إعلان

تعظيم الروم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم

النبي صلى الله عليه وسلم والروم

تعظيم الروم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم

في حوالي سنة 629 للميلاد كتب النبي صلى الله عليه وسلم رسالة مختصرة مؤدبة لعظيم الروم (هرقل – Heraclius ) يدعوه فيها إلى الإسلام، ويذكره بمسؤوليته تجاه فئة من رعيته تدين بدين التوحيد (الأريسيون)، وحمل الرسالة دحية الكلبي ذلك الصحابي الجليل الذي حباه الله بصورة جميلة وهيئة تليق بالسفير، ما أضفى على الخطوة طابعا دبلوماسيا رفيع المستوى، خاصة مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ختم رسالته، واحترام النظم الإدارية، حيث أمر دحية بتسليم الرسالة إلى هرقل عبر عظيم الغساسنة ببصرى التابع لنفوذ الروم.

وقد كان هرقل في هذه الأثناء راجعا من غزو الفرس منتشيا بالانتصار، فأدركه كتاب النبي صلى اله عليه وسلم وهو في الطريق، وفي عاصمة ملكه إيلياء استقبل دحية ، واستلم الكتاب بحضور مترجم البلاط الروماني، ثم طلب منه أن يمهله حتى يتأمل في الكتاب وينظر فيه، فاستقصى الأخبار ودعا بعض العرب على رأسهم أبو سفيان بن حرب، فسأله عن هذا الرجل الذي يدعى محمدا في حوار شائق طويل .

كان هرقل شديد التدين، وهو ما دفعه للبحث عن الحقيقة وإيلاء هذه الرسالة ما تستحقه من الأهمية، فدعا دحية وأبلغه بإيمانه واقتناعه بهذا الدين حتى إنه قال (لو كنت عنده لغسلت عن قدميه)، ثم إنه جمع رعيته ودعاهم للإسلام فلم يجيبوه، فقيل إنه رجع عن دين الإسلام، وقيل بل أخفى إسلامه حتى مات سنة 641 م.

  • مآل كتاب للفائزين النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل :

 - قال #السهيلي في الروض [7/400]: (روي أن هرقل وضع كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتب إليه في ‌قصبة ‌من ‌ذهب تعظيما له وأنهم لم يزالوا يتوارثونه كابرا عن كابر في أرفع صوان وأعز مكان حتى كان عند إذفونش (ألفونسو) الذي تغلب على طليطلة وما أخذ أخذها من بلاد الأندلس ثم كان عند ابن بنته المعروف " بالسليطين " حدثني بعض أصحابنا أنه حدثه من سأله رؤيته من قواد أجناد المسلمين كان يعرف بعبد الملك بن سعيد قال فأخرجه إلي فاستعبرته وأردت تقبيله وأخذه بيدي، فمنعني من ذلك صيانة له وضنا به علي.).

- وقال #ابن_حجر [فتح الباري 1/44]: (أنبأني غير واحد عن القاضي نور الدين بن الصائغ الدمشقي قال حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال أرسلني الملك المنصور قلاوون إلى ملك الغرب بهدية فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها وعرض علي الإقامة عنده فامتنعت فقال لي لأتحفنك بتحفة سنية فأخرج لي صندوقا مصفحا بذهب فأخرج منه مقلمة ذهب فأخرج منها كتابا قد زالت أكثر حروفه وقد التصقت عليه خرقة حرير فقال هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر ما زلنا نتوارثه إلى الآن وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا فنحن نحفظه غاية الحفظ ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا ).

- ثم انتقلت الرسالة إلى جون ملك إنجلترا فقدمها إلى الملك الموحدي الناصري في أوائل القرن السابع الهجري، وبقيت في البلاط الموحدي برهة من الزمن، وربما تمكن ملوك أوروبا من استرجاعها.

- حاول #المولى_إسماعيل العلوي مرارا في أواسط القرن الحادي عشر استرجاعها من ملك فرنسا لويس الرابع عشر.

- ثم استقرت الرسالة أخيرا بطريقة من الطرق عند الملك عبد الله بن الحسين مؤسس مملكة الأردن ضمن وثائقه، فآلت بعده إلى أرملته ناهدة أمان حجازي، التي سلمتها قبل وفاتها لبعض المختبرات بالدول الإسلامية وغيرها، حيث أثبتت صحتها وأصالتها ونسبتها إلى العصر النبوي.
فيا ليت أحفاد هذا الملك العظيم يعقلون، فيعرفوا للعظماء مقامهم ومكانتهم.

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع :

-السيرة النبوية .

-كتب السنة: البخاري- مسلم

- الروض الأنف للسهيلي.

- فتح الباري لابن حجر.

-التراتيب الإدارية للكتاني.

- عالمية الإسلام: رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك لعبد الوهاب طويلة.

- سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمود شيت خطاب.

- مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة لمحمد حميد الله.


الإبتساماتإخفاء