوبات يمكن أن يؤدي إلى توتر المريض أثناء النهار وقلقه قبل ساعات النوم خوفا من التعرض لها، مما يمكن أن يسبب الأرق المزمن. وفي هذه الحالة يجب زيارة طبيب اضطرابات النوم لمناقشة العوامل المؤثرة والاهتمام بتجنب الأسباب المثيرة كالحرمان المزمن من النوم وممارسة عمل المناوبات الليلية، والتأكد من خلو المريض من أي اضطراب نوم سلوكي أو عضوي آخر كانقطاع التنفس أثناء النوم.

علاج الجاثوم :

بالنسبة لعلاج شلل النوم، فهو يعتمد أساسا على انتهاج سلوك حياة صحي كانتظام مواعيد النوم والاستيقاظ، وممارسة الرياضة، والنوم لساعات كافية أثناء الليل، والنوم على أحد الجنبين بدلا من الاستلقاء على الظهر، إضافة إلى تجنب أسباب التوتر والسهر وعلاج القلق بالوسائل السلوكية.

وأيضاً يدخل العلاج في إمكانية وصف الأدوية المهدئة كدواء «كلونازيبام» أو علاجات الاكتئاب لتخفيف التوتر، وتثبيط مرحلة النوم الحالم في حالات محددة. وعند الحاجة للتأكد من عدم الإصابة بمرض النوم القهري يقوم طبيب اضطراب النوم بفحص المصاب واختبار نومه في مختبر اضطرابات النوم أثناء الليل، يتبعه إجراء اختبار الغفوات القصيرة أثناء النهار، وذلك لرصد كثافة مرحلة النوم الحالم في كلا الفحصين، والوصول إلى التشخيص الدقيق ومن ثم وصف العلاج الخاص بهذا المرض، ومن أهم ما يجب عمله في طرق الوقاية والعلاج هو:
- تنظيم مواعيد النوم.
- ممارسة نشاط رياضي.
- البعد عن التوتر وحل المشكلات اللي تحصل لك.

بالإضافة إلى ذلك، عند التعرض لشلل النوم، يوجد هناك ما يمكن فعله للحظات معدودة للتخفيف من القلق والخوف وتسريع عملية الاستيقاظ. حيث أنه يُنصح بتحريك أصابع القدم وعدم المقاومة وفتح العينين وإغماضهما بشكل مستمر، فذلك يُساعد على الإستيقاظ بشكل أسرع.

نصائح وإرشادات لحالات الجاثوم :

قد يزول الجاثوم من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، وفي حالاتٍ عدّة فإنّ يزول بتحسين عادات النوم وبيئته، ويُمكن اللجوء إلى الطبيب العامّ أو المُختصّ بأمراض النوم واستشارته بشأن أنسب الطُرق لحالة الشخص للسيطرة على هذا الاضطراب لديه، وبشكلٍ عام تتوافر العديد من النصائح المُمكن اتباعها للتغلّب على الجاثوم، ومن أبرزها ما يأتي: 
- الحصول على قسط كافٍ من النّوم أثناء الليل، أيّ ما يقارب ست إلى ثماني ساعات للبالغين يوميًا. 
- تنظيم أوقات النوم وجدولتها؛ حيث يجب الانتظام بساعة النوم وساعة الاستيقاظ من كلّ يوم. 
- تهيئة الأجواء للحصول على نوم مريح وهادئ ومظلم، والحفاظ على درجة حرارة المكان معتدلة بعيدًا عن السخونة أو البرودة.
- الامتناع عن شرب الكحول، والابتعاد عن شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين قُبيل وقت النوم. 
- تجنّب الوجبات الكبيرة، أو الوجبة المسائيّة الثقيلة بما لا يقلّ عن ساعتين قبل النوم.
- ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم بعيدًا عن ساعات النوم بما لا يقل عن أربع ساعات.
- تقليل التعرّض للأضواء خلال ساعات المساء، والاعتماد على الإضاءة الليلية المريحة.
- التعرّض الجيّد لضوء النهار خلال ساعات الاستيقاظ. 
- تجنّب القيلولة بعد الساعة الثالثة مساءً، مع الحرص على ألّا تزيد مدة القيلولة عن ساعة ونصف. 
- الابتعاد عن ممارسة الأعمال أو الدراسة في غرفة النوم. 
- عدم إبقاء التلفاز أو الأضواء مشتعلة أثناء فترات النوم.

المصدر : ويكيبيديا + مواقع إلكترونية.


الإبتساماتإخفاء