إعلان

تاريخ المغرب منذ الفتح الإسلامي

الحضارات الإسلامية التي عاشت بالمغرب

تاريخ المغرب منذ الفتح الإسلامي

للمغرب تاريخ طويل ومهم بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. قبل أن تسيطر عليه قوى أخرى مثل البيزنطيين. في القرن السابع للميلاد، دخلت الشعوب العربية المنطقة، و معهم الإسلام لأول مرة.

الفتح الإسلامي (700) :

بدأ الفتح الإسلامي للمغرب في منتصف القرن السابع الميلادي. واكتمل في أوائل القرن العشرين. انتشرت اللغة العربية والإسلام في المنطقة بعد الفتح الإسلامي. على الرغم من أنها جزء من خلافة إسلامية، فقد تم تنظيم المغرب في البداية كمقاطعة تابعة للمغرب الأدنى، وتعيين الحكام المحليين من قبل الحاكم المسلم في القيروان.

اعتنق البربر الأصليون الإسلام، لكنهم حافظوا على قوانينهم العرفية. كما دفعوا ضرائب وتكريم للإدارة الإسلامية الجديدة.

ثورة البربر (740-743) :

في عام 740م، تمرد الأمازيغ ضد الخلافة الأموية الحاكمة، مدفوعًا بتحريضات خوارج متدينة. بدأت الثورة بين القبائل البربرية في المغرب، وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء المنطقة. على الرغم من أن التمرد هدأ في عام 742م قبل أن يصل إلى أبواب القيروان، لم يتمكن الحكام الأمويون في دمشق ولا خلفاؤهم العباسيون من فرض حكمهم على المناطق الواقعة غرب إفريقية. خرج المغرب من السيطرة الأموية والعباسية، وتقسم إلى عدة دول بربرية صغيرة ومستقلة مثل بورغواطة، وسجلماسة، ونيكور، بالإضافة إلى تلمسان وتيارت، والتي تعرف حاليًا بغرب الجزائر. قام البربر بوضع دوبة إسلامية خاصة بهم. حافظ البعض، مثل بنو يفرن، على روابط مع الطوائف الإسلامية المتدينة، بينما بنى البعض الآخر، مثل بورغواطة، عقيدة توفيقية جديدة.

الدولة البورغواطية :

فبورغواطة هي إمارة أمازيغية نشأت في القرون الوسطى على الساحل الأطلسي للمغرب، وضمت الإمارة إتحادا من مجموعة من قبائل مصمودة. بعد فشل التحالف مع مُتمردي الخوارج الصفريين في المغرب ضد العباسيين، أقاموا مملكة لهم (744 - 1058) في منطقة تامسنا على الساحل الأطلسي بين آسفي وسلا بقيادة طريف المطغري.

يعتقد بعض المؤرخين أن كلمة بورغواطة هو تشويه صوتي لمصطلح برباراتي (من أصل بربر)، وهو اسم الشهرة لصالح بن طريف. ومن المعتقد أنه ولد في منطقة برباط (barbate) قرب قادس في إسبانيا. لكن جيروم كاركوبينو وغيره من المؤرخين اعتقد أن الاسم أقدم من تلك القبيلة هي نفسها التي سماها الرومان «باكاتيس»، الذين كانوا يعيشون قرب فولوبيليس حتى القرن السابع.

لا توجد تفاصيل وافية مُدونة عن بورغواطة، لكن معظم المصادر التاريخية المُتواجدة هي عن حكامها، وغالبا ما تأتي متناقضة وغامضة في السياق التاريخي. بيد أن أحد المصادر يبدو أكثر إثارة للاهتمام. يأتي المصدر من قرطبة في إسبانيا حوالي منتصف القرن العاشر، والكاتب هو من أهم المُدونين لبورغواطة والسفير البورغواطي لدى قرطبة أبو صالح زمور. هذا المصدر يعتبر الأكثر تفصيلا بشأن بورغواطة. وتم سرده من طرف أبو عبيد البكري، ابن حزم وابن خلدون، ورغم تفسيراتها تضم بعض وجهات النظر المتضاربة. اتبع تحالفُ البورغواطيين مع طائفة الخوارج. بعد هزيمة الخوارج في القيروان، بأفريقية (تونس) سنة 741، تراجع البورغواطيون في المغرب الأقصى إلى منطقة تامسنا حيث أسسوا فيها مملكتهم.

حكم البورغواطيون في منطقة تامسنا لأكثر من ثلاثة قرون (744 - 1058). تحت حكم صالح بن طريف، إلياس بن صالح (792 - 842) ؛ يونس (842 - 888) وأبو غفيل (888 - 913)، ضلت الإمارة القبلية موحدة، وأرسلت باستمرار ببعثات إلى القبائل المجاورة. لم تدم العلاقات الطيبة مع خلافة قرطبة طويلا حيث قُطعت مع حكام الأمويين القرن العاشر. وتذكر المصادر التاريخية أن أبي صالح زمور أبدا طاعته للحكم في الأندلس عام 963م.

هجومين للأمويين، فضلا عن الهجمات التي شنها الفاطميون قد صُدت من قبل بورغواطة. نشبت حرب عصابات مكثفة مع بني يفرن في القرن الحادي عشر، مما أضعف بورغواطة كثيرا، إلا أنها ما زالت قادرة على صد هجمات المرابطين (سقط الزعيم الروحي للمرابطين، عبد الله بن ياسين في معركة ضد البورغواطيين سنة 1058). وفي سنة 1149 تمكن الموحدون من القضاء على قوة بورغواطة السياسية والدينية.

قد يهمك أيضا :
الأدارسة - أول دولة إسلامية للمغرب
تاريخ المغرب قبل الإسلام
معركة أنوال
عبد الكريم الخطابي - مهندس حرب العصابات
حروب الريف

سلالة الإدارسة :

بدخول شمال المغرب تحت حكم الادارسة ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور إمارة في شمال المغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة المولاى إدريس بن عبد الله المحض العلوي الهاشمي، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية ودعمته حتى أنشأ دولته. هكذا تمكن من ضم كل من منطقة فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى ادريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم. بويع ابنه ادريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على وادي أم الربيع ونواحي فاس بالمغرب.

دولة نكور :

وكانت إمارة نكور أول إمارة إسلامية مستقلة بالمغرب الأقصى بعد ثورة الأمازيغ على ولاة بني أمية، كما أنها تمذهبت بالمذهب السني خلافا لباقي الإمارات المغربية الأخرى التي كانت على المذهب الصفري الخارجي. ظهرت إمارة نكور منذ سنة 123 هــ الموافق ل 744 م على يد صالح بنو منصور المعروف بالعبد الصالح الذي نزل بمنطقة تمسامان في الريف.

الدولة المغراوية :

تحت قيادة زيري بن عطية (ت. 1001)، تمكن المغراوة من بسط نفوذهم إلى فاس، ووسعوا دولتهم على حساب بني يفرن. وحين قامت ثورة ضد الأمويين، تمكن المنصور الأموي من إخمادها، إلا أن المغراوة تمكنوا من استعادة السيطرة على فاس. وتحت الحكام المتعاقبين، المعز (1001 - 1026)، حمامة (1026 - 1039) ودوناس (1039)، تمكن المغراويون من ترسيخ حكمهم في شمال ووسط المغرب.

الدولة المرابطية :

في حدود القرن الحادي عشر الميلادي ظهر في ما يعرف اليوم بموريتانيا مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلتي لمتونة وجدالة واستطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هاتين القبيلتين وينظمهما وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. وهكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة، وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069 م. بسط المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين سلطتهم على مجمل المغرب الحالي وبعض جهات الغرب الجزائري والأندلس ابتداء من 1086م وبهذه التوسعات يعتبر يوسف بن تاشفين أول ملك يوحد المغرب الأقصى من الشمال إلى الجنوب بعد أن قضى على كل الدول التي كانت تتقاسم المغرب منذ القرن 8 للميلاد.

الدولة الموحدية :

في بداية القرن 12 م تعاظم بالمغرب شأن المصلح الديني والثائر السياسي المهدي بن تومرت. حيث استقر بقرية تنمل بجبال الأطلس الكبير جنوب شرق مراكش. ونظم قبائل مصمودة من حوله بغرض الإطاحة بدولة المرابطين التي اعتبرها زائغة عن العقيدة الصحيحة للإسلام، كما سمى أتباعه بالموحدين. استطاع الموحدون بقيادة عبد المومن بن علي من السيطرة على المغرب الأقصى كله بحلول سنة 1147 م. كما تمكن من بسط نفوذه على شمال أفريقيا كلها والأندلس مؤسسا بذلك أكبر إمبراطورية بغرب المتوسط منذ الإمبراطورية الرومانية.

الدولة المرينية :

ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة وهي من أكبر القبائل الأمازيغية وقبل الملك كانوا بدوا في شرق المغرب يجوبون ما بين ملوية ومدينة فجيج واحيانا وصلوا حتى بلاد الزاب بأفريقية، ومعنى كلمة المرينيون: القبائل التي هلكت ماشيتها، وهم قبائل بدوية كان أول ظهور لهم كمتطوعين في الجيش الموحدي، واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269 م.

واستطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو بكر بن عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف يعقوب (1258-1286 م) أن يستولو على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248 م. مع حلول سنة 1269 م استطاعوا التخلص من آخر الموحدين في مراكش، وبدأوا بعدها في تنظيم جيش قوي حتى يمكنهم الاحتفاظ بالمناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران ومدينة الجزائر). عرفت الدولة أوجها أثناء عهدي أبو الحسن علي (1331-1348 م) ثم أبو عنان فارس (1348-1358 م) وازدهرت حركة العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.

حكم المرينيون المغرب لمدة قرنيين لم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي خلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم على الحدود الترابية للمغرب الأقصى. ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415 م والقصر الصغير 1458 وأصيلا وطنجة 1471 ومليلية 1497,ومن بعدهم حكم المغرب الوطاسيون وتنحدر أصولهم أيضا من قبائل زناتة الامازيغية.

منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانو بلا رأي، وضع هؤلاء تحت وصاية أقرابائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بتولى دور الوصتية (1373-1393 م). آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) استطاع أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. لم يدم الأمر على حاله وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعده في أيدي الوطاسيين.

الدولة الوطاسية :

الوطاسيون من سلالة امازيغية و هم وزراء بني مرين حيث اقتسموا السلطة في المغرب الأقصى، فكان نصيبهم منطقة الريف٬ استغلوا ضعف الدولة المرينية في اواخر عهدها، فاستولوا على السلطة، ودام حكمهم من 1471م إلى 1554م

الدولة السعدية :

انطلقت حركة الشرفاء السعديين من جنوب المغرب تحديدا من مناطق درعة. وقد اتخذت شكل مقاومة جهادية ضد المحتل الإيبيري للمدن الساحلية.

غير أن السعديين ما فتؤوا يتحولون إلى قوة عسكرية وسياسية تمكنت من فرض نفسها في غياب سلطة مركزية قوية قادرة على توحيد البلاد ودرء الاحتلال. وقد ساعد في بروز دولة السعديين سلسلة الانتصارات المتلاحقة التي حققوها والتي كللت بدخولهم مراكش سنة 1525م تم فاس سنة 1554م. وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب. لقد كان الانتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب، حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الاستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع أفريقيا. كانت وفاة المنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش.

سلالة العلوية :

الأسرة العلوية هي العائلة المالكة حاليًا في المغربية. يأتي الاسم العلوي من "علي" علي بن أبي طالب، الذي خلف خليفته شريف بن علي أمير تافيلالت عام 1631. كان ابنه مولاي الراشد (1664-1672) قادرًا على توحيد وتهدئة الأوضاع في البلاد. يعود نسب الأسرة العلوية لنسب الرسول محمد من ابنته فاطمة الزهراء وزوجها علي بن أبي طالب.

قام إسماعيل بن الشريف (1672-1727) بتعزيز المملكة من خلال إنشاء دولة موحدة في مواجهة معارضة القبائل المحلية. بما أن العلويين، على عكس السلالات السابقة، لم يكن لديها دعم من أي قبيلة أمازيغية أو بدوية، سيطر إسماعيل على المغرب من خلال تأسيس جيش تحت مسمى جيش عبيد البخاري.. وبهؤلاء الجنود طرد الإنجليز من طنجة (1684) والإسبان من العرائش عام 1689. لم يُحافض المغرب على وحدته بعد وفات مولاي إسماعيل. بسبب الصراعات عن السلطة التي تلت وفاته، أصبحت القبائل قوى سياسية وعسكرية مرةً أخرى. نجح محمد الثالث (1757-1790) في إعادة توحيد المملكة. تم التخلي عن فكرة المركزية وسمح للقبائل بالحفاظ على استقلاليتها. في 20 ديسمبر 1777، كان المغرب من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة الولايات المتحدة المستقلة حديثًا.

خلال حكم محمد الرابع (1859-1873) والحسن الأول (1873–1894)، سعى العلويون إلى تعزيز العلاقات التجارية، خاصةً مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة. تم تحديث الجيش والإدارة أيضًا لتعزيز السيطرة على القبائل الأمازيغ والبدو. في عام 1859، خاض المغرب حربًا مع إسبانيا. وحصل على الاستقلال في مؤتمر مدريد عام 1880، كما اكتسبت فرنسا نفوذاً كبيراً في المغرب. سعت ألمانيا لمواجهة النفوذ الفرنسي المتزايد، مما أدى إلى الأزمة المغربية الأولى 1905-1906 وأزمة أكادير عام 1911. في عام 1912 أصبح المغرب تحت الحماية الفرنسية من خلال معاهدة فاس.

معلومات تم تجميعها من ويكيبيديا.


الإبتساماتإخفاء