أقدم الحضارات في العالم
منذ وجود البشر على سطح الكُرة الأرضيّة ظهرت العديد من الحضارات الإنسانيّة، وشكّلت جميعها مخزوناً تاريخيّاً وثقافيّاً وعلميّاً ومعرفيّاً أثّر في الحضارات التي أتت بعدها، كما ساهمت هذه الحضارات في بناء التاريخ ورسم ملامحه التي تحوّلت إلى ثروةٍ تاريخيّة ما زالت معظم ملامحها موجودةً حتى هذا اليوم، وفي ما يأتي معلومات عن مجموعةٍ من أهمّ وأقدم الحضارات في العالم:
إفرقيا:
ويعدّ معظم الباحثين في علم الإنسان القديم وتطوره أن أفريقيا أقدم المناطق المأهولة بالسكان على وجه الأرض، حيث كان يسكنها أنواعاً بشرية منشأها القارة. وقد اكتشف الباحثون في علم الإنسان، في منتصف القرن العشرين، العديد من الحفريات والأدلة على الوجود البشري ربما منذ سبعة مليون سنة. وقد تم اكتشاف بعض الحفريات لأنواع يعتقد أنها لسلالات من القردة العليا الشبيهه بالإنسان، حيث يعتقدون أنها تطورت إلى الإنسان الحديث، مثل الأسترالوبيثكس أفرينسيس (وتم تقدير التاريخ الذي يرجع إليه بمقاييس أشعة الراديو إلى 3,9 - 3,0 مليون سنة قبل الميلاد) والبارنثروبوس بويسي (حوالي2,3-1,4 مليون سنة قبل الميلاد)، وهومو إيرجستر (حوالي1,9 مليون - 600,000 سنة قبل الميلاد).
طوال الفترة التي عاشتها البشرية ما قبل التاريخ، لم يكن يقطن أفريقيا (مثلها مثل القارات الأخرى) أي أمة ذات استقرار، وإنما كان يسكنها جماعات من الصيادين مثل خوي وسان.
وبإنتهاء العصر الجليدي، (تقريبًأ10,500 سنة قبل الميلاد) كانت الصحراء قد تحولت مرة أخرى لتكون وادي أخضر خصب، وعاد السكان الأفارقة من المرتفعات الداخلية والساحلية إلى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وبالرغم من ذلك، فإن المناخ الدافئ والجاف يعطي انطباعًا بأنه بحلول عام 5000 قبل الميلاد أصبحت المنطقة الصحراوية جافة وغير مناسبة للعيش فيها بشكل متزايد.مما أدى إلى هجرة السكان من المنطقة الصحراوية إلى وادي النيل أسفل الشلال الثاني حيث قاموا بتكوين مستوطنات دائمة وشبه دائمة تبين علي ذلك الممالك النوبية والمروية والفرعونية التي كانت موجودة.وقد حدث آنذاك ركود مناخي كبير، أدى إلى تقليل سقوط الأمطار الغزيرة والمستمرة على وسط وشرق أفريقيا.منذ ذلك الوقت سادت ظروف الجفاف في شرق أفريقيا، وعلى نحو متزايد خلال الـ 200 سنة الأخيرة، في إثيوبيا.
وقد ساعدت تربية الماشية في أفريقيا على الزراعة، وفيما يبدو أنها تواجدت جنبًا إلى جنب مع الحضارات التي قامت على الصيد.ومن المذهل أن الأبقار كانت مُستأنسة وكانت تتم تربيتها في شمال أفريقيا منذ عام 6000 قبل الميلاد. وفي بيئة صحراء وادي النيل المركبة، قام السكان باستئناس العديد من الحيوانات، بما في ذلك حمار التحميل، والماعز الصغير ذا القرن والذي كان شائع الانتشار في المنطقة من الجزائر إلى النوبة. وفي عام 4000 قبل الميلاد أصبح مناخ الصحراء أكثر جفافاً، وتم ذلك على نحو سريع للغاية. وقد أدى هذا التغير المناخي إلى تقلص البحيرات والأنهار بشكل كبير، وأدى ذلك زيادة ظاهرة التصحر.وهذا، بدوره، أدى إلى انخفاض مساحة الأراضي المستوطنة، وساعد على الهجرة الجماعات التي كانت تعيش على الزراعة إلى المناطق المناخ الأكثر استوائية في غرب أفريقيا.
وبحلول الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت أعمال الحدادة قد أُستحدثت في شمال أفريقيا وانتشرت بشكل سريع عبر الصحراء إلى المناطق الشمالية من صحراء جنوب أفريقيا، وبحلول عام 500 قبل الميلاد بدأ تصنيع المعادن أمراً شائعاً في غرب أفريقيا. وبحلول عام 500 قبل الميلاد تقريبًا كانت أعمال الحدادة قد استقرت بشكل كامل في العديد من مناطق شرق وغرب أفريقيا، بالرغم من أن أعمال الحدادة لم تكن قد بدأت في مناطق أخرى حتى القرون الميلادية الأولى. وقد تم اكتشاف أواني وأغراض نحاسية من مصر، وشمال أفريقيا، والنوبة، وأثيوبيا، والتي يرجع تاريخها إلى 500 عام قبل الميلاد تقريباً، مما يعزز فكرة تواجد شبكات تجارة عبر الصحراء آنذاك.
الحضارة السومرية :
الحضارة السومرية من الحضارات القديمة المعروفة في جنوب بلاد الرافدين وقد عرف تاريخها من الألواح الطينية المدونة بالخط المسماري. وظهر اسم سومر في بداية الألفية الثالثة ق.م. في فترة ظهور الحيثيين لكن بداية السومريين كانت في الألفية السادسة ق.م. حيث استقر شعب العبيديين بجنوب العراق وشيدوا المدن السومرية الرئيسية كأور ونيبور ولارسا ولجش وكولاب وكيش وإيزين وإريدو واداب (مدينة). واختلط العبيديون بأهل الشام والجزيرة العربية عن طريق الهجرة أو شن غارات عليهم. وبعد عام 3250 ق.م. وكانت خاصة بهم وابتكروا الكتابة على الرقم الطينية وهي مخطوطات ألواح الطين (انظر مسمارية). وظلت الكتابة السومرية 2000 عام، لغة الاتصال بين دول الشرق الأوسط في وقتها.
حضارة وادي السند :
ترجع حضارة وادي السند إلى العصر البرونزي في المناطق الشمالية الغربية من جنوب آسيا، واستمر وجودها منذ عام 3300 قبل الميلاد وحتى عام 1300 قبل الميلاد، وبلغت تمام نموها في الفترة بين عام 2600 قبل الميلاد وحتى عام 1900 قبل الميلاد. كانت حضارة وادي السند، بجانب حضارة مصر القديمة وحضارة بلاد الرافدين، واحدة من ثلاث حضارات مبكرة في الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وواحدة من الحضارات الثلاث الأكثر انتشارًا، إذ امتد موقعها من شمال شرق أفغانستان، مرورًا بمساحة كبيرة من باكستان، وحتى غرب وشمال غرب الهند. ازدهرت حضارة وادي السند في أحواض نهر السند، الذي يجرى ماؤه بامتداد باكستان، وعلى طول شبكة من الأنهار المعمرة، التي تغذيها في أغلب الأحوال الرياح الموسمية، والتي كانت تجري ذات يوم بالقرب من نهر غاغار هاكرا الموسمي في شمال غرب الهند وشرق باكستان.
اشتُهرت مدن الحضارة بتخطيطها الحضري، والبيوت المصنوعة من الطوب الآجوري، ونظم الصرف المتطورة، وشبكات إمداد المياه، وتجمعات المباني غير السكنية الضخمة، والتقنيات الجديدة في الصناعات اليدوية (منتجات العقيق الأحمر، ونحت الأختام) وفي علم الفلزات (النحاس والبرونز والرصاص والقصدير). من المرجح جدًا أن المدن الكبيرة في موهينجو دارو وهارابا قد نمت لتضم ما بين 30,000 إلى 60,000 فرد، وربما تكون الحضارة نفسها خلال ازدهارها قد ضمت ما بين مليون وخمسة ملايين فرد. قد تكون القحولة التدريجية لتربة المنطقة خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد هي الحافز الأولي للتوسع الحضري المرتبط بالحضارة، ولكن في نهاية المطاف؛ كانت أيضًا قلة إمدادات المياه سببًا كافيًا لزوال الحضارة، ولتشتيت سكانها شرقًا.
عُرفت حضارة السند أيضًا بحضارة هارابا، وذلك بعد اكتشاف موقع هارابا، وهو أول موقع من المواقع التي استُكشفت في أوائل القرن العشرين فيما كان يُعرف آنذاك بمقاطعة البنجاب في الهند البريطانية، وهي معروفة الآن باسم دولة باكستان. كان اكتشاف هارابا واكتشاف -بعد ذلك بفترة وجيزة- موهينجو دارو تتويجًا للعمل الذي بدأ في عام 1861 بتأسيس المسح الأثري للهند أثناء عهد الراج البريطاني. ورغم ذلك تواجدت في نفس المنطقة مدنيات مبكرة وأخرى لاحقة، عادة ما أُطلق عليها اسم «هارابا المبكرة» و«هارابا المتأخرة»؛ ولهذا السبب، تُدعى حضارة هارابا في بعض الأحيان بحضارة هارابا النامية من أجل تمييزها عن هذه المدنيات الأخرى. بحلول عام 2002، أُعلن عن أكثر من 1000 مدينة ومستوطنة نامية في منطقة هارابا، نُقب منها ما يقل قليلًا عن المئة. رغم ذلك، لا يوجد سوى 5 مواقع حضرية كبرى هي: هارابا وموهينجو دارو (موقع التراث العالمي لليونسكو) ودولافيرا وغانوريوال في صحراء جولستان وراكيغارهي. سبقت زراعة هارابا القديمة قرى زراعية محلية تتبع العصر الحجري الحديث، وكانت سهولها النهرية مأهولة بالسكان.
اللغة الهرابانية غير معتمدة على نحو مباشر، وانتسابها غير مؤكد، لأن الكتابة السندية لم تُفك شفرتها بعد. يحبذ بعض العلماء وجود علاقة مع عائلة اللغات الدرافيدية أو العلامية الدرافيدية.
الحضارة المصرية :
بدأت الحضارة المصرية في حوالي العام 3150 ق.م، عندما وحد الملك مينا (نارمر) جنوب وشمال مصر معا، وتطورت بعد ذلك على مدى الثلاث ألفيات اللاحقة. ضمت تاريخياً سلسلة من الممالك المستقرة سياسياً، تخللتها فترات عدم استقرار نسبي تسمى الفترات المتوسطة. بلغت مصر القديمة ذروة حضارتها في عصر الدولة الحديثة، وبعد ذلك دخلت البلاد في فترة انحدار بطئ. هوجمت مصر في تلك الفترة من قبل العديد من القوى الأجنبية، وانتهى حكم الفراعنة رسمياً حين غزت الإمبراطورية الرومانية مصر وجعلتها إحدى مقاطعاتها.
نجحت الحضارة المصرية القديمة في وادي نهر النيل حيث توافرت لها كل مقومات الزراعة من تربة خصبة ومياه ومناخ معتدل، وساعد التنبؤ بالفيضانات والسيطرة على أضرارها في إنتاج محاصيل زراعية وافرة أسهمت في التنمية الاجتماعية والثقافية. واستخرجت السلطات مع توافر المواد اللازمة الكثير من المعادن الموجودة في منطقة الوادي والمناطق الصحراوية المحيطة به، وكتبت ووضعت نظام كتابة مستقل بها، ونظمت البناء الجماعي والمشاريع الزراعية، بالإضافة للتجارة مع المناطق المحيطة بمصر، وكان تعزيز القوى العسكرية للدفاع العسكري ضروريا لمقاومة أعداء الخارج، وتأكيد الهيمنة للأسر الفرعونية على البلاد.
وقد كان تنظيم تلك الأنشطة وتحفيزها يتم من خلال نخبة من البيروقراطيين والزعماء الدينيين والإداريين تحت سيطرة فرعون مصر الذي حرص على التعاون والوحدة بين المصريين، في سياق نظام محكم من معتقدات دينية.
ولقد تضمنت إنجازات قدماء المصريين استغلال المحاجر، المسح وتقنيات البناء التي سهلت بناء الأهرامات الضخمة والمعابد والمسلات، بالإضافة لنظام رياضيات عملي وفعال في الطب. وأنظمة للري وتقنيات الإنتاج الزراعي، وأول ما عرف من السفن، والقيشاني المصري وتكنولوجيا الرسم على الزجاج، وأشكال جديدة من الأدب، وأول معاهدة سلام معروفة. تركت مصر القديمة إرثاً دائماً للبشرية جمعاء وأخذ منها اليونانيون القدماء الكثير وتلاهم الرومان. ونُسخت وقُلدت الحضارة والفن والعمارة المصرية على نطاق واسع في العالم، ونقلت آثارها إلى بقاع بعيدة من العالم. وألهمت الأطلال والبقايا خيال المسافرين والكتاب لعدة قرون، وأدت اكتشافات في مطلع العصر الحديث عن آثار وحفريات مصرية إلى أبحاث علمية للحضارة المصرية تجلت في علم أطلق عليه علم المصريات، ومزيداً من التقدير لتراثها الثقافي في مصر والعالم.
حضارة عيلام :
عيلام كانت حضارة ما قبل إيرانية قديمة، وتوسعت في العصر الحديث إلى أقصى الغرب والجنوب الغربي من إيران، ممتدةً من الأراضي المنخفضة التي تُسمى الآن محافظة خوزستان ومحافظة عيلام، بالإضافة إلى جزء صغير جنوب العراق. يُشتق الاسم الحديث «عيلام» من النقل الحرفي لكلمة إيلام(ا) من اللغة السومرية، إلى جانب الأكادية اللاحقة إيلامتو، والعيلامية هيلَتمتي. كانت الولايات العيلامية من بين القوى السياسية الرائدة في الشرق الأدنى القديم. عُرفت عيلام في الأدب الكلاسيكي أيضًا باسم سوزيانا، وهو اسم مشتق من عاصمتها سوسة (شوشان).
كانت عيلام جزءًا من قائمة مدن الشرق الأدنى القديم المتحضرة مبكرًا خلال الفترة النحاسية (العصر النحاسي). وُجدت سجلات مكتوبة في عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا موازية للتاريخ السومري، بالإضافة إلى العثور على سجلات أخرى في وقت سابق بقليل. كانت عيلام في عصر العيلاميين القديم (العصر البرونزي الأوسط) مؤلفةً من ممالك واقعة على الهضبة الإيرانية، تمركزت في إمارة آنشان، ثم تمركزت منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد في سوسة الموجودة في الأراضي المنخفضة في خوزستان. لعبت حضارتها دورًا حاسمًا في عهد الأسرة الأخمينية الفارسية التي خلفت حضارة عيلام، إذ كانت اللغة العيلامية من بين اللغات الرسمية المستخدمة هناك. تُعد اللغة العربية عمومًا لغة معزولة لا علاقة لها باللغات الفارسية والإيرانية التي ظهرت لاحقًا؛ ومع ذلك، يفترض بعض اللغويين انتماء اللغتين العيلامية والدرايفية في الهند إلى عائلة اللغة نفسها. وفقًا للمطابقات الجغرافية والأثرية، يجادل بعض المؤرخين بتشكيل العيلاميين نسبةً كبيرة من أسلاف العصر الحديث اللوري، الذين تعود لهجتهم اللورية إلى اللغة البهلوية (الفارسية الوسطى).
حضارة الكنعانيين :
كنعان هي منطقة تاريخية سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم تشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسورية. وكانت المنطقة مهمة سياسياً في العصر البرونزي المتأخر خلال حقبة العمارنة كون المنطقة كانت محل نزاع الإمبراطورية المصرية والآشوريين. ذُكر الكنعانيون كجماعة إثنية كثيراً في الانجيل العبري. تم استبدال الاسم "كنعان" بـ"سورية" عقب سيطرة الإمبراطورية الرومانية على المنطقة.
تستخدم كلمة الكنعانيين كمصطلح عرقي يشمل مختلف فئات السكان الأصليين - المجموعات المستوطنة والبدو على حد سواء - في جميع أنحاء جنوب بلاد الشام أو كنعان. وهو إلى حد بعيد المصطلح العرقي الأكثر استخدامًا في الكتاب المقدس. في سفر يشوع، تم تضمين الكنعانيين في قائمة الأمم المطلوب إبادتها، وتم وصفهم لاحقًا بأنهم مجموعة "أهلكها الإسرائيليون"، على الرغم من أن هذه الرواية تتناقض مع النصوص التوراتية اللاحقة مثل سفر أشعيا.
من القرن 7 ق م إلى القرن 4 ق م أسّس الكنعانيون مستعمرات كنعانية جديدة، امتدّت من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى حدود السواحل الأطلسيّـة.
الحضارة الصينية :
نشأت الحضارة الصينية في العديد من المراكز الإقليمية عبر قرى النهر الأصفر ونهر يانغتزي في العصر الحجري الحديث، إلا أنه يقال إن البحر الأصفر هو مهد الحضارة الصينية. فمع آلاف السنوات من التاريخ المستمر، تعد الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم. ويمكن العثور على تاريخ الصين المكتوب في وقت مبكر مع مملكة شانغ (حوالي 1700–1046 قبل الميلاد)، رغم أن النصوص التاريخية القديمة مثل سجلات المؤرخ الكبير (حوالي 100 قبل الميلاد) وحوليات الخيزران تؤكد تواجد أسرة شيا قبل شانغ. وقد تطور قدر كبير من ثقافة الصين وأدابها وفلسفتها بشكل أكبر أثناء مملكة تشو (1045–256 قبل الميلاد).
وقد بدأت مملكة تشو للرضوخ للضغوط الخارجية والداخلية في القرن الثامن قبل الميلاد، وتم تقسيم المملكة في النهاية إلى دول صغيرة، بدءًا من فترة الربيع والخريف وحتى الوصول إلى التغير الكامل في حقبة الممالك المتحاربة. وتعد تلك واحدة من الفترات المتعددة للدول الفاشلة في التاريخ الصيني (حيث إن أحدثها هي الحرب الأهلية الصينية).
وبين فترات الممالك وأمراء الحرب، قامت الممالك الصينية بحكم أجزاء أو كل الصين، في بعض العصور، بما في ذلك الفترة المعاصرة، امتدت السيطرة حتى شينغيانغ و / أو التبت. وقد بدأت تلك الممارسة مع مملكة تشين: في عام 221 قبل الميلاد، حيث قام تشين شي هوانج بتوحيد الممالك المتحاربة وخلق أول إمبراطورية صينية. وقد قامت الممالك المتعاقبة في التاريخ الصيني بتطوير أنظمة بيرقراطية أتاحت الفرصة لإمبراطور الصين بالتحكم بشكل مباشر في الأقاليم المتسعة.
والنظرة التقليدية للتاريخ الصيني تشير إلى الوحدة والتفكك السياسي بشكل متبادل، حيث تمت السيطرة في بعض الأوقات على الصين شعوب السهوب، والذين تم استيعاب أغلبهم ضمن سكان قومية الهان. وتعد التأثيرات الثقافية والسياسية، من العديد من أجزاء آسيا، والتي نجمت عن موجات متتابعة من الهجرة والتوسع والاستيعاب الثقافي جزءًا من الثقافة المعاصرة للصين.
الحضارة الإغريقية :
اليونان القديمة كانت حضارة تنتمي إلى فترة من التاريخ اليوناني حيث استمرت من العصور المظلمة اليونانية في القرن الثالث عشر إلى نهاية العصر الكلاسيكي القديم في القرن التاسع قبل الميلاد (حوالي 600 م). بدأت بعد هذه الفترة مباشرة العصور الوسطى المبكرة والحقبة البيزنطية. بعد ثلاثة قرون تقريبًا من انهيار العصر البرونزي المتأخر في اليونان الموكيانية، بدأت البوليس (دولة مدينة) اليونانية الحضرية في التكون في القرن الثامن قبل الميلاد، مما أدى إلى فترة اليونان العتيقة واستعمار حوض البحر الأبيض المتوسط. تبع ذلك فترة اليونان الكلاسيكية، وهي حقبة بدأت مع الحروب الفارسية اليونانية، واستمرت من القرن الخامس إلى الرابع قبل الميلاد. وبسبب الفتوحات التي قام بها الإسكندر الأكبر في مقدونيا، ازدهرت الحضارة الهلنستية من آسيا الوسطى إلى الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط. انتهت الفترة الهلنستية بالفتوحات والإستيلاء علي بلدان شرق المتوسط من قبل الجمهورية الرومانية، والتي أنشأت مقاطعة مقدونيا الرومانية في اليونان الرومانية، وفي وقت لاحق مقاطعة آخايا خلال الإمبراطورية الرومانية.
كان للثقافة اليونانية الكلاسيكية، وخاصة الفلسفة، تأثير قوي على روما القديمة، التي حملت نسخة منها إلى أجزاء كثيرة من حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. لهذا السبب، تعتبر اليونان الكلاسيكية بشكل عام الثقافة الأحيائية التي وفرت أساس الثقافة الغربية الحديثة وتعتبر مهد الحضارة الغربية.
أعطت الثقافة اليونانية الكلاسيكية الكثير من الأهمية للمعرفة. لم يكن العلم والدين منفصلين وكان الاقتراب من الحقيقة يعني الاقتراب من الإله. في هذا السياق، فهموا أهمية الرياضيات كأداة للحصول على معرفة أكثر موثوقية ("إلهية"). تمكنت الثقافة اليونانية، في بضعة قرون ومع عدد محدود من السكان، من استكشاف وإحراز تقدم في العديد من مجالات العلوم والرياضيات والفلسفة والمعرفة بشكل عام.
الحضارة الرومانية :
ظهرت العديد من الحضارات القديمة التي شكّلت الحضارة اليونانيّة التي يعود تاريخها إلى ما يُقارب 3000ق.م، وفي ما يأتي معلومات عن بعض من هذه الحضارات:
- حضارة الكوكلاديس:
هي حضارة ظهرت في المنطقة الشرقيّة لليونان داخل جُزر الكوكلاديس، وظلّت موجودةً خلال الفترة الزمنيّة من عام 3000ق.م إلى عام 1100ق.م، وعُرِفت هذه الحضارة من خلال بقايا الأدوات الفخاريّة الخاصة بها.
- الحضارة المينوية:
هي حضارة ظهرت في جزيرة كريت وتأثرت بطبيعة الحضارة المصريّة، وعُرِفت باسم المينوية؛ لأن حُكّامها عُرِفوا باسم مينوس، وظلّت هذه الحضارة موجودةً أثناء الحقبة الزمنيّة بين سنوات 3000ق.م إلى 1100ق.م، ووجدت الكثير من الآثار الخاصة بهذه الحضارة، ومن أهمّها قصر كنوسوس.
- حضارة طروادة:
هي حضارة كانت قريبةً من مضيق الدردنيل، وظهرت في أراضي آسيا الصغرى، وكانت من الحضارات الأسطوريّة المجهولة حتّى اكتشفها الباحث شليمان، وتُشير آثارها إلى أنّها تميّزت بحياةٍ اقتصاديّة متطورة، فانتشرت فيها الكثير من المباني، وتتشابه بعضها مع القصور.
حضارة الأنديز :
تقع حضارة الأنديز في منطقة انتشار إمبراطوريّة الإنكا على امتداد أراضي أمريكا الوسطى والجنوبيّة، وأُسِّست هذه الحضارة على يدّ الهنود الحُمر، وصُنّفت في الماضي بأنّها أكبر إمبراطوريّة تقع في أمريكا الجنوبيّة، وتُعدّ من الحضارات القديمة التي تشكّلت من أراضي الأرجنتين، والإكوادور، وبوليفيا، وقسمٍ من تشيلي، والبيرو، وعُرِفت عاصمة هذه الإمبراطوريّة باسم كسكو وسُمّيت مدينة الشمس، ووصل ارتفاعها إلى حوالي 11,000 قدم، واحتوت على مجموعةٍ من القصور والمعابد، وظلّت حضارة الأنديز موجودةً حتّى احتلها الإسبان عام 1532م.
معلومات تم تجميعها من موسوعة ويكيبيديا و موسوعة موضوع
الإبتساماتإخفاء