الجزيرة المخيفة
قصة غريبة بعض الشيء لكنها حقيقة وليست من انتاج نتفلكس.
في أثناء الحقبة الاستعمارية للهند من قبل بريطانيا، وتحديدًا يناير 1880 استطاع فريق استكشافي بريطاني بقيادة موريس فيدال بورتمان من الوصول إلى جزيرة سينتينل الشمالية، حيث وجدوا الغابات الكثيفة تغطي الجزء الأكبر منها، ومع التتبع والتجوال عثروا على آثار لمساكن بدائية مهجورة.
قبل أن يهم الفريق البحثي بمغادرة الجزيرة عثروا على أسرة من السكان الأصليين للجزيرة مكونة من أب وأم وأربعة أبناء، قبض الفريق على هذه الأسرة ومن ثم اصطحبوهم معهم خارج الجزيرة تحديدًا إلي بورت بلير عاصمة جزر أندامان ونيكوبار.
كتب الضابط الاستعماري المسؤول عن هذه العملية أنه بعد أيام من خروجهم من الجزيرة مرضت الأسرة بكاملها مرضاً شديدًا توفي على إثره الأب والأم، وهو ما دفع الفريق لإعادة الأربعة أبناء مجددًا إلى الجزيرة مع كثير من الهدايا كما يقولون.
في أغسطس من العام 1981 وبينما سفينة الشحن "زهرة الربيع" محملة بنحو 16 ألف طن من علف الدجاج، ومتجهة به من بنغلاديش إلى أستراليا، تعرضت لعاصفة قوية حجبت أمامها الخيارات لتجد نفسها ليلا عالقة في شعاب مرجانية غير قادرة معها على الحركة.
في الصباح وجد طاقم السفينة المكون من 31 شخصًا أنفسهم أمام جنة على الأرض، فهم قريبون جدًا من إحدى الجزر الخلابة التي يبدو عليها أنها مهجورة، اطمأنت قلوبهم وقام قائد السفينة بمراسلة مقر شركة الشحن التابع لها من أجل حل الموقف.
أمر قائد السفينة طاقمه بمحاولة إنزال زوارق نجاة من أجل الوصول إلى الجزيرة، لكن البحر كان قاسيًا جدًا والرياح عاتية ومنعتهم من ذلك، فاستقر القائد على قرار البقاء على السفينة وانتظار المساعدة، خصوصًا أن السفينة فقط عالقة، وغير محتمل غرقها.
استمرت الحالة الجوية السيئة وتعطلت معها جهود فرق الإنقاذ في الوصول إلى السفينة العالقة، لكن مع إحدى مناوبات المراقبة لاحظ أحد أفراد الطاقم نشاطًا بشريا على الجزيرة، رأى أناسًا عراة بأحزمة حول خصرهم يخرجون من وسط الأشجار الكثيفة في اتجاه الشاطئ.
لقد كانوا مختلفين عن أي بشر رآهم من قبل، يحملون في أيديهم رماحًا وأقواساً وسهاماً وأسلحة بدائية جميعها من الخشب، ويلوحون بها نحو السفينة العالقة استشعر الطاقم أنهم أمام خطر محدق، فاتصل ربان السفينة بشركة الشحن طالبا منها إسقاط حزمة من أسلحة نارية على الفور من أجل الدفاع عن أنفسهم.
جاء في الرسالة: "إنهم رجال متوحشون، يقدرون بأكثر من 50 رجلًا، ويحملون أسلحة محلية الصنع وبدائية، وهم الآن على ما يبدو يصنعون زورقين خشبيين أو ثلاثة بغرض الوصول إلينا، حياة جميع أفراد الطاقم غير مضمونة."
لحسن الحظ، فإن نفس الظروف الجوية التي منعت طواقم الإنقاذ الهندية من الوصول إلى السفينة منعت كذلك السكان المحليين من الوصول إليها بزوارقهم الخشبية التي صنعوها، فيما أبقى قائد السفينة طاقمه متيقظًا وممسكًا بمسدسات إنقاذ مضيئة وبعض الأدوات الأخرى، لأجل مقاومة أي هجوم.
انتشرت شائعات في الصحف العالمية تتحدث عن أن سكان الجزيرة من آكلي البشر، وهو ما نفته السلطات الهندية، وذلك قبل أن تصل فرق الإنقاذ للسفينة، حيث تم إنقاذ الطاقم، أما السفينة فبعد محاولات كثيرة فاشلة للإنقاذ تركت محلها، ولا تزال إلى الآن موجودة في مكانها.
بعد سنوات على هذه الحادثة سجلت إحدى الفرق البحثية التي استطاعت الوصول للجزيرة وإقامة اتصال ودي مع أهلها، سجلت حمل بعض الأفراد لأدوات حديثة مصنوعة من المعدن، وهي معادن على ما يبدو استطاعوا الحصول عليها من السفينة العالقة على ساحلهم.
توالت الرحلات الاستكشافية للمدينة تحت إجراءات خاصة، حيث سجل المتخصصون أنماط عيش بدائية للسكان، حيث أنهم ظهروا عراة ويعتمدون في طعامهم على صيد الأسماك، فيما يتحدثون لغة خاصة لا تتفق مع أي من اللغات المعروفة، ولم يتصلوا من قبل بعالم ما وراء الجزيرة.
أعلنت السلطات الهندية الجزيرة محمية طبيعية يمنع الوصول إليها إلا بتصريح، ورغم ذلك يحاول السياح وكثير من المتسللين الوصول إليها، من بينهم جون تشاو الذي اعتبر الجزيرة "آخر معقل للشيطان على الأرض" وقصد الجزيرة بهدف التبشير للمسيحية، لكن بعد وصوله إليها تأكد خبر مقتله على أيدي السكان.
تم محاولة استرجاع جثة تشاو، لكن لم تنجح الجهود، وتم التراجع عن إطلاق عملية أمنية إلى الجزيرة، خوفًا على سكانها من الأمراض، إذ أن نزلة برد عادية قد تتسبب في وفاتهم واحدًا تلو الآخر، وذلك بسبب ضعف مناعتهم تجاه الأمراض المنتشرة في عالمنا.
الإبتساماتإخفاء