إعلان

8 أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة

8 أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة

8 أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة

الهرطقة (heretic)‏ ويطلق عليها أيضا الزندقة هي تغير في عقيدة أو منظومة معتقدات مستقرة، و خاصة الدين، بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يجعلها بعد التغير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه هذه الهرطقة.

يركز التعريف في هذه المقالة على السياق المسيحي بسبب الخلفية التي نشأت فيها الكلمة، لكن "الهرطقة" تنطبق في سياقات مختلف العقائد، الديني منها و غيره. و في السياق الإسلامي تستخدم الزندقة و"بدعة" للدلالة على المعنى ذاته فيما يتعلق بعقيدة الإسلام و فِرقه.

و تضم هذه القائمة أشخاصًا أُحرقوا على أيدي أتباع ديانات مختلفة بعد إدانتهم بالهرطقة. لا بد أن نراعي أن بعض من أعدموا حرقًا بتهمة الهرطقة كان إعدامهم في الحقيقة ذا خلفية سياسية، كالشاعر الألماني كيرينيوس كولمان والقائد جاك دي مولاي، الأستاذ الأكبر لفرسان الهيكل. في أوروبا المسيحية في العصور الوسطى، كان الحكم بالإعدام حرقًا يصدر من الكنيسة، غير أن المحكوم عليه كان يسلم إلى السلطات المدنية لتنفيذ الحكم فيه؛ إذ كان رجال الدين ممنوعين بحكم القانون الديني من تنفيذ أحكام الإعدام.

توماس كرانمر :

توماس كرانمر (2 يوليو 1489 - 21 مارس 1556) قائد عملية الإصلاح الإنجليزي وكبير أساقفة كانتربري خلال عهدي هنري الثامن ملك إنجلترا وولده إدوارد السادس، ولفترة قصيرة من عهد ماري الأولى. ساعد كرانمر في تدبير حيلة مناسبة لهنري الثامن ليتمكن من الحصول على الطلاق من زوجته الأولى كاثرين أراغون، وهو الأمر الذي تطور إلى انفصال الكنيسة الإنجليزية عن الكنيسة الكاثوليكية. وبمساعدة توماس كرومويل، ممرا قانونًا يجعل للملك السيادة المطلقة على الكنيسة في مملكته.

عينه هنري الثامن كبيرًا لأساقفة كانتربري في 3 ديسمبر 1533، وبتوليه هذا المنصب، أصبح مسؤولاً عن تأسيس الهياكل المذهبية والطقوسية لإصلاحات كنيسة إنجلترا. خلال فترة حكم هنري الثامن، لم يقم كرانمر بإجراء تغييرات جذرية في الكنيسة، وذلك بسبب الصراع على السلطة بين المحافظين المتدينين والمصلحين. ومع ذلك، نجح في نشر أول كتيب صلوات باللغة العامية، وهو كتاب الإرشاد والدعاء عام 1544.

وبتولي إدوارد السادس العرش، أصبح كرانمر قادرًا على القيام بإصلاحات رئيسية، فقد كتب وجمع أول طبعتين من كتاب الصلاة الأساسية، القداس الكامل للكنيسة الإنجليزية. بمساعدة من الاصلاحيين، وضع معايير دينية جديدة في مجالات القربان المقدس وعزوبية رجال الدين ودور الصور الدينية في أماكن العبادة، وتبجيل القديسين. أصدر كرانمر تلك المعايير الجديدة من خلال كتاب الصلاة وكتاب المواعظ وغيرها من المطبوعات.

وفي عهد ماري الأولى الكاثوليكية المذهب، حوكم كرانمر بتهمة الخيانة والهرطقة، وسجن لأكثر من عامين، وتحت ضغط من سلطات الكنيسة، قام بعمل عدة تعديلات وتظاهر بالإيمان بالعقيدة الكاثوليكية. ومع ذلك في يوم إعدامه، قال أنه ألغى تعديلاته الأخيرة، ليموت مهرطقًا بالنسبة للكاثوليك وشهيد عند البروتستانت. أعدم كرانمر حرقًا، ونثر رماده بعد وفاته.

جان دارك :

جان دارك (بالفرنسية: Jeanne d'Arc) الملقبة بعذراء أورليان (بالفرنسية: La Pucelle d'Orléans)، ولدت لعائلة من الفلاحين في الوسط الشرقي من فرنسا عام 1412، وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"، ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.

أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر في محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التي قضت ببراءتها من التهم التي وُجّهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة. تم تطويب جان دارك عام 1909، أعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920. جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم. ادّعت جان دارك بأنها رأت الله في رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية في أواخر حرب المئة عام. بعثها الملك غير المتوّج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة، تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدّت في نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.

أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر في السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.

جوردانو برونو :

جوردانو برونو المعروف أيضاً بـ نولانو أو برونو دي نولا (1548 في نولا ـ 17 فبراير 1600 في روما) كـان دارس ديني وفيلسوف إيطالي حكم علية بالهرطقة من الكنيسة الكاثوليكية. وهو فيلسوف إيطالي شهير. كان راهبا أيضا في البداية ولكنه انتقل من الدراسات اللاهوتية إلى الفلسفة فيما بعد. وقد اعتنق نظرية كوبرنيكوس عن دوران الأرض على الرغم من انها كانت محرمة من قبل رجال الدين آنذاك وذهب إلى أبعد منها آن ذاك بوضعه فرضية أن النظام الشمسى هو واحد من مجموعة نظم تغطى الكون في صورة نجوم وألوهية ولانهائية الكون. كما افترضت نظريته إن كل من النظم النجمية الأخرى تشتمل على كواكب ومخلوقات عاقلة آخرى.

ابتداءًا من عام 1593، حوكم برونو بالهرطقة من قبل الروم محاكم التفتيش الرومانية بتهمة إنكاره للعقائد اكاثوليكية الأساسية (بما في ذلك عقيدة الجحيم، والثالوث، والكرستولوجيا، وعذرية مريم، والاستحالة الجوهرية). ووجدته محاكم التفتيش مذنبًا، وفي عام 1600 عوقب حرقًا في روما في ساحة كامبو دي فيوري. بعد وفاته اكتسب شهرة كبيرة، وأعتبره عدد من الباحثين بشكل خاص في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين شهيدًا للعلم، وذلك على الرغم من أن المؤرخين قد جادلوا أن محاكمته كانت بسبب آرائه الفلسفية والدينية واللاهوتية وليس لآرائه الفلكية. ولا تزال تعتبر قضية برونو علامة بارزة في تاريخ الفكر الحر والعلوم الناشئة، وتعبيرًا من الكنيسة عن الندم قاموا بنحت تمثال له في ساحة كامبو دي فيوري.

جيرولامو سافونارولا :

جيرولامو سافونارولا (21 سبتمبر 1452 - 23 مايو 1498)، متدين وسياسي إيطالي، ينتمي إلى نظام الرهبان الدومينيكان. أُدرجت مؤلفاته في الطبعة الأولى (1559) لفهرس الكتب المحظورة. والآن هو ممنوح لقب خادم الرب، وقُدمت دعوى تطويبه في 30 مايو من عام 1997 من قبل أسقفية فلورنسا.

و كان زعيم فلورنسا منذ عام 1494 حتى إعدامه حرقا في عام 1498. واشتهر مصلحا دينيا وواعظا مناوئا للنهضة وحارقا للكتب ومحطما لما اعتبره فنًا غير أخلاقي. وخطب مهاجما بشدة ضد ما رأه فسادا أخلاقيا من جانب رجال الدين، وكان خصمه الرئيسي البابا إسكندر السادس. يُنظر إليه أحيانا باعتباره بشيرا لظهور مارتن لوثر والإصلاح البروتستانتي، رغم أنه بقي كاثوليكيا ورعا وتقيا طيلة حياته.

قورنت ممارسته الدينية بتلك الينسينية المتأخرة عنه، ورغم وجود اختلافات لاهوتية كثيرة.

في 13 مايو 1497، عزل الأب سافونارولا كنسيا من قبل البابا إسكندر السادس، وطالب في عام 1498 باعتقاله وإعدامه. لقد جعلته قلة دعم الفرنسي أقلية مقارنة مع حزب ميديشي المتنامي. وفي 8 أبريل، هاجم حشد دير سان ماركو ؛ تلى ذلك صراع دامي، قتل خلاله العديد من حراس سافونارولا وأنصاره المتدينون: استسلم مع أقرب مساعديه الراهبان دومينيكو دا بيشا وسيلفيسترو. واجه سافونارولا تهما من قبيل الهرطقة وافتراء النبوءات، والتحريض على الفتنة، وحتى جرائم أخرى، تسمى خطايا دينية من جانب بابا بورجي.

خلال الأسابيع القليلة التالية تعرض الثلاثة للتعذيب على المخلعة. ووقّع ثلاثتهم على اعترافات ؛ لقد استثنى التعذيب فقط ذراع سافونارولا اليمنى، ليكون قادرا على توقيع اعترافه، وهو ما فعله غالبا قبل 8 مايو. وفي ذلك اليوم أتم كتابة تأملاته عن الترنيمة 50 بعنوان Infelix ego، الذي ناشد فيه الرحمة من الله لضعفه الجسدي فاعتراف بجرائم يؤمن بأنه لم يرتكبها. ويوم إعدامه في الثالث والعشرون من مايو عام 1498، كان ما يزال يعمل على تأمل آخر حول الترنيمة 31، بعنوان Tristitia obsedit me.

اقتيد يوم إعدامه خارجا إلى ساحة السيادة إلى جانب دومينيكو دا بيشا وسيلفيسترو. جُرّد الثلاثة شعائريا من أثوابهم الدينية، أهينوا "كمهرطقين ومرتددين"، وبالنظر إلى ما يزيد على السلطات العلمانية لتكون احرقت. شنق الثلاثة بحبال على نفس العارضة ؛ وأشعل عليهم نار هائل من أسفل ؛ لقد أعدموا في نفس مكان إقامة "حرق الباطل". تم إلقاء رماد الثلاثة في نهر أرنو بجوار الجسر العتيق.

ماريا باربارا كاريّو :

ماريا باربارا كاريّو (بالإسبانية: Maria Barbara Carillo)‏ ـ (جيّان، 1625 ـ مدريد، 18 مايو 1721) هي امرأة إسبانية أُعدمت حرقًا بتهمة الهرطقة إبان عصر محاكم التفتيش الإسبانية، وهي الأكبر سنًا بين جميع من أُعدموا بإيعاز من ديوان التحقيق؛ إذ كان عمرها عند إعدامها يتراوح ما بين الخامسة والتسعين والسادسة والتسعين.

كانت كاريّو واحدة من آلاف من اليهود الذين عُمّدوا قسرًا، وقد حُكم عليها بالإعدام بتهمة الهرطقة لارتدادها إلى اليهودية؛ إذ اتُّهمت بممارسة طقوس الديانة اليهودية سرًا.

وليام تيندال أو تايندال :

وليام تيندال أو تايندال(1494 - 1538) باحث ومصلح إنكليزي بروتستانتي في القرن السادس عشر قام بترجمة الإنجيل إلى الإنجليزية المعاصرة له وبالرغم من وجود عدة ترجمات جزئية وأخرى كاملة بالإنجليزية القديمة للإنجيل منذ القرن السابع وترجمات أخرى بالإنجليزية الوسطي وبالتحديد خلال القرن الرابع عشر إلا أنه يعد أول من وضع ترجمة إنجليزية مستمدة من النصوص اليونانية والعبرية للإنجيل وأول من أستغل وسيلة الطباعة مما سمح بالتوزيع الواسع للإنجيل المترجم وفي عام 1535 تم اعتقال تاندال وحبسه في قلعة فيلفوورد خارج بروكسل لأكثر من سنة ومحاكمته بتهمة الهرطقة والخيانة وبعد ذلك شنق وتم حرقه على وتد.

يان هوس :

يان هوس، مولود باسم يان هوسنيك (في نحو 1372 - 6 يوليو 1415)، يلفظ أحيانًا جون هوس أو جون هاس، ويشار إليه في النصوص التاريخية باسم يوهانس هوس أو يوهانس هاس، كان لاهوتيًا وفيلسوفًا تشيكيًا، ترأسَ جامعة تشارلز، وأصبح مصلحًا كنسيًا وملهمًا للهوسيتية، وهو سلف هام للبروتستانتية وشخصية رئيسية في الإصلاح البوهيمي. وكان أيضًا مصلحًا للغة التشيكية المكتوبة. بعد جون ويكليف، منظّر الإصلاح الكنسي، يعتبر هوس المصلح الكنسي الثاني، إذ عاش قبل لوثر وكالفين وزوينغلي. أثرت تعاليمه بشكل قوي على دول أوروبا الغربية، وسريعًا في الموافقة على طائفة دينية بوهيمية مقوّمة، وبعد أكثر من قرن، على مارتن لوثر. كان هوس أستاذًا ورئيسًا وكاهنًا في جامعة تشارلز في براغ.

ولد يان هوس في هوسنيك في بوهيميا لأبوين فقيرين. وليهرب من الفقر، قرر التدرب في الكهنوت. سافر إلى براغ في سن مبكرة، حيث أعال نفسه بالغناء والخدمة في الكنائس. كان سلوكه حسنًا، وبحسب ما ورد، كان التزامه بدراساته «لافتًا». بعد نيله شهادة البكالوريوس في الآداب وتعيينه كاهنًا، بدأ هوس الوعظ في براغ. عارض الكثير من النواحي في الكنيسة الكاثوليكية في بوهيميا، كرؤاها حول الدراسات الكنسية والسمونية والأفخارستيا وغيرها من القضايا اللاهوتية.

حين انتُخب ألكسندر الخامس بابا، أُقنع بالوقوف مع سلطات الكنيسة البوهيمية ضد هوس وأتباعه. وأصدر مرسومًا بابويًا يقضي بطرد هوس من الكنيسة. إلا أنه لم ينفذ، وواصل هوس الوعظ. بعد ذلك، تكلم هوس ضد البابا المزيف جون الثالث والعشرين خلف ألكسندر الخامس بسبب بيعه صكوك الغفران. فنُفذ مرسوم طرد هوس، وأمضى العامين التاليين في المنفى. عندما اجتمع مجمع كونستانس، طلب من هوس الحضور لعرض آرائه حول الخلافات ضمن الكنيسة. وحين وصل هوس، اعتُقل على الفور ووضع في السجن. ومَثُل في النهاية أمام المجلس وطُلب منه التراجع عن آرائه. وحين رفض، أعيد إلى السجن. في 6 يوليو 1415، أُحرق على الوتد بتهمة الهرطقة ضد الكنيسة الكاثوليكية.

بعد إعدام هوس، رفض أتباع تعاليمه الدينية (المعروفون باسم «الهوسيتيون») انتخاب ملك كاثوليكي آخر وصدّوا خمس حملات صليبية بابوية متتالية بين عامي 1420 و1431 في ما عرف لاحقًا باسم الحروب الهوستية. ظل معظم سكان بوهيميا ومورافيا هوستيين حتى عشرينيات القرن السابع عشر، عندما أدت هزيمة البروتستانتية في معركة الجبل الأبيض إلى دخول أراضي التاج البوهيمي إلى حكم هابسبورغ طوال 300 سنة تالية، وخضوعها للتحويل الجبري على الفور في حملة مكثفة للعودة إلى الكاثوليكية. افتتحت هذه المعركة حرب الثلاثين عامًا.

ميغيل سيرفيت :

ميغيل سيرفيت (بالإسبانية: Miguel Servet، ولد في 29 سبتمبر 1511، فيانويفا دي سيخينا، وشقة، إسبانيا - توفي في 27 أكتوبر 1553، جينيف، سويسرا) اسمه الحقيقي هو ميغيل سيرفيتو إي كونيسا. هو فيزيائي، طبيب، مترجم، وعالم دين إسباني، تضمنت اهتماماته العديد من العلوم: علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية؛ والجغرافية، وعلم التشريع، ودراسة التوراة، والرياضيات، وعلم التشريح، الطب. يعد معروفاً في تواريخ بعض من تلك الحقول، خصوصاً في الطب وعلم اللاهوت.
كان ميغيل سيرفيت كما كان اسمه في موطنه الأصلي إسبانيا - طبيباً، ومارس الطبابة في أماكن كثيرة من أوروبا، وقام ببحوث طبية وعلمية جمة . ويزعم البعض أنه سبق الطبيب الإنجليزي ويليام ، بمدة قرن من الزمن، إالى اكتشاف الدورة الدموية . (وتناسى الجميع أن ابن النفيس سبق الاثنين في ذلك بقرون) .

غير أن ميغيل سيرفيت مشهور أكثر بأنه شهيد ! درس اللاهوت، كما درس الطب، ووجد نفسه غير قادر على قبول عقيدة الثالوث المقدس في شخص واحد، ولم يكن ليحبّذ اعتماد الأطفال . فراح ينشر أعمالاً كتابية توضح آراءه ووجهات نظره، الأمر الذي ورطه في مشاكل مع محاكم التفتيش في إسبانيا، فألقي القبض عليه، وحاكمته . ولكنه استطاع الهرب، ليعود فيلقى القبضُ عليه مجدداً في جنيف بسويسرا ، ويُعدم حرقاً بتهمة الهرطقة .

في 16 فبراير 1553، بينما كان سيرفيت في فيين، شجب كزنديق بواسطة غيلوم تري، وهو تاجر غني في جنيف وصديق جيد لكالفين، في رسالة أرسلها إلى أنتوين آرنيس، في ليون. بالنيابة عن المحقق الفرنسي ماثيو أوري، استوجب سيرفيتوس بالإضافة إلى آرنولي، وهو طابع "كرستيانيسمي ريستيتوتيو" (Christianismi Restitutio)، لكنهم أنكروا كل التهم وأطلق سراحهم لنقص الأدلة. طلب أوري من أنتوين آرنيس الرد إلى غيلوم تري، وطلب البراهين.

في 26 مارس 1553، بعث الكتاب والرسائل من سيرفيت إلى كالفين وتم إعادة إرسالها إلى ليون من قبل غيلوم تري. في 4 أبريل من نفس العام، اعتقل سيرفيت بواسطة السلطات الكاثوليكية الرومانية، وسجن في فيين. هرب من السجن في 7 أبريل. وفي 17 يونيو كان مداناً بالبدع بواسطة الاستقصاء الفرنسي، وحكم عليه بالحرق هو وكتبه. تم حرق تمثال له وكذلك كتبه في أثناء غيابه.


بقصد الهروب إلى إيطاليا، توقف سيرفيت في جنيف، حيث شجبه كالفين ومصلحوه. في 13 أغسطس 1553 حضر خطبة لكالفين في جنيف. عرف فوراً واعتقل، ثم سجن ثانية وتم مصادرة كل ممتلكاته.

لسوء حظ سيرفيت، كان كالفين في هذا وقت يحارب لإبقاء قوته الضعيفة في جنيف. صحة كالفين وفائدته للدولة جعلتاه لم يظهر شخصياً ضد سيرفيت. استعمل معارضو كالفين أيضا سيرفيتوس كذريعة لمهاجمة حكومة إصلاح جنيف الثيوقراطية. أصبحت المسألة مسألة سمعة لكالفين ليكون محرضاً لمحاكمة سيرفيت. ولكن نيقولاس دي لا فونتين لعب الدور الأكثر نشاطاً في محاكمة سيرفيتوس وتسجيل النقاط التي أداناه به.

في أثناء محاكمته، أدين ميغيل سيرفيت بتهمتين، إنكار اللاثالوثية (Nontrinitarianism) والإيصاء بها، ومعاداة معمودية الطفل (paedobaptism). قال ميغيل سيرفيت أن ذلك "هو عمل من الشيطان، وتزييف جهنمي لدمار المسيحية". بغض النظر عن السبب قوله لذلك، تصريحاته بأن التقاليد المسيحية المشتركة كانت "من الشيطان" عرقلت قدرته على التحالف بشكل كبير. على الرغم من هذا، شجب سيباستيان كاستيليو إعدامه وأصبح ناقداً قاسياً لكالفين بسبب كامل القضية.

بالرغم من أن كالفين اعتقد بأن سيرفيت يستحق الموت، تمنى على الرغم من ذلك بألا يكون بالحرق، بل بطريقة أرحم. أبدى كالفين هذه المشاعر في رسالة إلى فاريل، كتبها بعد أسبوع من اعتقال سيرفيت. في العالم البروتستانتي بازل تم منع بيع كتابه. آدان مارتن لوثر كتابته بتعابير صريحة. سيرفيت وفيليب ميلانختون كان لها وجهات نظر معاكسة بينهما. رأى أغلب المصلحين البروتستانت سيرفيتوس كشخص ثوري خطير، ولم يكن مفهوم الحرية الدينية موجوداً في ذلك الوقت. العالم الكاثوليكي أراد سجنه أيضاً وحكم عليه بالموت، مما دفع كالفين لمساواة صرامتهم.

في 24 أكتوبر 1553 حكم على سيرفيت بالإعدام حرقاً لإنكار الثالوث ومعمودية الطفل. حينما طلب كالفين بأن يعدم سيرفيت بالسيف بدلاً من الحريق، وبخه وليام فاريل، في رسالة بتاريخ 8 سبتمبر 1553، للتساهل الذي اعتبره لا داعٍ له. في 27 أكتوبر أحرق ميغيل سيرفيت خارج جنيف. سجل المؤرخون كلماته الأخيرة وهي: "السيد المسيح، ابن الله الأزلي، ارحمني". لم يبد كالفين أي ندم لتدخله في موت سيرفيت . لقد كان ذلك الرجل مثالاً لكثيرين حُكِمَ عليهم بالأعدام من قِبَل المحاكمات الكنسية في هذه الفترة.

هذه المعلومات تم تجميعها من موسوعة ويكيبيديا.


الإبتساماتإخفاء