إعلان

الديمقراطية عند الحيوانات

الديمقراطية عند الحيوانات

الديمقراطية عند الحيوانات

في الوقت الحاضر تعد صناديق الاقتراع إحدى الوسائل التي تتخذ من خلالها قرارات المجموعة، ولكن البشر استخدموا في الماضي طُرُقًا عديدة في التصويت ليعبروا عن آرائهم عبر التاريخ. ومع ذلك، لسنا الوحيدين الذين يعيشون (أو يسعون للعيش) في مجتمع ديمقراطي: حسبما ذكرت دراسة جديدة تفيد بأن الكلاب البرية الأفريقية تصوت لاتخاذ قرارات المجموعة.

توصلت دراسة جديدة إلى أن هذه الكلاب تعطس لكي تقرر التوقف عن الراحة وبدء الصيد. واكتشف الباحثون أن معدلات العطس أثناء اجتماعات التحية -التي تحدث بعد، أو أحيانًا أثناء فترة الراحة- تؤثر في احتمالية مغادرة المجموعة للصيد بدلًا من العودة إلى النوم. وإذا بدأ الأعضاء المهيمنين الاجتماع فمن المحتمل أكثر أن يؤدي ذلك إلى الخروج للصيد، ويتطلب الأمر عطستين أو ثلاث كي تبدأ المجموعة. ولكن إذا رغب أحد الأعضاء الأقل شأنًا في بدء الصيد، فعليهم أن يعطسوا كثيرًا -حوالي 10 مرات- كي تخرج المجموعة للصيد. ويعتقد الباحثون أن هذا العطس يمثل الطريقة التي يصوت بها أفراد المجموعة على توقيت البدء في الصيد، خاصة وأن الكلاب الأقل مرتبة (وبالتالي الأكثر جوعًا) غالبًا ما تبدأ في الاجتماع.

وتعتبر القرارات المشتركة ضرورية للحياة الاجتماعية، وفي عالم الحيوانات، من النادر أن نعثر على نظام اجتماعي يقوم خلاله أحد الأفراد بإجبار باقي المجموعة على القيام بإجراء معين. ولكن بما أن الحيوانات لا يمكنها القيام بما يُسمى بدعاية ما قبل الانتخابات المحببة لدى السياسيين من البشر، يجب على الجماعات الاجتماعية أن يكون لديها أساليب مختلفة لاقتراح والحصول على الإجماع من أجل تنفيذ الأنشطة.

1- قردة البابون (الرباح): اتبعه أو اتركه

الديمقراطية عند الحيوانات

عندما ينطلق أفراد مجموعة البابون في البحث عن طعام، ربما يسلك العديد من الأعضاء اتجاهات مختلفة. ويجب على أعضاء المجموعة الآخرين أن يقرروا الاتجاه الذي يسلكونه، ولا تؤثر الهيمنة الاجتماعية على القرار الذي ستتخذه الأغلبية. ويبدو أن التحرك بشكل متعمد يعتبر أحد العوامل الهامة في إجبار الأفراد الآخرين على اتباع نفس الاتجاه -وهو أحد السلوكيات الموازية للبشر، خاصة وأن الناس يتبعون الشخص الذي يبدو أكثر ثقة.

2- الاقتراع الصوتي للسُّرقاط :

الديمقراطية عند الحيوانات

في جماعات السرقاط، يعتبر الترابط الاجتماعي حيويًا من أجل النجاة، ويجب الانتقال من مكان لآخر معًا. وسيُصبح السرقاط الذي ينتقل بمفرده شيئًا من الماضي في أقرب وقت. ولكي تنتقل المجموعة سريعًا إلى مكان جديد، سيصدر أحدهم "نداءً للتحرك". وإذا أصدر ثلاثة سراقيط أو أكثر نداءات بالتحرك خلال فترة وجيزة، ستُسرّع المجموع من حركتها، ولكن لا يؤثر نداء اثنين أو أقل على سُرعة التحرك. ففي عالم السراقيط، يعتبر الرقم ثلاثة إجماعًا بشكل واضح.

3- "صيحات" قرد الكبوشي المتقطعة :

الديمقراطية عند الحيوانات

تم رصد قرود الكبوشي بيضاء الوجه في موقع في كوستاريكا وهي تستخدم نداءات "زغردة" لإقناع المجموعة بالتحرك في الاتجاه المُفضل من قبل القرد الذي أطلق النداء. ومع ذلك، لم تنجح القرود المنادية دائمًا في تحريك المجموعة، ولا يبدو أن الوضع داخل المجموعة يتأثر باحتمالية إقناع المجموعة في التحرك. وعلى الرغم من عدم قيام الباحثين بالتفكير في احتمالية أن هذه النداءات تمثل شكلًا من أشكال التصويت، فهناك أوجه شبه بين استخدامهم لهذه النداءات وأسلوب العطس الذي تستخدمه الكلاب البرية.

4- تصويت نحلات العسل الاستطلاعية فيما بينها :

الديمقراطية عند الحيوانات

يمتلك نحل العسل نظامًا اجتماعيًا متقدمًا في ظل وجود نحلات عاملة، لديها مهام مختلفة. فعندما يكتظ أحد الأعشاش وتحتاج بعض النحلات إلى الانتقال خارجًا، تذهب نحلات الاستطلاع في مهمة للبحث عن موقع مناسب لبناء عُش جديد. وبالطبع، تعثر جميع النحلات على مواقع مختلفة وقد يعثر بعضهم على أكثر من موقع واحد.

وعندما يعودون إلى السرب، تقوم كل نحلة بأداء رقصة معينة تشير إلى اتجاهات كل موقع جرى اختياره. وبمرور الوقت، تتوقف بعض النحلات الاستطلاعية عن الإعلان عن موقعها، وسيتحول القليل منها إلى الإعلان عن موقع نحلة استطلاعية أخرى. وسينتقل السرب فقط عندما تستقر جميع النحلات الاستطلاعية التي ما زالت ترقص على الإعلان عن نفس الموقع. ويمكن لهذه العملية أن تستغرق أيامًا عديدة كي تكتمل، ولكن يُشبه ذلك شراء منزل دون رؤيته بناءً على أقوال الوكلاء العقاريين.

5- تصويت النمل بالأقدام :

الديمقراطية عند الحيوانات

يختار النمل الصخري، الذي عُثِر عليه جنوب إنجلترا، موقع العُش الجديد بناءً على جودة الموقع، مع وضع حجم المدخل والظلام ضمن المعايير المُقررة. ويبدو أن النمل يستخدم نظام تصويت بسيط، عبارة عن ترك موقع العُش إذا لم تدرك النملة أن جودة الموقع عالية بما يكفي. وعندما يتجمع عدد كاف من النمل في الموقع، تعتبر جودة الموقع مناسبة (أو ربما أفضل ما يمكن العثور عليه في المنطقة) وينتقل إليه النمل. وإذا انخفضت الجودة لاحقًا، ينتقل النمل بعيدًا إلى موقع آخر إلى أن يرحل عدد كاف من المُستعمرة عن العش الأصلي وينضم إلى الموقع الجديد. ويعتبر هذا النظام بسيطًا لكنه فعالًا على ما يبدو.

لا يعتبر التصويت لدى الحيوانات من المواضيع التي خضعت للدراسة بشكل مكثف، على الرغم من انتشار الأنظمة السياسية بين الحيوانات الاجتماعية وتوثيقه بشكل جيد، ولكن إذا فعل الكلب البري، والسرقاط، والنمل ذلك، يمكنك المراهنة بأن الأجناس الأخرى تفعل ذلك أيضًا.


المصدر : ذا كونفرزيشن و موسوعة الجزيرة


الإبتساماتإخفاء