هل الميداليات الذهبية الأولمبية مصنوعة من الذهب الخالص ؟
الفائزون الثلاثة الأوائل في كل مسابقة أولمبية يفوزون بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. بينما يبدو أن الاسم يوحي بذلك، فإن الميداليات الذهبية الأولمبية ليست ذهبية بنسبة 100٪.
في وقت من الأوقات، كانت الجائزة الممنوحة للمركز الأول في أي مسابقة مصنوعة من الذهب الخالص حيث تم منح آخر ميدالية أولمبية ذهبية تم صنعها بالفعل من الذهب الخالص في عام 1912. لكن الميداليات الذهبية الأولمبية الآن مصنوعة في الغالب من الفضة. بالنسبة لهذه المسألة، فإن الميداليات الفضية في المركز الثاني ليست دائمًا فضية بنسبة 100 بالمائة أيضًا، على الرغم من أنها تحتوي على نفس كمية الفضة مثل الميدالية الذهبية. أما بالنسبة للميدالية البرونزية بالمركز الثالث، فستكون بالضبط كما يوحي به الاسم.
تاريخ الميداليات :
يعود أصل تسمية ميدالية إلى اللاتينية "medalia" أو "medalea" وأطلق عليها الفرنسيون في القرن الـ14 اسم "الحلقة". أما في العصر الحديث فإن مدلول "medaillon" في الفرنسية يحيل على "الوسام" أو "ميدالية كبيرة". وهي غالبا تصمم على شكل دائري، وفي حالات قليلة على شكل بيضوي، وتحمل نقوشا أو رسما أو أسماء وتواريخ في أحد وجهيها.
اقتصر الاحتفاء بالفائزين في الألعاب الأولمبية القديمة على تقديم غصن زيتون أو إكليل زيتون لهم من "الشجرة المقدسة" بالقرب من معبد "زيوس". لكن بعد إحياء تلك الألعاب على يد الفرنسي بيير دي كوبرتان عام 1896 أصبح الفائزون الثلاثة الأوائل في مختلف المسابقات يمنحون على التوالي ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.
وعلى غرار التطور الذي شهدته الألعاب الأولمبية منذ دورتها الأولى نهاية القرن الـ19، شهدت ميدالياتها الذهبية تدريجيا بعض التحولات، سواء من حيث الشكل أو العدد الذي بلغ 5130 ميدالية مخصصة لتتويج الفائزين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
أصل الميدالية الذهبية :
خلال القرن الثامن عشر ، منحت الأكاديمية الملكية الدنماركية ميداليات ذهبية للطلاب المتفوقين والمتميزين. تُمنح الميدالية الذهبية للكونغرس للأشخاص الذين أدوا أحداثهم في التاريخ والثقافة الأمريكية من قبل كونغرس الولايات المتحدة. تم منح الميدالية الذهبية للكونغرس لأول مرة عام 1776 للجنرال جورج واشنطن. تم منح أول ميداليات في الكونغرس للضباط العسكريين الذين شاركوا في الثورة الأمريكية في عام 1812. وفي وقت لاحق ، تم إنشاء العديد من فئات أخرى من جائزة الكونغرس. هذه الفئات هي الموسيقيين والمؤلفين والفنانين والممثلين والمستكشفين والطيران والعلوم وغيرها من المجالات. أصبح الصليب الأحمر الأمريكي أول منظمة يتم تكريمها بجائزة الكونجرس. بحلول عام 2013 ، حصل أربعة أشخاص على هذه الجائزة المرموقة.
مكونات الميداليات الأولمبية :
تصنع الميداليات عادة من المعادن، وتقسم إلى ثلاث أنواع ذهبية وفضية وبرونزية، وبلغ وزن الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو 2016 حوالي خمسمئة غرام مقابل 412 غراما في أولمبياد لندن 2012، في وقت كان وزن أول الميداليات الذهبية الأولمبية عام 1904 لا يتجاوز عشرين غراما من الذهب الصافي.
أما الميداليات العادية، فتشمل الواحدة منها ما بين ستة وعشرة غرامات ذهب من إجمالي وزنها، في حين تتكون باقي مكوناتها في حدود 93% من الفضة والنحاس.
وخصصت لأولمبياد 2016 بريو دي جانيرو 812 ميدالية ذهبية ومثلها فضية و864 برونزية، وهي تتميز بنفس الحجم والوزن، ويبلغ قطر دائرتها 85 ملليمترا، وتصنف (من خلال وزنها خمسمئة غرام) من أثقل الميداليات في تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية.
- نسب المكونات :
- الميدالية الذهبية : 98.8 % فضة (نقاوة : 92.5%) و 1.2 % ذهب (نقاوة:99.9%).
- الميدالية الفضية : 100% فضة (نقاوة : 92.5%).
- الميدالية البرونزية : 95% نحاس (نقاوة : 93.7%) و 5 % خارصين.
وتصمم الميدالية الأولمبية بأشكال وإبداعات مختلفة تعكس رموزا تاريخية وحضارية ورياضية، حيث صمم على سبيل المثال ميداليات أولمبياد لندن عام 2012 الفنان البريطاني واتكينز الذي استلهم وجهها الأمامي من آلهة "ناييك" التي تمثل تقاليد الأولمبياد ونهر التايمز الذي يمثل مدينة لندن، واستنبط في رسم وجهها الخلفي شعار أولمبياد لندن.
القيمة الحقيقية للميداليات الذهبية :
لم تتجاوز القيمة المادية للميدالية الذهبية في أولمبياد ريو 2016 بـالبرازيل حوالي 564 دولارا، مقابل سبعمئة دولار خلال أولمبياد لندن، والذي يعزى آنذاك إلى ارتفاع سعر الذهب والفضة.
ويقول المتخصصون إنه في حال تصنيع الميدالية كاملة من الذهب فإن قيمتها المادية ستبلغ 22 ألف دولار تقريبا، علما أن آخر ميدالية من الذهب الخالص بالألعاب الأولمبية منحت خلال أولمبياد ستوكهولم عام 1912.
أما الفضية فتبلغ قيمتها 305 دولارات، وتحتوي مكوناتها على خمسمئة غرام فضة، في حين تقل القيمة المالية للميدالية البرونزية، وهي تشتمل على 475 غراما من النحاس و25 غراما من الزنك.
يفوق التأثير المعنوي للفوز بالميداليات في قيمته أية محفزات مادية سواء للرياضي الفائز بها أو لبلده إلى درجة أن العديد من الدول المتقدمة أو النامية تمنح مكافآت مادية مجزية للرياضيين المتوجين بميداليات من مختلف الدرجات، من ضمنها إيطاليا التي تخصص مكافأة 182 ألف دولار لرياضييها المتوجين بذهبية.
أما روسيا فتقدم مبلغ 135 ألف دولار للفائز من رياضييها بالذهبية، و82 ألفا للفضية، و54 ألفا للبرونزية، والصين تمنح حوالي 78 ألفا لأصحاب الميداليات الذهبية، في وقت تصل مكافآت الولايات المتحدة للفائزين بمختلف الميداليات إلى 25 ألفا للذهبية و15 ألفا للفضية وعشرة آلاف للبرونزية.
جوائز أخرى :
لا يتم دائمًا منح الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. في الألعاب اليونانية الأصلية، تم وضع إكليل من أوراق الزيتون على رأس المنتصر وأخذ من شجرة بالقرب من معبد زيوس.
عندما أقيمت أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في أثينا عام 1896، مُنحت الميداليات الفضية للمركز الأول، حيث كان الطلب على الفضة أكثر في ذلك الوقت. حصل الوصيف على ميداليات برونزية. حصل الفائزون في أولمبياد باريس عام 1900 على جوائز أو كؤوس بدلاً من الميداليات.
بدأت العادة في منح الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في سانت لويس عام 1904. مُنحت آخر ميدالية ذهبية أولمبية مصنوعة من الذهب الخالص في ستوكهولم عام 1912. بعد ذلك العام، كانت الميداليات الذهبية فضية بدلاً من الذهب الخالص.
معادن صديقة للبيئة :
تميزت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو 2016 بوجود معادن صديقة للبيئة مع الذهب الخالي من شوائب الزئبق.فالزئبق والذهب عنصران يصعب كثيرا فصلهما عن بعضهما البعض . كما تم إعادة تدوير الفضة الاسترليني المستخدمة في الميداليات الفضية جزئيا (حوالي 30 ٪ من الكتلة). كما تم إعادة تدوير جزء من النحاس المستخدم في صناعة البرونز للميداليات البرونزية.
بعض الميداليات الذهبية الخالصة :
على الرغم من أن الميدالية الذهبية الأولمبية هي فضية أكثر من الذهبية، إلا أن هناك ميداليات ذهبية بالكامل، مثل الميدالية الذهبية للكونغرس وميدالية جائزة نوبل.
قبل عام 1980، كانت ميدالية جائزة نوبل مصنوعة من الذهب عيار 23 قيراطًا. و أحدث ميداليات جائزة نوبل هي 18 قيراط مطلية بالذهب الأخضر مع ذهب 24 قيراط.
الإبتساماتإخفاء