البراكين
البَراكِين عبارة عن تشققات في قشرة الكواكب، مثل الأرض، وتسمح بخروج الحمم
البركانية أو الرماد البركاني أو انبعاث الأبخرة والغازات من غرف الصهارة
الموجودة في أعماق القشرة الأرضية ويحدث ذلك من خلال فوهات أو شقوق. وتتراكم
المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالاً أرضية مختلفة منها التلال
المخروطية أو الجبال البركانية العالية كالتي في متنزه يلوستون الوطني بأمريكا
الشمالية.
ويوجد في العالم نحو 500 بركان نشط ثلاثة أرباعها توجد فيما يطلق عليه حلقة النار
في المحيط الهادي، وأعلى الجبال النشطة في القارة الأمريكية هو جبل أكونكاغوا في
الأرجنتين حيث يصل ارتفاعه إلى 7 آلاف متر تقريباً.
أصل التسمية :
لا يوجد في معاجم اللغة العربية القديمة أصل لكلمة بُركان بضم الباء. بل كان يوصف
البركان بالنار كما حدث في وصف بركان المدينة المنورة في القرن السابع الميلادي،
وقد وصفها الطبري: ((وفي هذه السنة أعني سنة تسع عشرة سالت حرة ليلى ناراً ...)).
قد يكون الاسم أتى قبل أكثر من ألف سنة عندما تعرفوا على صقلية وسكنوا فيها لبضعة
قرون، إذ كانوا يسمونها بلد البراكين، أي صقلية. أي ربما تم تعريب كلمة فولكانو
vulcano الإيطالية التي تعني "الجبل المحترق".
قد يهمك أيضا :
لهذه الأسباب تعد هذه الكوارث البركانية هي الأعنف
الأجزاء الرئيسية للبركان :
المخروط البركاني: عبارة عن جوانب منحدرة مكونة من الحمم البركانية. وهو سيل
صهارة المواد المعدنية التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة
منصهرة، واللابة هي الصهارة المنسالة على السطح ثم تصلبت.
الفوهة: فُوَّهة البُرْكان منخفضة على شكل قُمْع أو قَصْعة على أسطح الكواكب أو
غيرها من الأجسام الأخرى في المجموعة الشمسية. وتتكون معظم فوّهات البراكين على
سطح الأرض بواسطة النشاط البركاني. وتنتج معظم هذه الفوهات البركانية عن
التفجيرات التي تنسف الجَمَرات وغيرها من الأنقاض الناشئة عن الانفجارات
البركانية. ومن النادر أن يزيد حجم مثل هذه الفوهات عن كيلومترين من جانب إلى
آخر. وتتكون الفوهات البركانية الأخرى عندما ينهار سطح الأرض في أعقاب ارتداد
الحمم البركانية من أعلى. وقد تكون كل من المنخفض الذي تشغله البحيرة البركانية
في أوريغون بالولايات المتحدة وفوهة كيلاويا في هاواي بسبب أحد الانهيارات.
وتسمَّى فوهات البراكين الهابطة ذات القطر الذي يزيد على كيلومتر واحد فوهة
بركانية ضخمة وتسمى الفوهات البركانية الأقل هبوطًا فوهات صغيرة. وتعدّ الفوهات
البركانية أكثر شيوعاً على القمر، وعلى الكواكب الأخرى غير الأرض. ولكن معظم
الفوهات البركانية على هذه الأجسام هي فوهات تأثيرية تكونت بفعل تأثير أحجار
النيازك.
المدخنة: وهي الأنبوب الذي يصل بين خزان الصهارة تحت الأرض والفوهة والذي تصعد
منه الصهارة. وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق
البركان. وبجانب المدخنة الرئيسية، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات
الثانوية.
اللوافظ الغازية: وهي سحابة الأبخرة والغازات والرماد البركاني.
المواد البركانية :
- يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد منصهرة (صهارة) وغازات.
الحطام الصخري: ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع
والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني. ويشتق الحطام الصخري من
القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع الحمم والمواد الغازية
المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها
منها الكتل الصخرية، والقذائف والجمرات، والرمل والغبار البركاني.
- الغازات: تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء، وهو ينبثق بكميات
عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه
الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجارات وسقوط
الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها
ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة، ينفث البركان
غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين ومركبات الكبريت والنتروجين ومركبات
الكربون والأوكسجين.
- الحمم: هي كتل سائلة تلفظها البراكين، وتبلغ درجة حرارتها بين 800 درجة مئوية
و1200 درجة مئوية. وتنبثق الحمم من فوهة البركان، كما تطفح من خلال الشقوق
والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسور التي تنشئها الانفجارات وضغط كتل
الصهير، وتتوقف طبيعة الحمم ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث
منه وهي نوعان:
- حمم خفيفة فاتحة اللون: وهذه تتميز بعظم لزوجتها، ومن ثم فإنها بطيئة التدفق
ومثلها الحمم التي انبثقت من بركان بيلي (في جزر المرتنيك في البحر الكاريبي) عام
1902 فقد كانت كثيفة لزجة لدرجة أنها لم تقو على التحرك، وأخذت تتراكم وترتفع
مكونة لبرج فوق الفوهة بلغ ارتفاعه نحو 300 م، ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم
نتيجة للانفجارات التي أحدثها خروج الغازات.
- حمم ثقيلة داكنة اللون: وهي حمم بازلتية، وتتميز بأنها سائلة ومتحركة لدرجة
كبيرة، وتنساب في شكل مجاري على منحدرات البركان، وحين تنبثق هذه الحمم من خلال
كسور عظيمة الامتداد فإنها تنتشر فوق مساحات هائلة مكونة لهضاب فسيحة، ومثلها
هضبة الحبشة وهضبة الدكن بالهند وهضبة كولومبيا بأمريكا الشمالية.
- المواد البركانية الصلبة: وهي الاجزاء التي تتكون منها الصخور البركانية وهي:
المقذوفات البركانية: وهو تجمد الصهارة والحمم البركانية المقذوفة إلى السطح.
صخر الخفاف: عبارة عن رغوة سيليكاتية تتخلها الغازات.
- رماد بركاني: ناتج من تفتت وتناثر قمة الصهارة المتجمدة في عنق البركان تحت
تأثير الضغط والبخار، وهي تتصلب بسرعة.
- المواد البركانية السائلة الصهارة والحمم (اللابة): تتألف من المواد السائلة من
الحمم التي تنساب مشتعلة من فوهة البركان إلى مسافات بعيدة أحيانا ومدى سيولة
الحمم يخضع لعدة عوامل. مثل انحدار الأرض، وطبيعة الصهارة واللابة (لزجة أو
مائعة) وتعتمد نسبة اللزوجة على نسبة السيليكا، وعلى قوة البركان.
- المواد البركانية الغازية: من أهم الغازات المنبعثة من البراكين:
بخار الماء.
مركبات الهيدروكربون.
ثاني أكسيد الكبريت.
التوزيع الجغرافي للبراكين :
تنتشر البراكين في نواحي متعددة على سطح الأرض، وهي تتبع في معظم الحالات خطوطا
معينة تفصل بين الصفائح التكتونية العظيمة وأظهرها:
النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار، فهو يمتد
على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى أمريكا الوسطى
والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر الوشيان ومنها إلى سواحل
شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفلبين ثم إلى جزر إندونيسيا ونيوزيلندا.
يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر
شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على
عمق نحو 5000 م، وترتفع فوق سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي
من قاع المحيط إلى قممها نحو 9000 م.
جنوب أوروبا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له. وأشهر البراكين النشطة
فيها بركان فيزوف بالقرب من نابولي بإيطاليا، وبركان جبل إتنا بجزيرة صقلية
وأسترو مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري.
مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز.
النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو.
البراكين الدائمة الثوران قليلة جداً على سطح الأرض، ومنها بركان سترمبولي، في
جزر ليباري، قرب جزيرة صقلية، المعروف بمنارة حوض البحر الأبيض المتوسط. أمّا
البراكين المتقطعة الثوران أو الهادئة نسبياً فهي الشائعة على سطح الأرض، حيث
يخمد النشاط البركاني فترة من الزمن، ثم يتجدد من جديد خلال فترة أخرى، ومنها
بركان أتنا في جزيرة صقلية. وهناك البراكين الخامدة، وفيها انخمد النشاط البركاني
تماماً منذ فترة زمنية طويلة، وأصبحت عرضة لنحت عوامل التعرية، التي تنحت جوانب
المخروط البركاني؛ ومن أمثلة الهياكل البركانية: شيبروك في المكسيك، وديفلزتور
(برج الشيطان)، في ولاية وايومنغ في الولايات المتحدة الأمريكية. يُقدر عدد
البراكين النشيطة بحوالي 600 بركان موزعة على سطح الأرض، ويتركز معظمها في أحزمة
توازي تقريبا مناطق الشقوق والتكسرات والفوالق الطبيعية متوزعة بمحاذاة سلاسل
الجبال حديثة التكوين.
وهناك توزيعان كبيران للبراكين:
الأول: "دائرة الحزام الناري"، وتقع في المحيط الهادي.
الثاني: يبدأ من منطقة بلوشستان إلى إيران، آسيا الصغرى، البحر الأبيض المتوسط
ليصل على جزر آزور وكناري ويلتف إلى جبال الأنديز الغربية في الولايات المتحدة.
وفيما يلي
- بعض أسماء البراكين في هذه المناطق:
- المكسيك: 10 براكين منها باريكوتين الذي ثار لأول مرة سنة 1934.
- أمريكا الجنوبية: 2
- نيوزيلاند: 6.براكين
- جوانا الجديدة: 30 بركانا.
- الفليبين: 20 بركانا.
- اليابان: 40 بركانا.
- منطقة محور البحر الأبيض المتوسط :
- الآزور: 5 براكين.
- الكناري:3 براكين.
- إيطاليا: 15 بركانا ومنها بركان فيزوف وسترومبولي الانفجاري وفولكانو.
- منطقة الأدرياتيك: 9 براكين ومنها جبل بيليه Pelee.
- المنطقة العربية وآسيا الصغرى: 6 براكين منها جبل العرب الانفجاري في سورية.
- منطقة الأخدود الأفريقي
- هاواي: 5 براكين.
- جزر غالاباغوس: 3 براكين.
- أيسلندا: 27 بركاناً.
- أفريقيا الوسطى: 5 براكين.
- أفريقيا الشرقية: 19 بركاناً.
- المحيط الهادئ :
- آلاسكا: 20 بركاناً منها بركان كاتاماي، وشيش الدين.
- كندا: 5 براكين منها رانجل
- الولايات المتحدة الأمريكية: 8 براكين ومنها راينر البركان هو تضاريس برية أو
بحرية تخرج أو تنبعث منه قوق. وتتراكم الصهارة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالاً
أرضية مختلفة منها الجبال المخروطية - البركانية العالية المشهورة.
فوائد البراكين :
للبراكين بعض المنافع في بعض الأحيان، غير أن الأضرار الرهيبة التي تحدثهـا، تجعل
منافعها محدودة بالمقارنة. ومن أهم الآثار الإيجابية للبراكين ما يلي:
إن المواد البركانية غنية بالمعادن المفيدة للصناعة والزراعة مثل: البوتاسيوم
والحديد والكبريت.ومن المعلوم أن التربة الغنية بالرماد البركاني من أخصب أنواع
التربة.
تستخدم مياه الينابيع الحارة، التي تنفجر نتيجة النشاط البركاني في التطبيب
والاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم.مثل: (عين نجم بالأحساء).
تستخدم المياه الحارة المنبثقة من جوانب البركان كمصدر للطاقة أحياناً وقد
استخدمت مثل هذه المياه في أيسلندا في الأغراض الزراعية، وذلـك بإيصالها داخل
أنابيب إلى مزارع خاصة مكيفة للحصول علـى النباتات الاستوائية. وفي إيطاليا
استعمل الدخان الأسود الناتج من الفتحات الغائرة تحت سطح الأرض في تشغيل المولدات
الكهربائية.
تكون فوهات البراكين بحيرات مياه قد يزيد قطرها على 3 كيلومترات، أو بحيرات مواد
كيميائية كالأحماض التي تعدّ ثروة طبيعية في حـد ذاتـها.
بناء أجزاء شاسعة من الأرض مثل هضبة الدكن بالهند وهضبة نهـر كولومبيا بأمريكا
الجنوبية.
من مخرجات البراكين الهامة الكبريت والذي ينتج من تكثف ثـم تجمد الغازات
الكبريتية المتصاعدة في الغازات البركانية.
أهمية البراكين :
يوجد في العالم حالياً نحو 916 بركاناً ناشط; أي أن هذه البراكين لا تزال تنبعث
منها مواد ملتهبة بشكل دائم أو متقطع. ويزيد عدد البراكين القديمة الخامدة عن
عشرات الألوف ؛ حيث توجد الصخور البركانية في معظم مناطق الأرض، وتكمن أهمية
البراكين في الآتي:
معرفة تركيب القسم الداخلي من قشرة الأرض والقسم الخارجي من الغلاف الأرضي؛ لأن
الحمم تصدر من هذا المستوى، عمق نحو 450 كيلومتر.
تدل على مواقع الضغط في قشرة الأرض ؛ إذ أن مواقع البراكين تتفق مع مواقع الضغط
في القشرة حيث توجد تصدعات مهمة وعميقة.
مصدر لتكون بعض المعادن ذات القيمة الاقتصادية.
يساعد الرماد البركاني على خصوبة التربة الزراعية.
يمكن استخدام حرارته لتوليد الطاقة الكهربائية
حصلت أكبر ثورة بركانية في التاريخ في تامبورا Tambora في جزيرة سامباوا
بإندونيسيا يوم 5-7 أبريل 1815 حيث قدرت حجم النواتج البركانية المقذوفة بحوالي
80 كم² والطاقة الناتجة عنه بحوالي 8.4*10(26) إرغ. وتكونت له فوهة قطرها 11 كم
وقتل بسبب ثورته 90.000 نسمة.
المصدر : وكيبيديا + مواقع إلكترونية.
الإبتساماتإخفاء