إعلان

ماذا تعرف عن الشوكولا ؟ إليكم بعض الحقائق المثيرة

الشوكولا

ماذا تعرف عن الشوكولا ؟ إليكم بعض الحقائق المثيرة

الشوكولا هي مادة غذائية للتلذّذ، أبرز مكوّناتها هي مشتقّات الكاكاو، ويمكن أن يضاف إليها أنواع من المحلّيات مثل السكّر، كما يمكن أن يضاف إليها الحليب. عادةً ما يتمّ تناول الشوكولاتة والاستمتاع بها كمنتج نهائي، ولكن بالمقابل قد تكون مادّة أوليّة لتحضير مأكولات أخرى.

تعدّ الشوكولاتة إحدى أكثر المأكولات شعبيّة في العالم، وتدخل في تركيب الكثير من الحلويّات مختلفة الأشكال مثل المثلّجات (البوظة)، والكاتو، والرقائق المحلاة وغيرها. كما تستخدم الشوكولاتة أيضاً في إعداد بعض المشروبات مثل شراب الشوكولاتة الساخنة.

اكتشفت الشوكولاتة أوّل الأمر في قارة أمريكا الجنوبيّة، وذلك نتيجة انتشار شجر الكاكاو في تلك المنطقة. وكلمة شوكولاتة مشتقّة من اسم مشروب كان معروفاً في حضارة الأزتيك (في المكسيك) اسمه xocóatl (شوكواتل) أو xocolatl شوكولاتل (والذي يعني بلغة ناواتل الماء المرّ)، وكان يتألف من مزيج من الماء والكاكاو والفانيليا والفليفلة الحارّة.

أصل تسمية الشوكولا :

دخلت كلمة شوكولاتة إلى اللّغات الأوروبيّة عبر اللغة الإسبانيّة ومنها انتشرت إلى العالم. لا يعرف كيف دخلت كلمة Chocolate إلى الإسبانية، لكنّ أغلب الآراء تشير إلى أنّ الكلمة مشتقّة من لغة ناواتل، التي كانت مستخدمة في حضارة الأزتيك، وذلك من كلمة chocolātl شوكولاتل، والتي تشير عدّة مصادر إلى أنّها يمكن أن تكون مشتقّة من xocolātl شوكولاتل (ʃokola:tɬ)، والتي تجمع بين كلمة xócoc بمعنى مرّ، وبين ātl بمعنى ماء أو شراب.

على الرغم من ذلك، فقد أشار الباحث اللّغوي الأمريكي وليام برايت إلى أنّ كلمة chocolatl شوكولاتل غير موجودة في المصادر المكسيكية في حقبة الاستعمار، ممّا جعله يشكّك في أصل التسمية المذكور آنفاً. قدّم الكاتب المكسيكي فرانشيسكو سانتاماريا تصوّراً حول اشتقاق الكلمة مفاده أنّ الكلمة أصلها من كلمة chokol شوكول في لغة المايا اليوكاتية والتي تعني ساخن، ومن كلمة atl بمعنى شراب، أي أنّ معنى الكلمة من الشراب الساخن. يتوافق هذا الطرح مع عادات المايا في شرب الشوكولاتة ساخنة، وذلك على العكس من الأزتيك، الذين كانوا يشربونها باردة. في رأي آخر، يشار إلى أنّ التسمية مشتقّة من cacahuatl كاكاهواتل مشروب الكاكاو، وذلك من لغة ناواتل، لكنّ المستعمرين الإسبان بدّلوا كلمة caca بكلمة chocol من لغة المايا، والتي تعني ساخن، بحيث أصبحت الكلمة في النهاية chocolatl.[5]

نبذة تاريخية عن الشوكولا :

  • في أمريكا الوسطى :

عرفت الشوكولاتة في البداية في القارّة الأمريكيّة الجنوبيّة حيث تنتشر أشجار الكاكاو، وذلك على شكل مشروب. ففي موقع أثري يعود إلى حضارة الأولمك قرابة ساحل ولاية فيراكروز في المكسيك عثر على إناء يعود تاريخه إلى حوالي 1750 سنة قبل الميلاد عليه نقوش تظهر كيفيّة تحضير الشوكولاتة. وعلى الساحل الغربي الباسيفيكي للمكسيك في ولاية تشياباس، عثر في موقع أثري آخر يعود إلى حضارة موكايا Mokaya على أوانٍ استُخدمت في تحضير مشروبات من الكاكاو تعود إلى 1900 سنة قبل الميلاد.

في قبر من حضارة المايا يعود تاريخه بين 460–480 للميلاد، عُثر على أوانٍ منقوش عليها رسومات تشير إلى الكاكاو حسب نظام كتابة المايا، ذلك مع وجود بقايا من مشروب الشوكولاتة، ممّا يشير إلى أن المايا كانوا يشربون الشوكولاتة حوالي سنة 400 بعد الميلاد. تبيّن الوثائق في هيروغليفيّة المايا أنّ مشروب الشوكولاتة كان يحضّر في المناسبات، بالإضافة إلى الاستخدام اليومي. كان المايا يزرعون أشجار الكاكاو في الساحات الخلفيّة لمنازلهم، وكانوا يستخدمون بذور الكاكاو لصنع مشروب مرّ هو شراب الشوكولاتل.

بحلول القرن الخامس عشر، سيطر الأزتيك على قسم كبير من أمريكا الوسطى، وأدخلوا الكاكاو ومشتقّاته إلى ثقافتهم. ربط الأزتيك الشوكولاتة بالإله كيتزالكواتل، والذي طُرد من قبل الآلهة الآخرين حسب الأسطورة، وذلك بسبب مشاطرته الشوكولاتة مع البشر، كما أنه تعرّف على طريقة استخلاصه من الحبوب الجافة بإزالة قلب إنسان على سبيل التضحية. على العكس من شعب المايا الذين كانوا يحتسون الشوكولاتة ساخنة، فإنّ الأزتيك كانوا يشربونها باردة، وكانوا يضيفون إليها مزيجاً بتلات زهرة شجرة Cymbopetalum penduliflorum والفلفل الحار والفلفل الإفرنجي والفانيليا والعسل.

لم يكن باستطاعة الأزتيك زراعة وتربية أشجار الكاكاو بأنفسهم؛ إذ أنّ موطنهم في أعالي جبال المكسيك لم يكن ملائماً لذلك. لهذا السبب كان مشروب الشوكولاتة يُعدّ من المظاهر الفاخرة المستوردة إلى الإمبراطوريّة، كما أن مشروب الشوكولاتة كان يُعدّ من المشروبات المذهِبة للعقل، لذا فقد كان يُمنع عن النساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، كان أولئك الذين يعيشون في المناطق المحكومة من قبل الأزتيك ملزمين بعرض حبوب الكاكاو لسداد ما عليهم من التزام، حيث كانت بذور الكاكاو تستخدم عادة كعملة. على سبيل المثال، في النظام المالي عند الأزتيك كان الديك الرومي يكلّف 100 حبة كاكاو، في حين أنّ ثمرة أفوكادو واحدة طازجة تكلّف ثلاث حبات فقط لا غير.

  • في أوروبا :

حتى القرن السادس عشر، لم يكن الأوربيون يعرفون من قبل مشروب الشوكولاتة الذي كان شائعاً في أمريكا الوسطى والجنوبيّة. عندما كان كريستوفر كولومبوس في رحلته الاستكشافيّة الرابعة للقارة الأمريكيّة، وجد هو وابنه فرديناند حبوب الكاكاو من ضمن البضائع المخزّنة في قوارب الكانو التي استولوا عليها، ما يشير إلى أنّ تلك الحبوب كانت تُستخدم للتجارة. يُعتقد أن الكونكيستدور الإسباني إرنان كورتيس هو أوّل من صادف مشروب الشوكولاتة، إذ أنّ ذلك الشراب كان جزءاً من الروتين اليومي بعد العشاء للحاكم مونتيزوما، والذي كان يشربه بكثرة، حسبما أفاد كل من كورتيس والمؤرخ برنال دياث ديل كاستييو، أحد أعضاء الحملة الإسبانيّة على القارة الأمريكيّة.

عندما جلب كولومبوس حبوب الكاكاو معه عائداً إلى إسبانيا، لم يلقَ مشروب الشوكولاتة ذلك الترحيب الكبير، إلى أن قدّم الرهبان ذلك المشروب إلى البلاط الإسباني سنة 1544. ولتعديل مذاق مشروب الشوكولاتة المرّ الذي كان السكّان الأصليون لأمريكا يشربونه، أضاف الإسبان إليه السكّر والعسل. في سنة 1602، واصل مشروب الشوكولاتة طريقه من إسبانيا إلى النمسا، وخلال حوالي مئة سنة، انتشر شراب الشوكولاتة في أغلب أرجاء أوروبا. عُدّ شراب الشوكولاتة من المشروبات المقوّية، وكان يُنصح به كأحد المنشّطات الجنسيّة الطبيعيّة، وحتى القرن التاسع عشر كانت الشوكولاتة تباع في الصيدليّات كمستحضر للتقويّة.

أدّى ازدياد الطلب على الكاكاو وعلى الشوكولاتة إلى الحاجة إلى تأمين كمّيّة أكبر من العمّال من أجل الزراعة والحصاد، خاصّة أنّ تلك المهام كانت يدويّة؛ فقام الأوروبيون بالتالي بالتوسّع والاستثمار في سوق العبيد في البلدان الاستعماريّة مثل بريطانيا وهولندا وفرنسا، وذلك ما بين أوائل القرن السابع عشر الميلادي إلى نهايات القرن التاسع عشر. كانت الطواحين التي تستمد طاقتها من الرياح أو من جرّ الأحصنة هي المستخدمة لتسريع الإنتاج؛ لكن على الرغم من ذلك، كانت الكمّيّة المنتجة غير كافية للعموم، وكانت الطبقات الغنيّة هي الوحيدة القادرة على دفع الكلفة العالية، إلى أن أتت الثورة الصناعية والتي عجّلت من سرعة إنتاج الشوكولاتة من الحبوب باستخدام محرّكات بخاريّة. كان المخترع الفرنسي ديبوسون Debuisson أوّل من أنشأ طاحونة شوكولاتة تعمل بمحرّك بخاري، وذلك في أوائل القرن الثامن عشر.

أدّى ازدياد الكمّيّات المنتجة من الشوكولاتة إلى تطوير أساليب وتقنيات جديدة أحدثت تغييرات جذريّة في قوام ومذاق الشوكولاتة. في سنة 1815، طوّر الكيميائي الهولندي كونراد يوهانيس فان هوتن طريقة تعتمد على معالجة كتلة الكاكاو (سائل الشوكولاتة) بالأملاح القلويّة، ما أدّى إلى التخفيف من مرارتها. بعد فترة وجيزة، وفي سنة 1828 قام بتطوير أداة ضغط لإزالة حوالي نصف كمية الدهن الطبيعي (زبدة الكاكاو) من كتلة الكاكاو، ما جعل الشوكولاتة أرخص ثمناً من ناحية، ومن ناحية أخرى جعلها ذات ثباتيّة أكبر من ناحية الجودة. كان هذا التطوير خطوة نوعيّة في إنتاج الشوكولاتة، ومهّد للعهد الجديد لها.

أفادت الطريقة الهولنديّة في معالجة حبوب الكاكاو في تحويل الشوكولاتة إلى الشكل الصلب، وذلك عندما طوّر المخترع البريطاني جوزيف فراي Joseph Fry تقنيّة تجعل الشوكولاتة قابلة للقولبة بإعادة إضافة زبدة الكاكاو المذابة. كان الحليب يضاف في بعض الأحيان إلى مشروب الشوكولاتة وذلك منذ أواسط القرن السابع عشر، ولكن في سنة 1875 اخترع دانيال بيتر الشوكولاتة بالحليب، وذلك عن طريق مزج الحليب المجفف، الذي طوّره هنري نستله آنذاك، مع كتلة الكاكاو. في سنة 1879 تحسّن قوام ومذاق الشوكولاتة بشكل أكبر ممّا كان عليه، وذلك عندما اخترع رودولف لندت آلة القدر الصدفي.

بالإضافة إلى شركة نستله، ظهر عدد من الشركات المنتجة للشوكولاتة في سويسرا، كان أوّلها مصنع أسسه فرانسوا لوي كالييه François-Louis Cailler سنة 1819 في مدينة فيفي. أمّا في ألمانيا، فيُعد مصنع هالورين Halloren Schokoladenfabrik في مدينة هاله أوّل مصنع لإنتاج الشوكولاتة في ذلك البلد (سنة 1804)، ثم انتشرت المصانع هناك في عدّة مدن، أشهرها Jordan & Timaeus في دريسدن (سنة 1823)، وFranz Stollwerck & Söhne في كولونيا (سنة 1839)، بالإضافة إلى مصانع أخرى في برلين وبريمن. بدأ الإنتاج في التوسّع أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ومن بين تلك الشركات كادبوري في بريطانيا، والتي كانت تنتج الشوكولاتة المعلّبة منذ 1868.

كيفية إنتاج الشوكولا :

إنّ حوالي الثلثين تقريباً من الإنتاج العالمي من الكاكاو مصدره غرب أفريقيا، تحتل فيه دولة ساحل العاج الصدارة بحوالي 43%، وذلك حسب تقديرات منظّمة الكاكاو العالمية إنّ هناك العديد من سكّان العالم الذين يعتمد قوت عيشهم على الكاكاو، ويقدّر عددهم بحوالي 50 مليون شخص. إنّ الأبحاث العلميّة حول فكّ شيفرة المجموع المورثي (الجينوم) لشجرة الكاكاو يمكن أن تؤدّي إلى احتماليّة حدوث تطوير لمردود الإنتاج.

  • شجرة الكاكاو :

تصنع الشوكولاتة من ثمار (حبوب) الكاكاو. يظهر في الصورة شجرة كاكاو مثمرة بدرجات متفاوتة من النضوج.
تصنع الشوكولاتة من حبوب الكاكاو، والتي يحصل عليها من بذور ثمار شجرة الكاكاو Theobroma cacao، وتعني كلمة ثيوبروما Theobroma طعام الآلهة، وتلك التسمية أطلقها كارولوس لينيوس أول مرّة. وشجرة الكاكاو هي شجيرة صغيرة دائمة الخضرة طولها يتراوح بين 4 إلى 8 أمتار، يعود موطنها الأصلي إلى المناطق الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبيّة. تحتاج شجرة الكاكاو إلى تربة خصبة ذات ماء وفير، وهي عادةً ما تنمو ضمن الشريط على طرفي خط الاستواء بمقدار 20°، بحيث توفر تلك المناطق الظروف المناخيّة الملائمة لنموّ شجرة الكاكاو، وخاصّة فيما يتعلّق بالهطول المطري، إذ أنّ الشجرة تحتاج إلى معدّل سنوي مقداره حوالي 2000 مليمتر من الأمطار، ودرجات حرارة تتراوح بين 21 إلى 32 °س، مع العلم أنّ شجرة الكاكاو لا تتحمّل درجات حرارة أقلّ من 15 °س.

تكون الثمار، والتي تسمى أيضاً قرون الكاكاو، على شكل بيضاوي طولها بين 15-30 سم وعرضها بين 8-10 سم، ويختلف لونها حسب درجة النضج بين الأصفر إلى البرتقالي، ويصل وزنها إلى 500 غ عندما تكون ناضجة.

  • المعالجة :

بعد أن تقطف قرون الكاكاو (الثمار) من شجرة الكاكاو، وذلك باستخدام وسائل تقليديّة مثل منجل ماشيتي أو بإسقاط الثمار بضربها بالعصا، تجري عملية إزالة الحبوب مع اللبّ المحيط بها وتوضع في أواني وقدور على شكل أكوام، في حين أنّ القشرة ترمى وتطرح. تجري بعد ذلك عمليّة تخمير، حيث تقوم المتعضيّات الحيويّة بدورها حسب العمليّة، إذ أن الخميرة تعطي الإيثانول، وبكتريا حمض اللبنيك تعطي حمض اللبن، أما بكتريا حمض الخليك فتعطي حمض الخل. تدوم عملية التخمير حوالي الأسبوع، وهي تعطي عدّة منتجات وسطيّة لها تأثير على الطعم النهائي للشوكولاتة. من المهم إجراء عملية القطاف لقرون الكاكاو عندما تكون في حالة تمام النضج، لأنّه في حال كانت القرون غير ناضجة، فإنّ الحبوب ستكون ذات محتوى أقل من زبدة الكاكاو، أو أنّ كمّيّة السكّريّات في اللبّ الأبيض ستكون غير كافية من أجل التخمير، ممّا سيؤدّي في النهاية إلى طعم ضعيف للشوكولاتة الناتجة.

بعد انتهاء عملية التخمير ينبغي تجفيف الحبوب بشكل سريع من أجل تجنّب نموّ العفن. في حال كانت الظروف المناخيّة ملائمة، فإنّ عمليّة التجفيف هذه عادةً ما تتمّ بنشر الحبوب تحت أشعّة الشمس، وذلك لفترة زمنيّة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أيّام. تنقل الحبوب المجفّفة بعد ذلك إلى منشآت ومعامل صناعة الشوكولاتة، حيث تتمّ هناك عمليّة غسل لتلك الحبوب وتصفيتها من الأمور العالقة أثناء القطاف من أغصان وحجارة ومواد متبقيّة أخرى. تجري بعد ذلك عمليّة تحميص ثمّ عمليّة تقشير، من أجل إزالة قشرة كلّ حبّة للحصول على اللبّ، والذي يطحن فيما بعد ويسيّل، بحيث نحصل في النهاية على الشوكولاتة الصافية بالحالة السائلة، والتي تعرف باسم سائل الشوكولاتة، أو كتلة الكاكاو. تعالج كتلة الكاكاو فيما بعد للحصول على مكوّنين وهما مسحوق الكاكاو وزبدة الكاكاو.

  • مزج المكوّنات :

تمزج كتلة الكاكاو مع مكوّنات أخرى، يعتمد نوعها ونسبتها حسب نوع الشوكولاتة المراد تصنيعها. إنّ المواد الأساسيّة التي تمزج مع كتلة الكاكاو هي حسب النوع كالتالي:
الشوكولاتة الداكنة: زبدة الكاكاو، مسحوق الكاكاو، سكّر.
الشوكولاتة بالحليب: زبدة الكاكاو، مسحوق الكاكاو، حليب (عادي أو مجفف)، سكّر.
الشوكولاتة البيضاء: زبدة الكاكاو، حليب (عادي أو مجفف)، سكّر.

يضاف إلى كتلة الكاكاو عادة عامل استحلاب وذلك من أجل الحصول على قوام طري للشوكولاتة الناتجة، وذلك بنسبة أعظمية من 0.2%. يمكن لعامل الاستحلاب أن يكون طبيعيّاً مثل ليسيثين الصويا، أو صناعيّاً مثل بولي غليسيرول بولي ريسينوليات PGPR (رقم إي: E476)، وهو مشتقّ من زيت الخروع. يفيد عامل الاستحلاب بالتقليل من كمّيّة زبدة الكاكاو المضافة، مع المحافظة على مذاق الشوكولاتة المميّز في الفمّ.

تختلف نسب المكوّنات المضافة في المزيج حسب المصنّع، إذ أنّ لكل منهم لمسته الخاصة والمنتج النهائي المميّز بمذاقه، ولكن هناك نسب دنيا من زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو يجب أخذها بعين الاعتبار، وهذه النسب عادةً ما تحدّدها الهيئات والمنظّمات المختصّة بالجودة في البلدان المعنيّة. خاصّة أنّ بعض الأنواع الرديئة من الشوكولاتة يستخدم فيها مصنّعوها دهناً غير زبدة الكاكاو مثل الزيوت النباتية، كما يضيفون إليها منكّهات صناعيّة لتغطية غياب النكهة الطبيعيّة من الحبوب المحمّصة. على سبيل المثال، لا تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة حالياً بإطلاق اسم شوكولاتة على أيّ منتج غذائي يستخدم فيه زيوت نباتيّة مهدرجة كبديل عن زبدة الكاكاو، كما أصدر الاتحاد الأوروبي توصيات قانونيّة مشابهة فيما يخصّ ذلك الصدد.

إنّ القطعة الصلبة من الشوكولاتة تتكوّن من جسيمات دهنية من زبدة الكاكاو ذات بنية بلّورية صلبة، ممّا يعطي الشوكولاتة قوامها الصلب المتماسك. عند ازدياد درجة الحرارة، تصبح بلورات زبدة الكاكاو متعدّدة الأشكال قادرةً على التفلّت من الشبكة البلورية، بحيث أنّ الشوكولاتة في النهاية تصبح على شكل سائل (عملية انصهار). بإزالة المصدر الحراري أو بإجراء عمليّة تبريد تعود زبدة الكاكاو للتشكّل على هيئة بلّورات صلبة مرّة أخرى، والتي تكون متقاربة فيما بينها بحيث تصبح الشوكولاتة صلبة مرّة أخرى. تعتمد درجة الحرارة التي تكتسب عندها البلّورات الطاقة الكافية من أجل التفلّت من الشبكة البلوريّة الصلبة على نسبة محتوى الشوكولاتة من دهن الحليب، وعلى شكل جزيئات ذلك الدهن، بالإضافة إلى شكل دهن زبدة الكاكاو، إذ أنّ الشوكولاتة ذات المحتوى المرتفع من الدهن تنصهر عند درجات حرارة أقلّ.

بشكل عام، عند إجراء عملية التطبيع، تسخّن الشوكولاتة أوّلاً إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 45 °س، بحيث تكون كافّة الأشكال الستّة من البلّورات مصهورة. بعد ذلك، تبرّد الشوكولاتة إلى حوالي 27 °س، ممّا يسمح للأشكال IV وV لأن تتشكّل. عند درجة الحرارة تلك، فإنّ الشوكولاتة تميل لأن تتبلور على شكل بلّورات صغيرة (نوى تبلور)، والتي تسهم في نشر هذا النمط من التبلور في الشوكولاتة. تسخّن الشوكولاتة بعد ذلك إلى حوالي 31 °س، من أجل التخلص من الشكل IV، والإبقاء على الشكل V، وهو الشكل ذو القوام المفضّل. عند هذه النقطة، يؤدّي أي تجاوز لدرجة الحرارة بالتسخين الزائد إلى إفشال عملية التطبيع على الشكل V، بحيث يجب إعادة العملية من البداية. يمكن كحل بديل إضافة شوكولاتة مطبّعة ذات شكل نهائي متبلور إلى مزيج الشوكولاتة المراد تطبيعها، بحيث تفيد في تشكيل بلّورات زبدة الكاكاو على الشكل المطلوب. يمكن قياس مدى درجة التطبيع باستخدام آلة مقياسية، يعتمد المبدأ فيها على قياس درجة الحرارة اللازمة لبَلْورة وزن قياسي من الشوكولاتة عند تبريدها بشكل منتظم."

المنتجات :

تعدّ مهنة منتج الشوكولاتة بالإضافة إلى الشوكولاتي المهنتين الأساسيتين المترافقتين بإنتاج الشوكولاتة. يقوم منتجو الشوكولاتة بحصاد ثمار الكاكاو والمكوّنات الأخرى ومعالجتها من إجل إنتاج شوكولاتة التغطية، في حين أنّ الشوكولاتيّة يقومون باستعمال شوكولاتة التغطية لتحضير حلويات الشوكولاتة من قطع وقوالب وغيرها من المنتجات.

هناك تنوّع كبير في منتجات الشوكولاتة، والتي يمكن أن تسوّق وتباع على شكل قطع مغلّفة للاستهلاك المباشر، كما أنّ الشوكولاتة تستخدم لتحضير منتجات وحلويات أخرى مثل البرالين والتروفل والنوغة والمرصبان وغيرها. يتفنّن الشوكولاتيّة في تحضير الحلويّات الحاوية على الشوكولاتة وفي مزجها مع مكونات أخرى مثل الكريمة والمكسّرات وغيرها من المكوّنات.
أشهر البلدان في إنتاج الشوكولاتة هي بلجيكا وسويسرا وألمانيا، حيث يكثر في تلك البلدان وجود محلّات تبيع الشوكولاتة، وتقوم بطرح منتجاتها المعدّة يدويّاً للبيع، حيث تمزج كتلة الكاكاو مع المواد العطريّة والمنكّهات بوصفات خاصّة. تعدّ تلك المحلّات التقليديّة أماكن جذب للسيّاح من كافّة أنحاء العالم.

الجوانب الصحية :

تعدّ الشوكولاتة من المأكولات المحبّبة لدى الكثير من الناس، ولا توجد دلائل إلى حد الآن تشير إلى أنّ الشوكولاتة يمكن أن تسبّب الإدمان. كما أنّ الدلائل المادّيّة التي تشير إلى أنّ الشوكولاتة لها تأثير على الحالة النفسية للشخص غير كافية لتفسير الحالة، حيث أنّ العوامل النفسيّة لها كبير الأثر في هذا الخصوص. الشكولا أفضل علاج السعال بل أفضل من كل الأدوية المتاحة وهناك بحوث تتوقع أن تصبح الشكولا دواء رسمي للسعال مستقبلا.

هذه المعلومات تم تجميعها من موسوعة ويكيبيديا


الإبتساماتإخفاء